"مياو كات كافيه"... مساحة للعب مع القطط في غزة

"مياو كات كافيه"... مساحة للعب مع القطط في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
25 اغسطس 2023
+ الخط -

دفع حُب الخمسينية الفلسطينية نعيمة معبد من مدينة غزة للقُطط إلى افتتاح مشروع "مياو كات كافي"، وهو أول مقهى مُخصص للقِطط، يُتيح لمُحبي هذه الحيوانات قضاء أوقات مُسلية مع تلك الحيوانات الأليفة، إلى جانب المشروبات الساخِنة والباردة، والمُثلجات التي يُقدمها المقهى للزبائن.

ويسعى المشروع الناشئ إلى استقطاب الأطفال ومُحبي القطط من مُختلف الأعمار، ممن لا يستطيعون تربيتها في بيوتهم لأسباب مُختلفة، إلى اللعب معها في المكان المُعد بطريقة تتواءم مع الحيوانات الأليفة، التي تتيح لهم قضاء لحظات سعيدة بعيداً عن ضغوطات الحياة.

وصاحَبت المشروع النَوعي حالة واسعة من التندر واختلاف الآراء حول غرابته، والذي جرى افتتاحه قبل أيام في المدينة المُحاصرة إسرائيلياً منذ 17 عاماً، فيما أبدت شريحة واسعة إعجابها بالمشروع الجديد، الذي يُتيح لمُحبي القطط قضاء لحظات لطيفة برفقتها. وضجت منصات ومواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالمقهى الجديد ومرافقه، مع العِبارات المُشجِعة على زيارة المكان، والداعِية إلى ابتكار المزيد من المشاريع الريادية المُميزة، والتي من شأنها التخفيف من حِدة الضغوط النفسية التي يمُر بها أهالي قِطاع غزة، الذي يُعاني من تردي الظروف الاقتصادية الصعبة، والحُروب والاعتداءات الإسرائيلية المُتتالية.

ويتميز المكان، الذي يستقبل زواره بواجهة خضراء تدلل على البيئة الطبيعة، بديكورات ومشاهِد قريبة من أجواء الحدائق، إذ تتزين جدرانه بالرسومات المُتعلقة بالقطط، ورسومات الأطفال، وتجاورها جسور ورفوف خشبية مُزينة بقطع من النجيل الصِناعي الأخضر، يُمكن للقطط تسلقها واللعب عليها، إلى جانب اللعب على الأراجيح، وباقي الألعاب المُخصصة للقطط، والتي جرى اختيارها بألوان زاهية، لتُضفي جواً من البهجة على المكان.

مباو كات كافيه (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

وتتزين القطط الموجودة في المقهى بالإكسسوارات المُخصصة للحيوانات الأليفة، فيما تُلف على عنق كل منها قلادة للتعريف باسمها الذي جرى اختياره بما يتناسب مع هيئتها وشخصيتها ولونها، كما يوفر المكان المُعدات الخاصة بتنظيف تلك الحيوانات، والعناية بنظافتها، وسلامتها الشخصية.

وتقوم فكرة مشروع "مياو كات كافيه" على إمكانية استضافة الزبائن ممن يحبون تلك الحيوانات الأليفة، للاستمتاع باللعِب مع القطط النظيفة، وذات الحضور اللافِت والألوان المُختلفة، مقابل 5 شيكلات (نحو دولار أميركي ونصف) كل نصف ساعة، في خطوة للتخفيف من التوتر والضغوط النفسية.

وتقول صاحبة المشروع نعيمة معبد (53 عاما) إنها بدأت التفكير في افتتاح "مياو كات كافيه" لاستغلال الوقت واستثمار الجهد بعد تقاعدها من عملها في عدد من المؤسسات المحلية والدولية، الذي استمر نحو 25 عامًا، مُضيفة "اتجهت للمشروع لحُبي الشديد للقطط، وإدراكي مدى تأثيرها الإيجابي على الإنسان، وقدرتها العالية على امتصاص الطاقة السلبية التي تفرضها الظروف الصعبة".

وتلفت معبد لـ"العربي الجديد" إلى أن عملها في المؤسسات والمشاريع الإنسانية أكسبها الخبرة الكافية بالأحوال التي وصل إليها الناس بفعل الإغلاق والبطالة والأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتسببها بخلق حالة نفسية سيئة واكتئاب وحزن ومستقبل مجهول وقلق وتوتر، ما دفعها إلى التفكير في المقهى الذي يُتيح للناس اللعب مع القطط لتفريغ الشحنات السلبية، علاوة على تعريف الأطفال برعاية الحيوانات الاليفة، ومعاملتها بلطف وإحسان ورحمة.

مياو كات كافيه (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

وتُبين معبد، التي قطعت حديثها لتعريف أحد الأطفال على الطريقة الصحيحة للإمساك بالقطة، أن القطط تحظى بمُتابعة دورية لدى طبيب بيطري خاص لضمان الحِفاظ على حالتها الصحية، لافتة إلى أن المشروع حظي بإقبال واسع، وثناء من شريحة كبيرة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المقابل، هناك بعض الانتقادات التي لم تؤثر على سير عمله، على قاعدة أن "لكل مشروع مؤيدين ومُعارضين".

ويحظى المكان بمجموعة معايير لضمان النظافة والأمان للقطط والأطفال، إذ يلتزم الزوار بمعايير نظافة مُحددة، فيما يُمنع الأطفال دون سن الخامسة من الإمساك بالقطط بطريقة قوية، وذلك حرصا على عدم أذيتهم وضمان استمتاعهم باللعب معها في ظل أجواء آمِنة.

ذات صلة

الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.
الصورة

منوعات

كشفت منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية "فيك ريبورتر"، اليوم الثلاثاء، عن حملة إسرائيلية للتأثير على الرأي العام الغربي، بما يخدم إسرائيل ومصالحها وروايتها.

المساهمون