تنظيم "داعش" يتقدم في حلب والبوكمال

تتواصل المعارك في ريف حلب الشمالي بين كتائب المعارضة المسلّحة، وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، بعد سيطرة الأخير، اليوم الثلاثاء، على قريتين، وسط نقص لكتائب المعارضة في الذخيرة. ويأتي هذا في موازاة سيطرة عناصر التنظيم على مناطق عدة، في مدينة البوكمال، في ريف دير الزور الشرقي.

وعلم "العربي الجديد" أن "تنظيم الدولة" سيطر على قريتي بحورته وصندة في ريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي "غرفة عمليات أهل الشام"، كما أن "مجريات المعارك هناك تسير لصالح عناصر التنظيم".

من جهته، أفاد عضو عمليات "سورية الحرة"، محمود البرهو، "العربي الجديد"، بأن "ما يساعد داعش على التقدّم هو العتاد الثقيل". ولفت الى أن "تقدم عناصر التنظيم في العراق، أحدث تغييرات كبيرة في سورية لصالحه".

وفي السياق، كشف قيادي عسكري في صفوف "غرفة عمليات أهل الشام"، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن "صعوبات تعاني منها قوات المعارضة في المنطقة، كنقص في أعداد المقاتلين وكذلك الذخيرة". وأضاف "هناك ضعف في التنسيق بين الكتائب العاملة في الريف الشمالي".

في موازاة ذلك، يستمر تقدم "الدولة الإسلامية" في المناطق الشرقية من البلاد، اذ سيطر مقاتلو التنظيم، اليوم الثلاثاء، على مناطق عدة من مدينة البوكمال، شرقي مدينة دير الزور، وسط عمليات نزوح كبيرة من المدينة.

وأشار المتحدث الرسمي باسم "تنسيقية دير الزور"، المكنّى بـ"أبي عبد الله"، لـ"العربي الجديد"، الى أن "معظم أحياء المدينة أضحت تحت سيطرة مقاتلي داعش، باستثناء المنطقة الصناعية، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الحر ومقاتلي مجلس شورى المجاهدين".

ولفت إلى أن "الفضل يعود في هذا التقدم للأرتال العسكرية الآتية من منطقة الحصيبة، التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم"، مشيراً الى استقدام عشيرة الشعيطات تعزيزات إلى المنطقة.

وتُعدّ عشيرة الشعيطات من أقوى الفصائل المقاتلة ضمن "مجلس شورى المجاهدين"، الذي يحوي أكثر من 20 فصيلاً مسلحاً، أهمها "جبهة النصرة"، والذي تشكّل لقتال تنظيم "الدولة" في دير الزور.

وكان المجلس المحلي لمدينة البوكمال قد أطلق، أمس الاثنين، نداء استغاثة جاء فيه أن "المدينة أضحت منكوبة، وشهدت نزوح أكثر من 400 عائلة، وسط توقف محطة المياه عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتواصل الاشتباكات".
في المقابل، استعادت كتائب المعارضة المسلحة قرية المقبلة، بعد يوم واحد من سيطرة قوات النظام عليها، وتُعدّ القرية نقطة استراتيجية مهمة للكتائب، كونها تعتبر خط دفاع أول عن المدينة الصناعية، وتشكّل البوابة الرئيسية للأحياء الشرقية لمدينة حلب، التي تسيطر عليها المعارضة.

من جهة أخرى، قُتل ثلاثة مدنيين جرّاء استهداف قوات النظام المتمركزة على تلة الشيخ يوسف بصاروخ حراري، سيارة مدنية في حي الحيدرية في حلب، في حين أسفر القصف بحاوية متفجرة من الطيران الحربي على حي مساكن هنانو عن تهدّم مدرسة بكاملها.

وذكرت الوكالة السورية للأنباء "سانا" أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت أوكاراً وتجمعات للإرهابيين، وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين ودمرت أدوات إجرامهم".