رغم تقدمها في السن، إلا أن أم خالد لا تزال تواصل صناعة الأفران، وتشير إلى أنها تحافظ على هذا العمل لأنه "جزء من تراثنا الفلسطيني"، لافتة إلى أنها ورثت صناعة أفران الطين عن أجدادها، وأضحت تُدخِلُ تحديثات عليها لتواكب التطور.
وتستخدم أم خالد، في عملية صناعة الأفران، الطين الحراري، الذي يعطي لوناً بنياً غامقاً أو أحمر داكناً، ويتم استخراجه من الطبقة السفلية للأرض، خلال عمليات حفر آبار المياه العميقة.
وتقول السبعينية الفلسطينية: "العمل يدرُّ عليّ دخلاً يوفر لنا بعض مستلزمات المنزل، فنحن نبيع الأفران بنحو 25 دولاراً للفرن الواحد، وهناك إقبال متزايد عليه. والفترة الماضية شهدت زيادة في الطلب على الأفران الطينية، نتيجة الأزمة المتكررة في الغاز، التي يعيشها قطاع غزة المحاصر".
وتُستخدم الأفران الطينية، التي تصنعها أم خالد، في الطبخ وصناعة الخبز وحتى في صناعة أنواع مختلفة من المعجنات، وتطورت إلى أن أصبحت ذات أحجام مختلفة، فمنها الكبير والصغير، ويمكن وضعها بحسب حجمها في أطراف المنازل، أو على الأسطح، أو في الحدائق.
ويتميز طعم المأكولات المطهوّة بـ "أفران الطين" بنكهات مطعمة برائحة الحطب، الذي يستخدم بشكل أساسي في إيقاده، إلى جانب قيام البعض باستخدام الأوراق والملابس القديمة وغيرها في عمليات ايقاده، وهو لا يحتاج إلى الكثير من الحطب.
وتقول أم أحمد رسمي (45 عاماً)، إن "أفران الطين" تذكرها بالتراث الفلسطيني والحياة القديمة، التي كانت والدتها تتحدث عنها دائماً، مشيرةً إلى أنها تستخدم فرناً طينياً منذ سنوات، واعتادت استخدامه في ظل انقطاع الغاز المتكرر عن القطاع.
وتشير أم أحمد إلى أنها تستخدم "فرن الطين" في صناعة الخبز والحلوى، وحتى في طهو الطعام، لافتةً إلى أن الدجاجة التي تحتاج إلى ساعة كاملة في فرن الغاز، لا تأخذ إلا 25 دقيقة في "فرن الطين" وبطعم ألذ.
وتبين السيدة الغزاوية أن "فرن الطين" يحتاج إلى عشر دقائق، عقب إيقاد النار أسفله، لكي يعمل بالشكل المطلوب، ومن ثم يمكن أن يبقى يعمل بكمية الحطب القليلة نحو ساعتين، غير أنها أشارت إلى أن أصحاب الشقق السكنية في العمارات والأبراج لا يستطيعون استخدامه، لأنه في حاجة إلى مكان واسع ومفتوح لا يتوفر لديهم، وإنما يتوفر في المنازل المنفردة، وتلك القائمة في الأراضي الزراعية.