أطلقت مؤسسة روزا لوكسمبورغ، ومركز هوية، كتاباً بعنوان "أصوات بديلة حول أزمة اللاجئين السّوريين في الأردن"، ضم مقابلات مع خمسة أشخاص أصحاب خبرة في مجالات متنوعة، يحملون وجهات نظر فردية حول آثار الهجرات القسرية على الأردن، وتحديداً وجود اللاجئين السوريين، بهدف بدء نقاش إيجابي مختلف عن السائد حالياً من خطاب تميزي وعنصري ضدهم.
وركز مؤسس محطة راديو البلد، داوود كتاب، في حديثه خلال ندوة إطلاق الكتاب، على منابع الخطابات المعادية للسوريين في الإعلام ومحاولة التخفيف من حدتها من خلال منح السوريين فرصة للتعبير عن أنفسهم عبر برنامج خصصه لهم في راديو البلد تحت عنوان "سوريون بيننا".
وتطرق الإعلامي الأردني إلى الموضوعات التي غالباً ما يتم الخوض بها، في ما يتعلق باللاجئين السوريين، وبينها التنافس على الوظائف ورفع أسعار إيجارات المنازل، والزحام المروري، وهو الاتهام الذي اعتبره مضحكاً، مشيراً على أصحابه أن يزوروا دمشق أو القاهرة ليتعرفوا على الزحام الحقيقي.
وفي ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أشار نائب مفوض سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، يوسف منصور، إلى المنافع التي قد تعود على الأردن في حال تم دمج السوريين في المجتمع بالصورة الصحيحة، مضيفاً أن عمليات الهجرة السابقة إلى الأردن ساهمت بشكل كبير في توسيع الاقتصاد.
وأشار منصور إلى تجارب تركيا وأوروبا في الاستفادة من اللاجئين اقتصاديا، حيث إن ثلث الاستثمارات الحالية في تركيا تعود للاجئين، بحسب قوله.
وذكر أن السماح للاجئين بالعمل من شأنه أن يعود بالفائدة على الاقتصاد الأردني، لأنهم بالضرورة سينفقون ما يجنونه في الأردن أيضاً، وهذا يعني زيادة الطلب على السلع وتوسيع الاستثمارات والمصانع وخلق فرص عمل جديدة، داعياً إلى التعامل مع اللاجئين كهبة إنسانية يمكن استثمارها.
وحول وضع النساء السوريات في الأردن، تحدثت ثلاث نساء من اتحاد المرأة الأردنية، عن محاولات المنظمة تقوية التضامن مع النساء والرجال في البلاد بغض النظر عن أصولهم أو جنسياتهم، حيث تمت الإشارة إلى الخدمات التي يقدمها الاتحاد للنساء السوريات، وما يتعرضن له من انتهاكات.
بينما كانت المقابلة الخامسة مع الناطق الرسمي السابق باسم الأونروا، مطر صقر، تحت عنوان "لا توجد مقارنة - اللاجئون الفلسطينيون ودور الأونروا في أزمة اللاجئين السوريين"، والتي حاولت عقد مقارنة بين اللاجئين الفلسطينيين ونظرائهم السوريين، الأمر الذي أصر فيه صقر على الاختلاف الجذري بين التجربتين.
وأشرف على عملية البحث وإخراج الكتاب إلى النور كل من الباحثة الألمانية كاتارينا لينر، والباحث الأردني بشار الخطيب، على أمل أن تكون هذه بداية مشجعة لبقية الأصوات البديلة التي تدعم هذا التوجه لتخرج أيضاً إلى الملأ.
اقرأ أيضاً: محلات تجارية تستغل اللاجئين السوريين بمخيم الأزرق الأردني