"أثر" جواهر المناعي... رموز تحاكي أوابد قطرية

29 يوليو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

في معرض "أثر نون" الذي نظّمته "المؤسسة العامة للحي الثقافي - كتارا" في الدوحة عام 2018، شاركت جواهر المناعي بعملين بحجم كبير وجدارية تحتوي على عشرين لوحة صغيرة منفّذة بتقنية الحفر الطباعي من خلال محاكاة نقوش على شكل غزال المها عُثر عليها في موقع الرويضة الأثري في شمال قطر.

تستند الفنانة القطرية إلى الحفريات الأركيولوجية التي دلّت على تبادلات تجارية نشأت بين سكّان المنطقة وبلدان عديدة، حيث اكتشفت خزفيات قادمة من الصين وميانمار وأوان فخارية مزججة تعود إلى فارس ومناطق في الخليج العربي وأوروبا، وأخشاب يعتقد أنها مستوردة من أفريقيا، في محاولة منها لتقديم نمط العيش الذي اتبعه الإنسان القديم في المنطقة، وكيف صور ذلك في النقوش وأوصله لنا لنتعرف عليه.

حتى الحادي والثلاثين من ديسمير/ كانون الثاني المقبل، يتواصل معرض المناعي الجديد بعنوان "أثر" في "كتارا"، والذي افتتح افتراضياً أول أمس الإثنين، ويضمّ ثماني عشرة لوحة تمكن مشاهدتها على موقع المؤسسة الإلكترونية بتقنية تتيح تقديم مشهد بانورامي يشبه إلى حدّ كبير معاينتها في الواقع.

الصورة
(من أعمال جواهر المناعي)
(من أعمال جواهر المناعي)

تعتمد الفنانة التجريد في التعبير عن النقوش الأثرية التي تتناولها، وتتجاور مع حروفيات توظّفها على شكل حروف مقطعة لا تكوّن كلمة أو عبارة واضحة، لكنها تدلّ على أثر الإنسان الباقي المتمثّل في المعرفة والكتابة، إلى جانب زخارف هندسية مستمّدة من التراث، ضمن تنويع لوني بعضه يحاكي الطبيعة التي توجد فيها تلك الآثار خاصة الأصفر والبني والأحمر، وآخر ملتصق باللحظة الراهنة مثل البنفسجي ودرجات الأزرق.

يشير بيان المنظّمين إلى أن المناعي "تنقل في لوحاتها واقع الحياة الاجتماعية، حيث قدَّمت تفاصيله بأسلوب فنيّ لتشكِّل بذلك وجهاً من أوجه إبداعات المرأة القطرية في مجال الفن التشكيلي".

وتقدّم الفنانة معرضها بالقول "خُلِق من تراب ويعود إليه.. لكنه يترك فوق أديم الأرض أثراً يُّذكَرُ من بعده ولا يُنسى، فالحضارة أثر تتناقله الأجيال. وما المؤلفات والاختراعات والإبداعات بمختلف أنواعها إلاّ آثار جميلة تخلِّد روح الإنسان الراحل وتقيها النسيان".

تضيف: "في معرضي هذا، استلهمت موضوع لوحاتي من هذا الأثر الذي تركه لنا الراحلون لنقتفيه ونتعرَّف على حياتهم. فنحن لم نعرف الحضارات السابقة إلا من خلال آثارها التِّي ظلَّت صامدة بوجه الزمن، لتفتح لنا نوافذ المعرفة والخيال والإبداع. فبدا الأثر كأحجية تحتاج إلى معرفة رموزها وقراءة دلالاتها. ولذلك اعتمدت على تقنية الرمز المتكرر والذي يعود إلى قطعة منحوتة على عظم عُثر عليه في أحد الأماكن الأثرية في شمال قطر. لتكون أثراً للإنسان القطري في تلك الفترة البعيدة وخيطاً يقودنا إلى الحياة في الزمن الغابر".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون