هذا الغبارُ مدينةٌ تطفو في مجرَّةٍ تنهبها الأجرامُ العاتية/ هذا الغبار الطوّاف حول الهمسةِ والصيحةِ والإشارة/ دربٌ تتعثَّرُ فيه حياةٌ وينزلقُ فيه موتٌ.
تستفيد رواية "الآن بدأت حياتي" لسومر شحادة، من شكل الرواية البوليسية كالبحث عن خيوط الجريمة وكشفها، لكنّها في الجوهر لا تنهمك بهذا الجانب، ولا هو غايتها أصلاً.
في مختاراته "ألواح أورفيوس"، لا يكتفي الشاعر السوري بقول فكرته عبر القوالب الشعرية، بل يتجاوز ذلك إلى دراميّة المشهد، ومسرحيّة اللحظة، وإكساء الحاضر بالأسطورة.
هؤلاء الصغار/ الذين ما استيقظوا من رقدةٍ تحت القبور الحجريّة/ صغاري/ وأنا أبٌ مشدوهٌ في قلب الليل والنار والطائرات/ لا يعرف كيف يقسّم حزنه بعدالةٍ في لحظةٍ واحدة
لذلك لست بحزين/ فقط أبٌ فقد من صغاره المئات/ فبماذا تطالبونه!
كتبتُ حكايتي في "بلد"، مقاومتنا ونَصرنا، والآن أقول: سأكتبُ فلسطين، الحكاية التّالية التي تعلَّمتُ منها أوَّل درسٍ في المقاومة، وسأضع لها الخاتمة التي أريد.
لا يفهم المُواجهة مع العدو إلّا من يعيشها قولًا وفعلًا، فالمُواجِه هو ابنٌ لحاضره وصانعٌ لمستقبله، يشقُّ طريقه إلى الغد. وصحيحٌ أن القتال مرير، كما قال مظفّر النواب، إلّا أن بيت العنكبوت واهن أمام بطولات النازلين من السماء والطالعين من الأرض.
مُعجِزَتي عالقةٌ في جَيبِ ملاكٍ/ أو نائمةٌ على وسادةٍ في حُلم الأمس،/ زنزانتي بلا رَقمٍ، ولن يَعثُر عليَّ أحد/ فَمنْ لنا الآن يا أوفا، والوقتُ دخانٌ تنثفهُ المِشنقة/ وفي الخارج يَتلوّنُ اسمي/ ويقطعونَ لي تذكرةً على صهوة الفَجر إلى فردوسٍ لا أعرفه.