"أسبوع الصوت".. اقتراب من حواجز بيروت اللامرئية

03 مايو 2019
(راس بيروت، صورة جوية، تصوي: "فلاينغ آيز)
+ الخط -

تجهيزات وعروض موسيقية وورش عمل؛ أنشطة يتضمنها "أسبوع الصوت الأول" الذي ينطلق في بيروت صباح الأربعاء المقبل ويتواصل حتى 17 من الشهر الجاري، بتنظيم من "مبادرة حسن الجوار" في الجامعة الأميركية.

يسعى الأسبوع إلى إعادة بناء علاقة أهل بيروت بتفاصيل مدينتهم وبأماكن منسية، وتجسير التفاعل بين الناس والبحر والكورنيش، وحثهم على التفكير من خلال الأصوات بالتغيرات التي طرأت على مدينتهم في السنوات الأخيرة.

يلفت بيان التظاهرة إلى أن "التطور الحضري المتسارع في السنوات القليلة الماضية أدى إلى إقامة حواجز ملموسة بين المجال الحضري ومياه البحرعلى شكل أبراج سكنية، مما يجعل سكان المدينة يتوقون إلى البحر وانفتاحه الواسع، بعد أن تم تقييد الاستماع إلى صوت البحر ومشاهدته، بسبب تشييد المباني العالية على طول الكورنيش".

الافتتاح سيكون مع تجهيز "تعا لقاط الموجة" من تصميم "دي دستركيت"، الذي سيوضع على "درج عين المريسة" في منطقة رأس بيروت، بهدف إعادة تفعيل الدرج كمساحة عامة في المدينة.

المشروع مستوحى من شخصية إبراهيم نجم، صياد رأس بيروت الذي قام بنقل قصص البحرعن طريق جمع أجزاء من حطام غواصة "السوفلير" وعرضها في منزله، إضافة إلى الكثير مما جمعه عبر السنين من عجائب البحر وذكريات منطقة عين المريسة.

يتكون التجهيز من نسخة عن فونوغراف نجم الذي ينقل أصوات البحر من ميناء عين المريسة عبر استعمال البث الحي والتسجيلات في تأليف موسيقي يسعى إلى إعادة وصل المدينة بالبحر، بعد أن حجبت الأبراج السكنية الحديثة منظره بشكل كامل عن هذا الجزء من المدينة المرتبط ارتباطاً عضوياً بالبحر.

والجزء الثاني من التجهيز هو شبكة من خطوط الأنابيب الصوتية يمكن للعابرين التحدث من خلالها وسماع أصوات بعضهم البعض كوسيلة لاستعمال الصوت لتعزيز التواصل بين أبناء المدينة، مما يضيف بعداً حسياً إلى درج عين المريسة.

عند التاسعة من مساء الجمعة المقبل، يقيم "أسبوع الصوت" عرضاً أدائياً صوتياً بعنوان "قصيدة للبحر"، على "درج فان دايك" في منطقة رأس بيروت، بمشاركة الفنانين سفر، وليليان شلالا، وفادي طبال، وجاد عطوي، ونديم مشلاوي، وشريف صحناوي، وبوداديتو شاتوبادهاي.

يتساءل العرض عن الكيفية التي يمكن من خلالها فهم علاقة البحر بالمدينة، بالنسبة إلى بيروت، فقد كان البحر الأبيض المتوسط جزءاً لا يتجزأ من تاريخها وأساطيرها والحياة الحضرية فيها.

يتضمن البرنامج أيضاً ورشة عمل بعنوان "أصوات الأبجدية" تقام عند العاشرة من صباح السبت المقبل، 11 من الشهر الجاري، على درج عين المريسة، وهي ورشة سمع تقوم على المشي والاستماع والتسجيل واختلاق الأصوات، والتفكير في ما نفترض أن ليس له صوت، مثل "صوت الشمس على الحجر"، و"صوت النورس في السماء"، و"صوت الموج على الصخر"، وصوت الضحك في الهواء".

كذلك، تنظم التظاهرة ورشة "فرط الاستماع: التطبيق العملي" التي تتناول أصوات المدينة والعمران عند الرابعة من مساء السبت المقبل، يديرها الفنان الهولندي بوداديتو شاتوبادهاي، وتسعى إلى التركيز على الصوت كأدة للذاكرة والتفاعل مع المكان وتناول القضايا التي تعيشها المدينة كالازدحام والصراعات والتبدل المعماري والتضخم والبيئة والهجرة.

المساهمون