- الاحتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة، وتحث الجامعات على عدم الاستثمار في أنشطة تدعم إسرائيل، مع توسع المظاهرات لتشمل جامعات عالمية.
- الحراك الطلابي يعبر عن دعمه لفلسطين بطرق متنوعة، بما في ذلك ارتداء الكوفية ورفض مصافحة الأساتذة خلال مراسم التخرج، مما يعكس انتشار الوعي والتضامن مع القضية الفلسطينية على مستوى الجامعات العالمية.
أعلن المتحدث باسم جامعة كاليفورنيا في إيرفين توم فاسيتش أنّ الشرطة استعادت على ما يبدو السيطرة على قاعة محاضرات بعدما سيطر محتجون مناصرون لفلسطين على مبنى بالجامعة لعدة ساعات. ويأتي تحرك الطلاب في سياق الاحتجاجات الجامعية العالمية الرافضة لحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وقال توم فاسيتش: "إن ما بين 200 إلى 300 متظاهر حاصروا قاعة في وقت لم تكن تشهد فيها محاضرات". وأضاف عبر الهاتف من مكان الواقعة: "استعادت الشرطة قاعة المحاضرات... وأخلت قوات إنفاذ القانون الساحة، وشهدت العملية تنفيذ عدد محدود من الاعتقالات".
وأفادت المتحدثة باسم إدارة الشرطة في إيرفين كاري ديفيز: بـ"أن نحو عشرة أفراد من أجهزة إنفاذ القانون هرعوا إلى الحرم بعدما طلب مسؤولو جامعة كاليفورنيا في إيرفين المساعدة، لأن المتظاهرين اعتصموا في مبنى محاضرات، ما دفع الجامعة إلى إعلان أنه احتجاج عنيف". وأضافت أنه لن يتم الإفصاح عن عدد من تم إلقاء القبض عليهم لحين انتهاء العملية.
جامعة كاليفورنيا.. الأحدث في سلسلة الاحتجاجات
والتظاهرة في جامعة كاليفورنيا في إيرفين الواقعة على بعد نحو 65 كيلومتراً إلى الجنوب من لوس أنجليس هي الأحدث في سلسلة الاحتجاجات بحرم جامعات في أنحاء الولايات المتحدة على خلفية الحرب على غزة. ويطالب النشطاء المشاركون في الاحتجاجات بوقف إطلاق النار وحماية أرواح المدنيين، ويحثون في الوقت نفسه الجامعات على عدم ضخ استثمارات في أنشطة تعود بالنفع على إسرائيل.
وقال شهود: "إن الشرطة أخلت قاعة محاضرات من محتجين مناصرين لفلسطين اعتصموا فيها في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، كما فضت مخيم اعتصام للطلبة ظل قائما لأكثر من أسبوعين".
ووفقا للجامعة وشهود من رويترز، أخرجت الشرطة المتظاهرين بعد حوالي أربع ساعات من مبنى المحاضرات وساحة كانت موقعا لمخيم اعتصام. وقبل ساعات من منتصف الليل، قالت الجامعة إن نشاط الشرطة قد انتهى في الحرم الجامعي وإن جميع الفصول الدراسية ستعقد عن بُعد اليوم الخميس وطلبت من الموظفين عدم الحضور إلى الحرم الجامعي.
وأقام المتظاهرون في جامعة كاليفورنيا في إيرفين مخيما مجاورا لمبنى المحاضرات في 29 إبريل/ نيسان على غرار ما أقامه طلاب في جامعات أخرى، وهي احتجاجات شهدت اعتقالات جماعية واشتباكات مع الشرطة في أماكن أخرى من البلاد.
وفي رسالة نشرت في وقت لاحق من اليوم، قال مستشار الجامعة هوارد جيلمان، وهو أعلى مسؤول إداري فيها ويقوم بمهام الرئيس التنفيذي: "ما يقلقني الآن ليس عدم عقلانية مطالبهم، بل قرارهم بتحويل وضع يمكن التحكم فيه ولا يتطلب تدخل الشرطة إلى وضع يتطلب أسلوبا مختلفا في التعامل. لم أرغب في ذلك أبدا، لقد كرست كل طاقاتي لمنع حدوث ذلك".
وأوضح شهود أن الطلبة هتفوا بشعارات ودقوا طبولا وعلقوا لافتات وصفوف من الشرطة تقف بالقرب من موقعهم. وعلقوا لافتة على البناية تعلن الموقع "قاعة أليكس عودة"، تكريما لناشط فلسطيني قتل في تفجير لمكتبه في عام 1985 في مدينة سانتا آنا القريبة.
ووفقاً للمتحدث باسم جامعة كاليفورنيا في إيرفين توم فاسيتش، فإن أربع بنايات بحثية مجاورة وفيها ما يقدر بمئات الأشخاص أغلقت وصدرت أوامر لمن بداخلها للاحتماء في أماكنهم، لكن الجامعة غيرت ذلك التوجيه في ما بعد ونصحتهم بالمغادرة.
فيما قال جيلمان: "منذ يوم بدء الاعتصام والجامعة تعقد محادثات مع الطلبة لكنها لم تتمكن من التوصل لاتفاق للعثور على موقع بديل مناسب ولا يعرقل العمليات". وأضاف أن الجامعة لا يمكنها أن تختار بانتقائية عدم تنفيذ القواعد على أي اعتصام غير قانوني وأن "جامعة كاليفورنيا أوضحت أنها لن توقف التعامل مع إسرائيل". وتابع، يوم الاثنين: "المحتجون في مخيم الاعتصام ركزوا أغلب مطالبهم على إجراءات ستتطلب من الجامعة انتهاك حقوق الحرية الأكاديمية وحرية التعبير... والحقوق المدنية للعديد من طلبتنا اليهود".
وفي 18 إبريل/ نيسان بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولاينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، وشهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وحضرت القضية الفلسطينية بقوة في مراسم التخرج في بعض الجامعات الأميركية، حيث ارتدى عدد من الطلاب في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا الكوفية، فيما مزّقت طالبة شهادة تخرجها احتجاجاً على مواصلة الجامعة استثماراتها مع الشركات الداعمة لإسرائيل. كما رفعت مجموعة أخرى من الطلاب لافتات على منصة تكريم الخريجين تحمل عبارة "وقف إطلاق النار الآن" بغزة. في المقابل، رفض طلاب آخرون مصافحة أساتذتهم خلال حصولهم على وثائق تخرّجهم، في احتجاج صامت على عنف الشرطة.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)