جمعيات الجزائر الخيرية تطلق حملات رمضان التضامنية

جمعيات الجزائر الخيرية تطلق حملات رمضان التضامنية

06 مارس 2024
متطوعون جزائريون يجهزون السلال الرمضانية لتوزيعها (Getty)
+ الخط -

بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان، جهز الهلال الأحمر الجزائري، وهو منظمة خيرية شبه رسمية، برنامجه التضامني الخاص الذي يستهدف آلاف العائلات المعوزة، والتي يتم تقديم أصناف من المواد الغذائية لها، من بينها اللحوم الحمراء والبيضاء، وبعض المستلزمات الخاصة بشهر الصيام، بعد ضبط قوائم المحتاجين من طرف مكاتبه في المحافظات، إضافة إلى قيام الخلايا البلدية بتحقيقات للتأكد من وضع العائلات، ومدى استحقاقها للمساعدات.
ويؤكد رئيس مكتب الهلال الأحمر في محافظة تيبازة، كمال بوجلالي، لـ"العربي الجديد"، انتهاء الترتيبات الخاصة بالعملية التضامنية قبل حلول الشهر الفضيل، والتي تبدأ بضبط قوائم المحتاجين، إذ أُحصي أكثر من ألفي عائلة سيتم استهدافها، وذلك بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والخلايا الجوارية في البلديات، مضيفاً أن "المواد الغذائية المتوفرة تكفي لتلبية حاجة كل العائلات المعوزة، خاصة أن المحافظة تضم أكبر مخزن جهوي للمواد الغذائية والمؤونة يتبع الهلال الأحمر، ويقع في منطقة سيدي راشد".

يستهدف الهلال الأحمر الجزائري آلاف العائلات المعوزة خلال رمضان

في السياق ذاته، تسعى "جمعية الإرشاد والإصلاح"، وهي منظمة لها باع طويل في العمل الخيري، إلى المشاركة بقوة في العملية التضامنية التي تستهدف المعوزين خلال شهر رمضان، إذ تمكنت من جمع كميات من المواد الغذائية ومبالغ مالية من المحسنين للتكفل بأكبر عدد ممكن من الفقراء، وعقدت اجتماعات تنسيقية بين المكتب الوطني للجمعية والمكاتب الولائية والبلدية لوضع المخطط النهائي للعملية.

الصورة
يشارك مئات الجزائريين في توزيع الطعام (العربي الجديد)
يشارك مئات الجزائريين في توزيع الطعام (العربي الجديد)

يقول عضو المكتب الوطني لجمعية الإرشاد والإصلاح، عبد القادر عيد سلاماين، إن الجمعية تنظم في كل سنة برنامجاً مخصصاً لشهر رمضان، ويشمل توزيع السلال الغذائية، وتوصيل وجبات الإفطار الساخنة إلى المنازل، إضافة إلى أنشطة إفطار الصائم وعابري السبيل من خلال فتح "مطاعم الرحمة" في بعض البلديات، كما يتم وضع برنامج خاص لتوزيع الإفطار في بعض التجمعات التي تضم فئات خاصة، كمراكز النساء الأرامل والعجزة، والمستشفيات، ويُنظّم حفل إفطار على شرف الأيتام، إضافة إلى تنظيم ختان جماعي في ليلة السابع والعشرين من رمضان يستهدف أبناء العائلات الفقيرة.

توزع جمعية الإرشاد والإصلاح سلالاً غذائية ووجبات إفطار ساخنة

وعشية حلول شهر رمضان، تتسابق الجمعيات الخيرية على فتح "مطاعم الرحمة" للتكفل بعابري السبيل الذين لا يسعهم الوقت لتناول وجبة الإفطار في منازلهم، أو تدفعهم الظروف إلى العمل بعيداً عن عائلاتهم، إضافة إلى الأشخاص المشردين، أو الذين يبيتون في الشارع لأسباب مختلفة، ومعظم هذه المطاعم يتكفل بها محسنون على مدار الشهر، ويتم تسييرها من طرف الجمعيات التي تجند أعضاءها وبعض المتطوعين للقيام بالطبخ وتوزيع الطعام وإرشاد المارة وأصحاب المركبات عند اقتراب موعد أذان المغرب إلى أماكنها.

الصورة
مطاعم الرحمة سمة رمضانية تتكرر في الجزائر (العربي الجديد)
مطاعم الرحمة سمة رمضانية تتكرر في الجزائر (العربي الجديد)

يستعد لطفي قينو، وهو رئيس جمعية "إحسان" في بلدية أحمر العين، رفقة أعضاء الجمعية وبعض ممثلي المجتمع المدني للمساهمة في إنشاء "مطعم الرحمة" داخل مطعم قائم في وسط المدينة، وتجري التحضيرات على قدم وساق من أجل توفير المواد الغذائية وكل المستلزمات الضرورية.
يقول قينو، لـ"العربي الجديد"، إن "الجمعية اعتادت على تنظيم مطعم الرحمة سنوياً، مع اتخاذ كل الإجراءات القانونية مثل وضع ملف للحصول على ترخيص خاص من طرف السلطات العمومية ومصالح الصحة، تفادياً لأي مشكلات، كما نستعين بطبيب مختص لمتابعة كل المأكولات المقدمة مع فريق الطبخ والتوزيع الذي يملك من الخبرة ما يمكنه من إنجاح العملية، ولا يقتصر عملنا على إفطار الصائم، بل توزّع الوجبات الساخنة على بعض العائلات عن طريق متطوعين".
وتعتمد العديد من الجمعيات على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف ببرنامجها الرمضاني من أجل استقطاب المحسنين، وتشجيع المواطنين ورجال الاعمال وأصحاب المؤسسات التجارية على المساهمة في الأعمال الخيرية، مع نشر مقاطع فيديو لأنشطتها السابقة.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات مثل "نقدرولها"، و"أقبل على الخير"، و"يداً بيد لفرحة الصائم"، ضمن إعلانات ترويجية للمبادرات التضامنية، ويتفاعل معها كثير من المتابعين الذين يعبرون عن تشجيعهم لهذه الأعمال الخيرية، ويساهمون فيها ولو بالقليل من أجل استمرارها، وتعميمها على كامل التراب الجزائري.

وتشارك مؤسسات تجارية في العمل الخيري عبر دعم الجمعيات الأهلية  باعتبارها جزءاً من الحضور الاجتماعي للنشاط الاقتصادي، وتبادر شركات منفردة، إن عبر تنظيمات كالكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، وغرفة الصناعة والتجارة، بتقديم الدعم المالي للجمعيات كي تستطيع تغطية تكاليف شراء المواد الغذائية والمستلزمات التي يتم توزيعها خلال شهر رمضان.
في محافظة تيبازة، يرعى رجال أعمال ومقاولون العملية التضامنية للتكفل بإفطار أكثر من 500 شخص يومياً، ويحظى هذا بتقدير السلطات. وقال محافظ تيبازة، أبو بكر بوستة، في تصريح إعلامي، إن "السلطات تشجع المؤسسات والجمعيات التي تنشط في هذا المجال باعتبارها شريكاً في التكفل بالفئات المحتاجة، وتسجل حضورها القوي في شهر رمضان، ما يعبر عن مسؤوليتها الاجتماعية ومشاركتها الإيجابية".

المساهمون