"أطباء بلا حدود" تعلق أنشطتها وتجلي موظفيها من شمال شرق سورية

15 أكتوبر 2019
العملية العسكرية التركية في شمال شرق سورية (عمر ألف/الأناضول)
+ الخط -


قررت منظّمة "أطباء بلا حدود" الإنسانية الطبية تعليق أنشطتها وإجلاء موظفيها الدوليين من شمال شرق سورية، نظرًا للأوضاع المضطربة بعد إطلاق العملية العسكرية التركية.

وأجبرت الأوضاع في شمال شرق سورية المنظّمة الدولية على إجلاء موظفيها من مشاريعها في عين عيسى، ومخيم الهول، وتل أبيض، وتل تمر، وتل كوجر، وعين العرب (كوباني) ومدينة الرقة، وقالت المنظّمة إنّ القرار كان صعبًا في ظل إدراكها لحجم احتياجات الأشخاص الذين يفرون من المنطقة.

وقالت المنظمة في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "الأوضاع المتقلبة التي لا يمكن التنبؤ بمسارها تجعل من الصعب إجراء مفاوضات لضمان أمن طواقمنا في سعيهم إلى تقديم الرعاية الصحية والمساعدة الإنسانية للأشخاص المتضرّرين، ونظرًا إلى تعدّد المجموعات المشاركة في القتال لصالح أطراف مختلفة في النزاع، لم تعد أطباء بلا حدود قادرة على ضمان سلامة موظفيها السوريين والدوليين".

وقال مدير طوارئ أطباء بلا حدود في سورية، روبرت أونس: "عانى سكان شمال شرق سورية خلال سنوات عدة من النزاع وعدم الاستقرار، وأسفرت التطورات الأخيرة عن زيادة الحاجة إلى المساعدة الإنسانية، غير أنّه من المستحيل تقديمها نظرًا للوضع السائد في الوقت الحاضر. اتخذت المنظّمة القرار الصعب الذي يقتضي تعليق معظم أنشطتها وإجلاء موظفيها الدوليين من شمال شرق سورية. لا يسعنا العمل بأمان في المناطق التي تحتاج إلى مساعدة فرقنا قبل الحصول على ضمانات من جميع أطراف النزاع، والتأكد من تقبّل الجميع لتواجدنا في المنطقة".

وأضاف أونس: "نشعر بالقلق على سلامة زملائنا السوريين وعائلاتهم في شمال شرق سورية في هذه الأوقات العصيبة. سنستمر في تقديم الدعم لزملائنا السوريين عن بعد، كما نبحث في طرق قد تمكننا من تقديم المساعدة للسكان رغم القيود".

وفي بلدة تل تمر، كانت المنظّمة تقدّم البطانيات والحصص الغذائية وقوارير مياه الشرب والصابون لآلاف النازحين الذين يصلون إلى البلدة يوميًا، بعد فرارهم من منازلهم حاملين على ظهورهم القليل من مقتنياتهم.

وقبل 13 أكتوبر/تشرين الأوّل، قدمّت فرق أطباء بلا حدود الدعم، في عدد من القرى في المنطقة، لمعالجة أزمة نقص الموارد المائية التي حصلت جراء غارة جوية استهدفت محطة ضخ المياه، وقطعت المياه عن بلدات بأكملها، ووصل يوم 13 أكتوبر، إلى مستشفى تل تمر عشرات الجرحى من جراء غارة جوية.
وفي بلدة عين عيسى، شهدت فرق أطباء بلا حدود على فرار السكان من منازلهم مشياً على الأقدام، باحثين عن الأمان بعيداً عن مناطق النزاع، وتم إجلاء العاملين الصحيين ونقلهم من مستشفى عين عيسى، الذي شكّل أحد المستشفيات الرئيسية التي كانت تستقبل الجرحى وتعالجهم خلال الأيام الخمسة الماضية.

وفي الأسبوع الماضي، كانت فرق أطباء بلا حدود تقدّم الرعاية الصحية والدعم النفسي للأشخاص الذين يعيشون في المخيم وتزودهم بالمياه، وهم الآن يواجهون وضعًا شديد الخطورة، وتدعو المنظّمة جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين، وتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول بشكل آمن ومن دون عوائق إلى المدنيين حتى يستطيعوا تقديم المساعدة.

(العربي الجديد)