استبدلت بلدية الاحتلال، في خطوة غير مسبوقة قبل يومين، اسم شارع أبو عبيدة في القدس المحتلة باسم آخر هو شارع بهاء الدين.
ويقع الشارع متاخماً لفندق أميركان كولوني في القدس، ومنه يصل المارة إلى بيت الشرق وإلى المسرح الوطني الفلسطيني، الحكواتي سابقاً، ويفضي أيضا إلى كليه هند الحسيني التابعة لجامعة القدس.
استبدال اسم الشارع بات حديثاً يتندر به المقدسيون، فأبو عبيدة الذي يطلق عليه الفلسطينيون الناطق باسم المقاومة، أثار رعب الإسرائيليين ببياناته، التي تخبر عن إنجازات المقاومة، ما بين اقتحام مستوطنة، وتنفيذ عملية ناجحة، إلى أسر جندي إسرائيلي، إلى عمليات تفجير تقوم بها المقاومة ضد الاحتلال.
وبطبيعة الحال؛ اسم أبو عبيدة الذي أطلق على الشارع منذ عقود لا يعود إلى المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لكن تطابق الأسماء كفيل بإحداث حالة من الهوس والكراهية الشديدة له من قبل الاحتلال الذي استبدل اسم الشارع باسم آخر.
اسم ابو عبيدة كان وما زال كافياً ليدب الرعب في قلوب الإسرائيليين، وفي قلب رئيس بلدية الاحتلال، نير بركات، الذي سارع لتغيير اسم الشارع قبل أيام، فلم يعد المحتلون في القدس يطيقون صفارات الإنذار في مستوطناتها التي يعلن عنها أبو عبيدة.
السؤال الذي يتناقله المقدسيون "من هو بهاء الدين؟". حيث يظل الاسم الجديد الذي فرض عليهم مجهولاً، بينما أبو عبيدة بات أشهر من نار على علم. ينتظرونه كل ليلة لعله يأتيهم بنبأ من حدث عظيم. ولا ينسون بالطبع أبو عبيدة عامر بن الجراح (582 - 639) القائد المسلم الذي كان من أبرز قادة وجند الإسلام الفاتحين، وهو أحد قادة فتح الشام الأربعة، وفاتح القدس الشريف، ولقب بأمين الأمة.