"أرشيف القهر".. عامان من حكم السيسي

08 يونيو 2016
أغلقت السلطات في مصر مركز النديم (العربي الجديد)
+ الخط -
سجل مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب والعنف - منظمة مجتمع مدني مصرية - توثيقا جديدا لعامين على حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان "أرشيف القهر".


ووثّق التقرير، الصادر اليوم، 1083 حالة قتل خارج إطار القانون، و239 وفاة داخل أماكن الاحتجاز، و915 حالة تعذيب فردي و116 حالة تعذيب جماعي، و121 حالة تكدير، و597 حالة إهمال طبي في أماكن الاحتجاز و183 حالة عنف من الدولة بشكل عام.

التقرير الذي أعده فريق مركز النديم بدأ بـ"إنه كشف حساب ليوم معلوم أسود على كل ظالم أبيض على كل مظلوم"، وأكد أنه "قد لا يعيش بعضنا ليشهد هذا اليوم، لكن ليس لدينا شك أن بعضنا الآخر سوف يشهده؛ ولهذا البعض الآخر نسجل ونوثق جرائم هذا العصر حتى حين يأتي اليوم الذي تستعيد فيه العدالة بصيرتها، فيحاسب من أجرموا على جرائمهم، ويُنصَف من بقي على قيد الحياة من المظلومين".

وأشار التقرير إلى أن الحصر جاء من خلال ما رصده فريق المركز من الإعلام الورقي والالكتروني وبعض مما نشر في العامين الأولين من حكم عبد الفتاح السيسي.

"نكاد نجزم أن ما ينشر لا يتجاوز القليل مما يحدث فعليا. هذه الأرقام التي تبدو جامدة بلا حياة، يشير كل رقم منها إلى بشر. مواطنون ومواطنات، شركاء وشريكات في هذا البلد، لكل واحد وواحدة منهم أسرة وأصدقاء وأحباء ومعارف، وزملاء وأبناء ومشروع حياة تحطم بالموت أو تعطل بالسجن أو شُرخ شرخا هائلا بتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة على خلفية الاشتباه أو بناءً على تهم واهية مكررة، يمثلهم محامون ومحاميات أصبح جل همهم أن يجدوا تطبيقا لما درسوه من قانون في النيابات والمحاكم"، يضيف التقرير.

ويؤكد التقرير أن هذه الأرقام وأصحابها "سُلبوا الحق في الحياة أو الحرية أو الصحة لا لسبب سوى أن من حكموهم اعتقدوا أنهم لا يستحقون من الحقوق ما يستحقها باقي البشر، على حد تعبير الرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي إن حقوق الإنسان لدينا تختلف عن مثيلتها في أوروبا، فاستثنى المصريين من المجتمع الإنساني الذي طالما دعا وناضل من أجل عالمية حقوق الإنسان. كل إنسان من هؤلاء حرم من تلك الحقوق الإنسانية بقرار غير مسبب في أغلب الأحوال سوى بالعشوائية والاستباق".

وانتهى التقرير بـ"هذا تجميع للأرشيف الإعلامي الذي دأب مركز النديم على إعداده ونشره على مدى العامين، وإذا كانت الأخبار تمر علينا في كل يوم فلا ننتبه لبعض منها، فإن الأرشيف الشهري يجبرنا على الانتباه. وأرشيف عامين يحاسبنا جميعا: كيف سمحنا لكل هذا العذاب والقتل والظلم أن يمر دون حساب؟ على ذلك فلتسامحنا الأجيال القادمة".