تصنيف إسرائيل والبورصات والطيران "ضحايا" التصعيد ضد إيران

تصنيف إسرائيل والبورصات والطيران "ضحايا" التصعيد ضد إيران

19 ابريل 2024
تهافت على مغادرة إسرائيل في مطار بن غوريون في تل أبيب، 14 إبريل، 2024 (نير كيدار/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انفجارات في أصفهان الإيرانية تؤدي إلى تخفيض تصنيف الديون الإسرائيلية من قبل وكالة ستاندرد أند بورز، مع توقعات باستمرار المواجهات في المنطقة حتى عام 2024، مما يزيد المخاطر الجيوسياسية.
- ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 3% وزيادة الطلب على المعادن الثمينة كملاذات آمنة نتيجة القلق من اضطراب إمدادات النفط وتصاعد الصراع الإقليمي.
- تأثير الأحداث الجيوسياسية على أسواق الأسهم والعملات وقطاع السفر، مع تراجع الأسهم العالمية وانخفاض قيمة العملات المشفرة، واضطرابات في الرحلات الجوية والنقل البحري.

لم تكد الأنباء تكشف عن انفجارات قرب مدينة أصفهان الإيرانية فجر الجمعة، حتى تعرّض تصنيف الاقتصاد الإسرائيلي للتخفيض، واضطربت الرحلات واهتزت أسواق المال.

في التفاصيل، خفّضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز (إس أند بي) ليل الخميس الجمعة تصنيف ديون إسرائيل من AA- إلى A+ بسبب "تصاعد المواجهة مع إيران" وأعطتها نظرة مستقبلية سلبية، ما يشير إلى احتمال تخفيض إضافي في الأشهر المقبلة. وقالت الوكالة في بيان نقلته "فرانس برس" إن "التصعيد الأخير للمواجهة مع إيران يزيد المخاطر الجيوسياسية المرتفعة أصلا بالنسبة إلى إسرائيل".

وأضافت: "نعتقد أن نزاعا إقليميا أوسع نطاقا سيتم تجنبه، لكن يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحماس والمواجهة مع حزب الله ستستمران طوال عام 2024"، علماً أن هذه ثاني مرة تشهد إسرائيل تخفيضا في تصنيف ديونها الطويلة الأجل، إذ في فبراير/شباط الفائت، خفضت وكالة موديز أيضا التصنيف الائتماني لإسرائيل بسبب العدوان المتواصل على قطاع غزة.

وفي رد أولي على القرار، نقلت "رويترز" عن المحاسب العام لدى وزارة المالية الإسرائيلية ياهلي روتنبيرغ اليوم الجمعة، قوله إن المستثمرين العالميين يدركون أن السندات الإسرائيلية أصول آمنة ويمكن تسييلها بسهولة، مشيرا إلى أن خفض "ستاندرد أند بورز" للتصنيفات الائتمانية طويلة الأجل يأتي كرد مباشر على الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع الأسبوع على إسرائيل.

أسعار النفط تقفز أكثر من 3%

ومباشرة بعد الإعلان عن سماع دوي انفجارات في إيران التي قالت لاحقا إنها ناتجة من هجوم بطائرات مسيّرة أُطلقت من داخل أراضيها، قفز سعر برميل النفط نحو ثلاثة دولارات اليوم الجمعة، خوفا من احتمال اضطراب إمدادات النفط في الشرق الأوسط. كما ارتفعت العقود القياسية بأكثر من ثلاثة دولارات قبل أن تتراجع قليلاً.

وبحلول الساعة الثانية فجرا بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.63 دولار أو ثلاثة في المائة إلى 89.74 دولارا. وقفز عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الأكثر نشاطا 2.56 دولار أو 3.1% إلى 84.66 دولارا.

وفي السياق، نقلت "بلومبيرغ" عن رئيس استراتيجية السلع في شركة ING Groep NV في سنغافورة وارن باترسون قوله: "اعتمادا على طبيعة الإضرابات، فإننا نقترب من سيناريو تصبح فيه مخاطر العرض حقيقة واقعة، ومن المرجح أن يبدأ السوق في التسعير بعلاوة مخاطرة أكبر". كما قال محللو RBC Capital Markets LLC، بمن فيهم هيليما كروفت، في مذكرة قبل ارتفاع أسعار النفط: "نحن نواصل تسليط الضوء على الخطر المتزايد المتمثل في أن هذه الحرب ستصعد سلم التصعيد، ويمكن أن تقع إمدادات النفط في مرمى هذا الصراع المنتشر".

ارتفاع أسعار الذهب والمعادن الثمينة

وفي سوق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، بسبب العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية في أعقاب تقارير إعلامية عن تفجيرات في إيران، مما أثار مخاوف من صراع إقليمي أوسع نطاقا وزاد جاذبية الذهب كملاذ آمن. وبحلول الساعة 04:29 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 2386.05 دولارا بعدما قفز لفترة وجيزة إلى 2417.59 دولارا في وقت سابق من الجلسة، ليحوم قرب أعلى مستوى على الإطلاق عند 2431.29 دولارا الذي سجله يوم الجمعة الماضي، وفقا لبيانات "رويترز".

ويتجه المعدن الأصفر لتحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي وزاد نحو اثنين في المائة منذ بداية الأسبوع. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 2401.20 دولار. وقال محلل الأسواق المالية لدى "كابيتال دوت كوم"، كايل رودا، بعد أخبار الهجمات على إيران اليوم: "تنتظر السوق الآن مزيدا من المعلومات حول طبيعة الهجوم وما هو السبب وراء ذلك وماذا سيكون الرد"، مشيرا إلى أن "الذهب الآن ليس تجارة تتأثر بالسياسة النقدية، إنه تجارة تتأثر بالأوضاع الجيوسياسية".

وبالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 28.28 دولارا للأوقية وهي في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية. كما صعد البلاتين 0.6% إلى 938.39 دولارا، فيما استقر البلاديوم عند 1023.09 دولارا، علما أن المعدنين في طريقهما لتكبد خسائر أسبوعية.

انخفاض عوائد السندات الأميركية والأوروبية

على خط آخر، ارتفعت سندات الخزانة الأميركية بقوة بعدما دفعت تقارير إخبارية عن انفجارات في إيران وهجوم صاروخي إسرائيلي محتمل المستثمرين إلى الأصول الآمنة في التعاملات الآسيوية صباح اليوم الجمعة. وانخفضت العائدات القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس إلى 4.5384%، لتعوض معظم مبيعات الأسبوع. وانخفضت عوائد السندات لأجل عامين بمقدار 9 نقاط أساس إلى 4.8985%، علما أن العائدات تنخفض عندما ترتفع أسعار السندات.

وقال كبير الاقتصاديين في ميزوهو لآسيا خارج اليابان، فيشنو فاراثان المقيم في سنغافورة: "إنها تجارة ملاذ، ويمكن أيضا تفسير خطوة وزارة الخزانة على أنها ليست مجرد خطوة تكتيكية، بل إنها تعكس الخوف من التأثير على النمو والطلب".

وفي أوروبا، انخفضت عوائد سندات منطقة اليورو اليوم الجمعة، مع محاولة المستثمرين تقليل المخاطر قبل بداية الأسبوع بعد تقارير عن هجوم إسرائيلي على الأراضي الإيرانية. وهبطت عوائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، وهي مؤشر منطقة اليورو، بواقع 3.4 نقاط أساس إلى 2.46% لتنخفض عن أعلى مستوى لها في أكثر من ستة أسابيع والذي لامسته يوم الثلاثاء. وتراجعت عوائد السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات 2.1 نقطة أساس إلى 3.86 بالمائة، وتقلصت الفجوة بين السندات الإيطالية والألمانية 0.9 نقطة أساس إلى 139 نقطة أساس بعدما وصلت إلى 144.9 نقطة لفترة وجيزة لتسجل أعلى مستوى لها منذ أوائل مارس/ آذار.

الأسهم تترنّح نتيجة التصعيد

على مستوى بورصات الأسهم، سجل المؤشر نيكاي الياباني أسوأ أداء يومي له في أكثر من عام ونصف العام اليوم الجمعة، مع تكبد الأسهم المرتبطة بالرقائق خسائر لتسير على درب تي.إس.إم.سي التايوانية، فيما قوضت الاضطرابات في الشرق الأوسط شهية الإقبال على المخاطرة. وانخفض نيكاي 2.66% ليغلق عند 37068.35 نقطة في أكبر تراجع يومي له منذ سبتمبر/أيلول 2022، وتراجع 206 أسهم من أصل 225. ونزل المؤشر إلى 36733.06 نقطة في وقت سابق من الجلسة وهو أدنى مستوى منذ الثامن من فبراير/ شباط. وهوى سهم تي.إس.إم.سي المدرجة في تايبه بنحو سبعة في المائة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.91% ليغلق عند 2626.32 نقطة.

كما تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من شهر اليوم الجمعة، بعد أن أثار تصاعد الصراع في الشرق الأوسط قلق المستثمرين، في حين ارتفعت أسهم لوريال مع تجاوز المبيعات الفصلية لعملاق مستحضرات التجميل الفرنسي التقديرات. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7% بحلول الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش مع تراجع معظم القطاعات. وانخفضت المؤشرات في الاقتصادات الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا بين 0.7% و1.2%.

وفي لندن، تراجعت الأسهم البريطانية مع ضخ المستثمرين القلقين رؤوس أموالهم إلى الأصول الآمنة، في حين ركدت مبيعات التجزئة المحلية في مارس. وانخفض مؤشر فوتسي 100 الذي يركز على الأسواق العالمية بنسبة 0.6% بحلول الساعة 8:32 بتوقيت غرينتش. وانخفض بنسبة 2.3% حتى الآن هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يكون أسوأ أسبوع له منذ ثلاثة أشهر.

العملات الرئيسية والمشفرة

وفي أسواق العملات، انخفضت العملة المشفرة الأولى في العالم بيتكوين بنسبة 5.2% إلى 60239 دولارا أميركيا، بينما انخفضت إيثر 5.4% إلى 2904.9 دولارات، علما أن بيتكوين كانت شديدة التقلب انزلقت لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى 60 ألف دولار.

وبحسب "رويترز"، اجتاحت موجة من العزوف عن المخاطرة الأسواق اليوم، ودفعت المستثمرين للتكالب على الأصول الآمنة التقليدية مثل الفرنك السويسري والين بعد تقارير عن أن إسرائيل هاجمت إيران في تصعيد للصراع في الشرق الأوسط.

وظل الفرنك السويسري، وهو عملة ملاذ آمن تقليدية، مرتفعا 0.35% خلال اليوم عند 0.9089 للدولار، بعدما زاد واحدا في المائة في وقت سابق من الجلسة. وكانت التحركات في الفرنك السويسري أكثر وضوحا مقابل اليورو، مع انخفاض العملة الموحدة 0.4% في أحدث تداولاتها إلى 0.96685 فرنك، بعد تراجعها 1.5% في وقت سابق.
وصعد الين 0.2% تقريبا إلى 154.38 ينا للدولار، بعدما قفز أكثر من 0.6% في رد فعل تلقائي على تقارير الهجوم.

وفي هذا الصدد، قال محلل العملات في بنك سنغافورة، موه سيونج سيم، إن "من الواضح أن السوق متوترة، وأعتقد أن الأسواق في هذه المرحلة تبحث عن الاستثمارات الآمنة.. في الوقت الحالي، نعلم أن شيئا ما قد حدث لكننا بحاجة إلى فهم حجم الرد (الإسرائيلي)".

وفي الوقت نفسه، انخفض الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي سريعا التأثر بالمخاطر إلى أدنى مستوياتهما في خمسة أشهر. وانخفض الدولار الأسترالي 0.3% في أحدث تعاملات إلى 0.64015 دولار أميركي، في حين تراجع الدولار النيوزيلندي 0.31% إلى 0.58825 دولار أميركي. وهبط الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.2420 دولار، في طريقه لخسارة 0.2% خلال الأسبوع. وتراجع اليورو 0.07% إلى 1.06355 دولار ويتجه صوب تكبد خسارة أسبوعية طفيفة. ومقابل سلة من العملات، ارتفع الدولار 0.03% إلى 106.19، ويحوم بالقرب من أعلى مستوى له في أكثر من خمسة أشهر عند 106.51.

اضطراب الرحلات الجوية

كما دفع قطاع السفر ثمنا مباشرا للتطورات المستجدة لبعض الوقت قبل أن تنقل وكالة تسنيم عن منظمة الطيران المدني الإيرانية رفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية في عدة مطارات، بحسب "رويترز". وما لبثت "فرانس برس" أن أشارت إلى استئناف الرحلات الجوية صباح اليوم في مطارَي طهران بعد تعليقها، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية، حيث أُعيد تسيير الرحلات من مطارَي الإمام الخميني الدولي ومهرآباد، فيما يتوقع وصول رحلة إلى طهران من روما كانت قد حُولت إلى أنقرة. وسبق ذلك إعلان إيران تعليق الرحلات الجوية فوق مدن أصفهان وشيراز وطهران.

بدورها، أعلنت شركة الطيران "فلاي دبي" إلغاء رحلاتها إلى إيران الجمعة، بعد تلقيها مذكرة رسمية، بحسب ما ذكره بيان للشركة التي قالت إنه "تنفيذا لمذكرة نوتام ألغيت رحلاتنا إلى إيران اليوم". ويشير البيان بذلك إلى الإشعارات الصادرة عن هيئات الطيران المدني لإبلاغ شركات الطيران بوجود أي قيود أو مخاطر على الملاحة الجوية.

وأوضحت أن طائرة كانت أقلعت إلى طهران عادت إلى دبي بعد إغلاق مطار العاصمة الإيرانية. وأظهرت مواقع تتبع الرحلات الجوية أن الرحلات التجارية تتجنب غرب إيران ومن بينها أصفهان، وتلتف حول طهران من الشمال والشرق، بحسب "فرانس برس".

هذا وقالت شركة لوفتهانزا للطيران اليوم الجمعة، إنها ألغت جميع رحلاتها إلى تل أبيب وأربيل حتى غد السبت، مضيفة أنها ستتفادى المجال الجوي العراقي خلال هذا الوقت، معتبرة أن "سلامة الركاب والأطقم هي دائما الأولوية القصوى ولا تعتمد مجموعة لوفتهانزا على التقييمات الحكومية فحسب، بل تجري تقييم وضع السلامة الحالي بنفسها ثم تتخذ قراراتها الخاصة".

ماذا عن السفن التجارية العابرة للخليج؟

هذا وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن، اليوم الجمعة، إن السفن التجارية التي تعبر الخليج وغرب المحيط الهندي نصحت بأن تظل في حالة تأهب تحسبا لتزايد نشاط الطائرات بدون طيار في المنطقة، مشيرة إلى أنها تلقت معلومات تشير إلى تنفيذ "ضربة عسكرية إسرائيلية" على أصفهان بإيران.

وفي وقت سابق، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم أيضا، إنه لا توجد مؤشرات حاليا على أن سفنا تجارية كانت الهدف المقصود للضربة الإسرائيلية ضد إيران.

المساهمون