نفط أذربيجان لا يزال يتدفق إلى إسرائيل عبر تركيا.. ما القصة؟

نفط أذربيجان لا يزال يتدفق إلى إسرائيل عبر تركيا.. ما القصة؟

05 مايو 2024
مضخة نفط في أذربيجان، 10 يونيو 2018 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- على الرغم من المقاطعة التجارية التي أعلنتها تركيا ضد إسرائيل، يستمر تدفق نفط أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا، معتمداً على خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان، مما يعكس العلاقات الوثيقة بين أذربيجان وكل من تركيا وإسرائيل.
- إسرائيل تعد من أكبر مستوردي نفط أذربيجان، بالإضافة إلى كونها مورداً رئيسياً للأسلحة لأذربيجان، مما يشير إلى عمق العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين، والتي تعود إلى بدايات التسعينيات.
- هناك قلق في إسرائيل من إمكانية اتخاذ تركيا لخطوات أشد، مثل منع السفن المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل، مما يهدد الأمن الغذائي وإمدادات النفط لإسرائيل، الأمر الذي يعكس التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة.

لا يزال نفط أذربيجان يتدفق إلى إسرائيل عبر تركيا، على الرغم من المقاطعة التجارية الشاملة التي أعلنتها أنقرة ضد الاحتلال منذ أيام، مشترطة وقف العدوان في غزة، وإدخال المساعدات من دون عوائق.

وتحتفظ أذربيجان بعلاقات وثيقة مع كل من تركيا وإسرائيل، ولم توقف تركيا حتى الآن تحميل نفط أذربيجان في ميناء جيهان المتجهة إلى إسرائيل، بحسب مصادر إسرائيلية لموقع "غلوبس" الإسرائيلي. تعتبر أذربيجان مورداً مهماً للنفط إلى إسرائيل، عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (BTC)، الذي يتم في نهايته تحميل النفط على ناقلات تنقله إلى حيفا.

وفي يناير/ كانون الثاني من هذا العام، تصدرت إسرائيل قائمة وجهات نفط أذربيجان بـ 523.500 طن بقيمة 297 مليون دولار. وفي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، جاءت إسرائيل في المركز الثاني بواقع 2.24 مليون طن بقيمة 1.38 مليار دولار. ومن الموردين الرئيسيين الآخرين للنفط إلى إسرائيل كازاخستان ونيجيريا، وفق موقع "غلوبس".

ويتمتع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بعلاقات ممتازة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن أيضاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لا يرغب في إلحاق ضرر مباشر بمصالح أذربيجان.

السلاح مقابل نفط أذربيجان

وفي الوقت نفسه، تعتبر إسرائيل مورداً مهماً جداً للأسلحة إلى أذربيجان. وتشمل الأسلحة الإسرائيلية المصدرة إلى ذلك البلد ذخيرة Harop التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، ونظام LORA (المدفعي بعيدة المدى)، ونظام صواريخ أرض جو باراك MX، الذي اشترته أذربيجان في نوفمبر من العام الماضي مقابل 1.2 مليار دولار. كما باعت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية قمرين صناعيين لأذربيجان في أكتوبر الماضي مقابل 120 مليون دولار، بحسب "غلوبس".

وتعتبر علاقات إسرائيل مع أذربيجان هي الأكثر استقراراً مقارنة بأي دولة إسلامية، وقد ازدهرت منذ عام 1992. وفي عام 1993، افتتحت إسرائيل سفارتها في باكو. وكانت العلاقات في الأصل قائمة على النفط الأذربيجاني والأسلحة الإسرائيلية، ولكن على مر السنين، وخاصة منذ وصول الرئيس إلهام علييف إلى السلطة في عام 2003، توسعت العلاقات لتشمل العديد من المجالات الأخرى، مثل التعليم، على سبيل المثال. ويتابع موقع "غلوبس" أنه في العام الماضي جرى افتتاح سفارة أذربيجان في تل أبيب.

وعين الرئيس علييف مختار محمدوف، وهو شخصية معروفة في باكو وكان حتى ذلك الحين وزيراً للتعليم والعلوم، سفيراً أول.

ويلفت موقع "كالكاليست" الإسرائيلي إلى أن القلق الرئيسي الآن في إسرائيل هو أن الأتراك سوف يتخذون مزيداً من الخطوات، مثل منع إمكانية التحليق فوق البلاد، أو منع السفن المتجهة إلى إسرائيل في مضيق البوسفور والدردنيل الذي يربط البحر الأبيض المتوسط ​​بالبحر الأسود.

أما الخطوة الثانية فينظر إليها على أنها متطرفة والأكثر تهديداً بين الاثنين، لأن الأمن الغذائي لإسرائيل يعتمد على الحبوب القادمة من روسيا وأوكرانيا، ومعظم نفط إسرائيل يأتي من دول آسيا الوسطى، مثل أذربيجان وكازاخستان، وفي كلتا الحالتين تتطلب طرق الشحن المرور عبر تركيا. وتأمل إسرائيل، وفق "كالكاليست" أن يمتنع أردوغان عن اتخاذ مثل هذه الخطوة الجذرية خوفاً من ردة فعل الدول الأخرى التي تتعامل تجارياً مع إسرائيل.

المساهمون