"أطباء بلا حدود": مراكز اللاجئين باليونان تحولت لمراكز اعتقال

14 ابريل 2016
يديرها الجيش والشرطة اليونانية (الأناضول)
+ الخط -
أفادت منظمة أطباء بلا حدود، أن نقاط تجمّع اللاجئين التي أُنشئت على الجزر الرئيسية لتسجيل طلبات اللاجئين في اليونان، تحولت إلى مراكز اعتقال علق فيها المهاجرون، بعد أن دخل الاتفاق الأوروبي التركي حيز التنفيذ.

وأوضح بيان صادر عن المنظمة، أمس الاربعاء، أن  كلاً من نقاط  التجمع الأربع الواقعة في جزر ليسبوس، وخيوس، وليروس، وساموس، كانت أول مكان يبعث الأمل في نفوس اللاجئين، لكنها أضحت اليوم، "مراكز اعتقال يديرها الجيش والشرطة اليونانية، بدأت تحتجز فيها كل قادم جديد، اعتباراً من العشرين من مارس/آذار الماضي".

وأشارت المنظمة، إلى أن نحو 700 طالب لجوء، كثيرٌ منهم أطفال ونساء، يتواجدون حالياً في المرفق الواقع على جزيرة ساموس، موضحة أن بعضهم وصل قبل بدء سريان الاتفاق، لكنهم أُبقوا هناك إما لأنهم من غير السوريين والعراقيين، أو لأنهم قاصرون ويفترض إرسالهم إلى مرفق أو مركز خاص.


وكان اللاجئون قد أُخبروا أنهم سيرسلون إلى مخيم واقع في العاصمة أثينا بموجب اتفاقية دبلن، وهذا يسمح لهم باختيار ثمانية من بلدان الاتحاد الأوروبي حيث ستبذل الجهود من أجل نقلهم إلى أحدها، لكن يبدو أنه لا توجد أي ضمانات بأن بلد اللجوء سيكون واحداً من البلدان الثمانية التي يختارها الشخص.

ولفتت المنظمة، إلى أن بعض المحتجزين تحدثوا إلى فرقها من وراء السياج المعدني، وعبّروا عن غضبهم وحزنهم، فهم يشعرون وكأنهم قد وصلوا إلى طريق مسدود، فليس ثمة إجراءات قانونية أو مقابلات تجرى في المخيم حالياً، وقد أدركوا أن التقدم بطلب لجوء في اليونان هو خيارهم الوحيد بعد أن رحلت السلطات اليونانية الدفعة الأولى من المهاجرين إلى تركيا.

تحدثت خديجة (42 عاماً) والتي كانت برفقة أربعة أطفال، من خلف السياج قائلة: "ما الذي سيحدث بعد هذا؟ هل سيقتلوننا في أوروبا؟ سقط على منزلنا برميل متفجر، وقتل زوجي ودُمر المنزل. إننا محتجزون وراء أسلاك شائكة وكأننا مجرمون، وهذا ليس عدلاً على الإطلاق".

ونوهت المنظمة إلى أن الوضع في باقي أنحاء اليونان يشهد تعقيدات أيضاً، إذ لا يزال نحو 11 ألف شخص ينتظرون في إيدوميني كي تفتح الحدود مع مقدونيا أبوابها رغم أن السلطات قد أكدت مراراً بأنها ستبقيها مغلقة.

و قالت المديرة العامة للمنظمة في اليونان، ماريتا بروفوبولو: "كان يمكن للأمور أن تكون مختلفة ومنظمة، لكن ما نراه اليوم ليس إلا فشلاً تاماً للاتحاد الأوروبي في استقبال مليون شخص بكرامة واحترام، فمليون شخص ليس رقماً كبيراً بالنسبة لأوروبا، وكل فرد من هؤلاء المليون له قصته ومعاناته، وقد فعلوا كل ما في وسعهم لينجوا بحياتهم وحياة عائلاتهم، على أمل تأمين مستقبل أفضل في أوروبا بعيداً عن الحرب والاضطهاد، تماماً كما كان أي منا ليفعل لو كان في مكانهم".