وجّه مسؤول الشؤون الخارجية ضمن "أحرار الشام"، لبيب النحاس، سيلاً من الانتقادات المباشرة والمبطّنة لعجز الحكومة البريطانية عن القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش"، وكذلك تقاعس بريطانيا عن اتخاذ القرار بشنّ ضربات عسكرية ضد نظام بشار الأسد.
وفي مقاله الذي نشرته، اليوم الثلاثاء، صحيفة "ذي تلغراف" البريطانية، أوضح النحاس أن التنظيم الذي ينتمي إليه يحارب من أجل نصرة السوريين، جنباً لجنب مع مجموعات مسلحة أخرى ثورية. وأضاف قائلا: "حملنا السلاح لأنه لم يكن أمامنا خيار؛ فإما الاستسلام بدون شروط أو القتال من أجل تمكين شعبنا من نيل الحرية من نظام الأسد، وإيران وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وقد اخترنا القتال"، موضحاً أن أغلبية السوريين وقعوا ضحايا بين تقاعس الغرب، وجنون العظمة لدى الأسد، وطموحات إيران التوسعية، ومغامرات روسيا للانتقام من الحرب الباردة، ووحشية وجنون "داعش".
وركز القيادي بـ"أحرار الشام" في انتقاداته على التقاعس البريطاني عن ضرب نظام بشار الأسد الذي جاء بعد اعتراض البرلمان على الخطوة، مشيراً أن ذلك فوت على التحالف الدولي فرصةً ذهبية لحسم مجريات الأحداث بسورية، وبأن ذلك سمح بظهور سلسلة من ردود الفعل بالمنطقة وخارجها، بدأ العالم يتحسس تبعاتها في الوقت الراهن.
وفي إشارة مباشرة لتلك التبعات، أوضح النحاس أن تنظيم "الدولة الإسلامية" استغل فشل الغرب في صد قوات بشار الأسد من أجل نشر أيديولوجيته، والتي تقول إن الغرب يحارب في صف بشار الأسد وحلفائه في إيران الذين يدعمونه في إطار مؤامرة للقضاء على السنّة العرب بالمنطقة والتنكيل بهم.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تقصف مناطق النظام بإدلب وحلب نصرة للزبداني
وقدم النحاس "أحرار الشام" بصفته جماعة سنّية إسلامية معتدلة تساير تيار الأغلبية ومتجذرة في الثورة السورية، واصفاً التنظيم بأنه يمثل بديلا لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن "أحرار الشام" يجسد المعتقدات السائدة لدى أغلبية السوريين.
كما عبر، ولسان حاله يقول نحن الأجدر والأقدر، عن رغبة "أحرار الشام" في وضع حد لحكم بشار الأسد، والقضاء على "داعش" بشكل كامل، وتشكيل حكومة بدمشق ستضع سورية على السكة الصحيحة نحو السلام، والمناصفة، واستعادة الاقتصاد عافيته. النحاس أوضح أن رؤى "أحرار الشام" لا يمكن أن تتحقق عبر العمليات العسكرية وحدها، مشدداً أن سورية في حاجة لمسلسل انتقال سياسي، قاطعاً أي إمكانية لتحقق ذلك إذا لم يرحل بشار الأسد وجنرالاته القتلة.
كذلك أضاف النحاس أن ذلك الانتقال لا يمكن أن يتحقق من دون عملية إصلاح عميقة للجيش السوري والقوات الأمنية، رافضاً بشكل قاطع أي وصاية إيرانية أو تدخل لطهران في الشؤون الداخلية السورية.
وواصل المسؤول ضمن "أحرار الشام" توجيه سهام النقد لسياسة حكومة ديفيد كاميرون، مشدداً على أنه يتعيّن على رئيس الوزراء البريطاني أن يعي جيداً أن أي خطوة إضافية تستهدف مصالح السنّة العرب بالمنطقة لصالح إيران ووكلائها لن تؤدي سوى إلى تقوية عود "الدولة الإسلامية". وتابع قائلاً: "نعتقد أن داعش ليس مجرد تهديد أمني أو عسكري فحسب بل هو ظاهرة اجتماعية وأيديولوجية ينبغي مواجهتها على عدة مستويات وتتطلب بديلاً سنّياً وطنياً عن الأسد والدولة الإسلامية".
وخلص النحاس إلى أنه بعد مرور على حالة التقاعس الدولي سارت الأمور نحو الأسوأ، موضحاً أن سياسة واشنطن الحالية في تهميش المصالح السنية بالمنطقة والتملق لطهران (في إشارة للاتفاق النووي مع إيران)، تؤدي إلى تقليص الفرص بالقضاء على "داعش"، وتخليص سورية من بشار الأسد، والتوصل لحل سياسي للأزمة.
اقرأ أيضاً: ضربة جديدة لمساعي الائتلاف السوري توحيد العمل العسكري