"هيا نمرح.. لمحة أمل وسط اليأس" كان شعار برنامج "أسابيع المرح الصيفية" الذي افتتحته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة يوم 23 يوليو/تموز الماضي وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري، من أجل التخفيف من الآثار النفسية للصراعات المستمرة، والظروف المعيشية الصعبة الناتجة عن الحصار الذي دخل عامه العاشر، إضافة إلى توفير فرصة عمل مؤقتة لعدد من الشباب الخريجين.
وذكرت الوكالة الأممية على موقعها الإلكتروني أنه ما بين لعب كرة القدم، والحرف اليدوية، وأنشطة الرسم الحر، يحظى الأطفال من طلبة مدارسها بفرصة العب والتعلم والتعبير عن أنفسهم بهدف تعزيز القيم الاجتماعية كالقيادة، والاحترام، والتعاون، مشيرة إلى أن قرابة 165 ألف طفل وطفلة يشاركون في البرنامج.
داخل إحدى الغرف في مدرسة تابعة لـ"أونروا" جلست الطفلة "ملاك فياض" (12 عاماً) على مقعدها الخشبي تُنجز آخر خطوات صناعة قلعة صغيرة من الكرتون والورق الملون، ضمن درس "إعادة التدوير" الذي تشمله أسابيع المرح.
وقالت "فياض": "تعلّمت عدة مهارات خلال مشاركتي في برنامج أسابيع المرح، مثل إعادة تدوير المواد المستهلكة، والرسم، والتلوين، بالإضافة إلى ممارسة بعض الأنشطة الرياضية المفيدة للجسد".
وأضافت "من خلال المشاركة في هذا البرنامج نستغل أوقاتنا بالأنشطة المفيدة، والتي توفر لنا جواً من المرح والسعادة في الوقت ذاته".
من جهته، أوضح يوسف موسى، مدير برنامج "أسابيع المرح" أن مخرجات برنامجهم "ليست مجرد مخرجات رمزية، إنما نعتبرها ذات بعد نفسي، فتعمل على إزالة صدمة الحروب من نفوس الأطفال، كما نسعى من خلال ذلك إلى إعادة الطفل لأن يكون طفلاً يلعب ويمرح ويقضي أوقاتاً سعيدة".
ولفت إلى أن لهذا البرامج "أبعاداً اقتصادية في قطاع غزة، إذ وفّر نحو 2236 فرصة عمل لخريجين عاطلين، بشكل يدّر عليهم دخلاً مالياً لفترة بسيطة".
كما يعمل البرنامج الأممي على تحريك العجلة الاقتصادية في سوق غزة، إذ يتم توفير نحو مليون عبوة عصير، ومليون قطعة بسكويت محلية التصنيع، للأطفال خلال الفترة المستهدفة، وفق المسؤول نفسه الذي بيّن أن "توفير هذه الوجبات يزيد عدد ساعات عمل المصانع، وكذلك من نسبة العمّال الذين يعملون فيها".
وأشار "موسى" إلى أن أسابيع المرح لهذا العام تختلف عن تلك التي جرى تنفيذها العام الماضي، من خلال إضافة بعض الأنشطة التي تعتمد على الطبيعة الجغرافية لكل منطقة، وظروفها الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، بيّن أنه "في شمالي القطاع يتم تقديم أنشطة جديدة تختص بالدعم والتفريغ النفسي، لأن تلك المناطق تعرّضت للتدمير خلال الحروب الثلاث الماضية".
أما الأنشطة المقدمّة في منطقة رفح، جنوبي القطاع، فأوضح أنها تُقدم باللغة الإنكليزية "لإتاحة المجال أمام الطالب المُنتسب لتعلّم كلمات إنكليزية جديدة، لم يتعلمها داخل مدارسه من قبل".
وفي مدينة غزة، يتم تنفيذ نشاط "حكمة الأرض" لتعليم الأطفال أنشطة إعادة تدوير المواد المستهلكة وفرزها، إذ تعاني المدينة من استخدام نحو 60 دونما من أرضها مكبّات للنفايات، وفق المصدر نفسه.
الطفل "عامر صلاح" (10 سنوات) يرى أن برنامج "أسابيع المرح" يوفر له مساحة للمرح واللعب خلال فترة الإجازة الصيفية.
وقال "صلاح": "تعلّمت خلال مشاركتي التعبير عن كل ما يدور حولي بواسطة الرسم، فرسمت الصيف، والشمس، والمنزل، كما شاركت في الحرف اليدوية".
وحسب إحصائية رصدتها الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، فإن نسبة الفقر المدقع في قطاع غزة تجاوزت الـ40 في المائة، كما ارتفعت نسبة البطالة لأكثر من 45 في المائة.
وتتوقع الإدارة العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية بغزة أن يصل تعداد السكان في القطاع البالغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً فقط إلى مليوني نسمة مع حلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.