اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا

اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا بنيويورك

القاهرة
5561B2C3-AF42-4F3D-B8F3-FF483E70F8EC
صفية عامر

مهتمة بالشأن العام المصري والعربي والإسلامي. عاشقة للدراما التليفزيونية والسينما والنقد الفني، عاشقة لمرحلة كلاسيكيات السينما والأبيض والأسود. أهوى الشعر.

العربي الجديد

لندن

19 ابريل 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بأمر من رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق، عقب انتقادات لها بمجلس النواب حول معاداة السامية وضرورة إزالة المخيم الاحتجاجي للطلاب.
- بدء إجراءات وقف وفصل الطلاب المشاركين في الاحتجاج، بما في ذلك إسراء هيرسي، مما أثار جدلاً حول حرية التعبير والتعامل مع الاحتجاجات الطلابية في سياق دعوات لوقف إطلاق النار في غزة.
- نعمت مينوش شفيق تواجه هجومًا عربيًا ودوليًا وانتقادات لاذعة تتهمها بالخيانة لاستخدام الشرطة لقمع الاحتجاجات، مما يبرز التحديات أمام الجامعات في التعامل مع المطالب الطلابية وقضايا حقوق الإنسان.

اعتقل أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين، أمس الخميس، من حرم جامعة كولومبيا، بعدما سمحت رئيستها لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم أقامه طلاب يحتجون على الإجراءات الإسرائيلية في غزة.

وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق، التي تعرّضت في اليوم السابق لانتقادات من الجمهوريين في جلسة للجنة بمجلس النواب حول معاداة السامية في الحرم الجامعي: إنها سمحت للشرطة بإخلاء مخيّم يضمّ عشرات الخيام أقامها المتظاهرون صباح الأربعاء. وذكرت شفيق في بيان أنه "من منطلق القلق الشديد على سلامة حرم جامعة كولومبيا، أذنت لإدارة شرطة نيويورك بالبدء في إزالة المخيم...". وأفادت المتحدثة بأن المتظاهرين انتهكوا القواعد والسياسات التي تحظر تنظيم مظاهرات دون ترخيص، كما أنهم لم يكونوا مستعدين للتعامل مع الجهات الإدارية. وفقاً لما أفادت "رويترز". وبينت أيضا أن الجامعة حذرت المتظاهرين يوم الأربعاء من أنها ستوقف الدراسة إذا لم تتم إزالة المخيم.

جامعة كولومبيا توقف الطلاب

من جانبه، قال إريك آدامز، رئيس بلدية نيويورك، إنّ الشرطة ألقت القبض على أكثر من 108 أشخاص دون عنف أو إصابات. فيما أعلنت جامعة كولومبيا أنها بدأت وقف الطلاب الذين شاركوا في نصب الخيام، وهو ما يعتبر احتجاجا غير مصرح به.

وقال العديد من الطلاب المشاركين في الاحتجاج، أمس، إنه تم فصلهم أيضا من جامعة كولومبيا وكلية بارنارد، وبينهم إسراء هيرسي، وهي ابنة النائبة الأميركية إلهان عمر، وهي ديمقراطية من ولاية مينيسوتا. وأفاد منظمو الاحتجاج بأن إسراء هيرسي كانت أيضا بين المعتقلين، بحسب وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.

واتهمت لجنة الكونغرس، يوم الأربعاء، شفيق بالإخفاق في حماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي. وردّت الجامعة بالقول إنها تواجه "أزمة أخلاقية" مع معاداة السامية في الحرم الجامعي، وإنها اتخذت إجراءات قوية ضد المشتبه بهم.

ويُطالب المتظاهرون في جامعة كولومبيا بوقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، بالإضافة إلى سحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تتربح من الاجتياح الإسرائيلي. 

هجوم عربي ودولي على رئيسة الجامعة

في المقابل طاول هجوم عربي ودولي كبير رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت مينوش شفيق، مصرية الأصل والتي تحمل أيضاً الجنسيتين الأميركية والبريطانية، وواجهت هتافات معادية من الطلاب، حيث خاطبوها: "مينوش، ماذا تقولين؟، كم عدد الأحذية التي لعقتها اليوم؟".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قارن المتابعون بين موقفها وموقف رئيسة جامعة هارفارد السابقة كلودين جاي، تجاه حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، رغم أنها من أصول مهاجرة مثلها. وجاءت أغلب التعليقات على منصة إكس متعجبة من عدم تغير كثير من أفكار المهاجرين المصريين والعرب، وتغليب المصلحة الشخصية على قضايا الأمة، وسيطرة العقلية الأمنية على سلوكهم العام. 
وكتب مراد علي قائلا: ‏"رئيسة جامعة ‎كولومبيا في نيويورك، المصرية الأصل، استدعت ممارسات رؤساء الجامعات المصرية، وطلبت الشرطة لدخول الجامعة الأميركية العريقة لمنع فعالية لمساندة ‎غزة. للأسف كثير من مصريىِ المهجر مازالت عقلياتهم سلطوية، ويؤيدون الديكتاتوريات والفساد".
وعلق مأمون فندي: "ذات مرة امتدحتها كاقتصادية ناجحة ووجه مشرّف، ولكن اليوم أحس بالخجل أنني عرفتها ذات يوم، نعمت شفيق عار على القيم الإنسانية الخاصة بحرّية التعبير وحقوق الانسان".


وقالت الناشطة آية حجازي: "نعمت مينوش شفيق رئيسة جامعة كولومبيا، ببساطة، اختارت طريق الخيانة. ما يبقاش في إبادة في غزة، ومعركة تحرير بتقوم في فلسطين، والطلبة بتنتفض وبتصنع التاريخ، وهي اللي تنهي مستقبلهم بفصلهم، وبالاستغاثة بالشرطة للقبض عليهم، وتكون هي فوق ده وجه محاربة الانتفاضة من أجل غزة". 

وتساءلت: "إيه فايدة وصولنا للمناصب كأقليات، لو استخدمناها لمناصرة منظومة الاستبداد وقمع المجتمعات اللي المفروض إنه بنمثلها وننتمي لها؟، فيه لحظات في التاريخ مافيهاش حياد أو رمادي، وفي مواقف كمان، هي ببساطة ما ختارتش الجانب الرمادي، بل اختارت بوضوح خيانة القضية، بدل ما تسطر اسم وتحفر أسطورة بالتصدي والشجاعة، حقيقي مؤسف!".  وختمت: "قارن بده موقف الدكتور الكبير كورنيل ويست، اللي شارك الطلبة بمظاهراتهم، وكانت فلسطين إحدى أسباب استقالته من هارفارد". 


ومن تونس كتبت كوثر بن جلال: ‏‎"نعمت شفيق مصرية الأصل، وصمت نفسها بالعار كرئيسة جامعة كولومبيا بعد أن طالبت شرطة نيويورك باعتقال طلاب جامعة كولومبيا، لتظاهرهم ضد العدوان الإسرائيلي على غزة حماية لمنصبها، لم تحمل معها من وطنها العربي إلا الاستنجاد بالشرطة لقمع المظاهرات. What a shame! (يا للعار). 

وتفاعل مع الحدث أيضا أكاديميون وباحثون، منهم صامويل كاتلين الذي شارك صورة من البلاغ المقدم من شفيق إلى الشرطة الأميركية، معلقا بالإنكليزية: "حقا واحدة من أكثر الوثائق إثارة للاشمئزاز، في تاريخ التعليم العالي الأميركي". 

بينما قرر فينسنت وانج: "بصفتي أكاديميا، سأقاطع بالتأكيد جميع أحداث ومبادرات جامعة كولومبيا".


 

ذات صلة

الصورة
احتجاجات طلابية في جامعة جورج واشنطن تضامنا مع غزة (محمد البديوي/العربي الجديد)

مجتمع

أدى عشرات اليهود، الصلاة الأسبوعية، السبت، أمام المخيم الطلابي من أجل غزة في جامعة جورج واشنطن الأميركية، مؤكدين دعمهم للطلاب المتظاهرين من أجل فلسطين
الصورة
أعلام فلسطين في اعتصام طلاب جامعة كولومبيا (ستيفاني كيث/Getty)

مجتمع

تقود مجموعة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية بالتعاون مع مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام".
الصورة

سياسة

وجّه السيناتور الأميركي بيرني ساندرز نقداً لادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التظاهرات في الجامعات الأميركية معاداة للسامية.
الصورة

مجتمع

تتسع دائرة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية. وفيما تجرى مفاوضات مع متظاهرين لإزالة خيام، لجأت جامعات إلى الشرطة وتطبيق القانون..

المساهمون