فرنسا تعزز استثماراتها في المغرب

فرنسا تعزز استثماراتها في المغرب

24 ابريل 2024
سوق تجاري في مراكش يوم 17 سبتمبر/ أيلول 2023 (أليكسي روزنفيلد/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فرنسا تعزز جهودها للحفاظ على مكانتها كأول مستثمر في المغرب، مركزة على تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون في مجالات مثل الزراعة والطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.
- المغرب يهدف لجذب استثمارات بقيمة 55 مليار دولار بحلول 2026، مع التركيز على قطاعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والصحة، لتوفير 550 ألف فرصة عمل.
- المنتدى الاقتصادي الفرنسي المغربي في الرباط يجمع 300 من رجال الأعمال لتعزيز الشراكة الاقتصادية، مع التأكيد على دعم استثمارات المملكة في الصحراء المغربية وتعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقات المتجددة.

تسعى فرنسا إلى الحفاظ على موقعها كأول مستثمر بالمغرب، حيث تتطلع إلى الحصول على حصة في الاستثمارات التي انخرطت فيها المملكة، وهو ما ينتظر أن يترجمه المنتدى الاقتصادي الفرنسي المغربي الذي ستحتضنه الرباط يوم الجمعة. وأول من أمس اتفق وزير الفلاحة المغربي محمد الصديقي ونظيره الفرنسي مارك فيسنو، بمدينة مكناس، على خريطة طريق للتعاون بين البلدين في المجال الزراعي.

ويعتبر المغرب أول شريك تجاري لفرنسا في أفريقيا، حسب بيانات رسمية. هذا ما يدفع وزير التجارة الخارجية الفرنسية فرانك رايستر إلى الاعتقاد بأنه يمكن عبر المسائل الاقتصادية والتجارية تعميق الانطلاقة التي يراد إعطاؤها للعلاقات بين البلدين. وصرح رايستر ليومية "ليزيكو" الفرنسية، بأن تعميق هذه العلاقات يأتي في سياق متسم بالكثير من التحديات المرتبطة ومنها نزع الكربون عن الاقتصاد.

وكان فرانك ريستر، قد حل بالمغرب، بعد الزيارة التي قامت بها وزير الشؤون الخارجية، ستيفان سيجورني، وهما زيارتان أعقبتهما تلك التي قام به وزير الداخلية دارمنان يومي الأحد والاثنين الماضيين، بالإضافة إلى وزير الفلاحة مارك فيسنو.

ويسعى الفرنسيون إلى تكريس حضورهم الاقتصادي بالمغرب، بعد نوع من البرود الذي شاب العلاقات بين البلدين على مدى الثلاثة أعوام الأخيرة، حيث أغلقت جميع قنوات الاتصال بينهما، إلى درجة عدم استجابة المملكة لعرض تقديم الدعم إثر زلزال سبتمبر/ أيلول الماضي. ويرنو الفرنسيون إلى الحصول على حصة في المشاريع التي انخرط فيها المغرب، والتي تثير اهتمام دول أخرى، علماً أن المملكة تسعى إلى تنويع مصادر جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، عبر تدابير تحفيز يؤطرها ميثاق الاستثمار الذي جرى تبنيه في العام المنصرم.

وسعى المغرب إلى تسويق الفرص التي يتيحها للمستثمرين بعد بلورة ميثاق للاستثمار يتضمّن تحفيزات للمستثمرين المحليين والأجانب، مع استهداف استثمارات بقيمة 55 مليار دولار، ما يساعد على توفير 550 ألف فرصة عمل بحلول عام 2026. ويتيح المغرب فرصاً جديدة للمستثمرين المحليين والأجانب، تهم قطاعات الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والنقل، خاصة السكك الحديدية، والبنيات التحتية، وقطاع الصحة.

وتتطلع فرنسا، حسب رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، جواد الكردودي، إلى الحفاظ على مركزها كأول مستثمر في المغرب، حيث بلغ رصيد استثمارات البلد الأولى 20 مليار دولار، بينما تأتي في المغرب الثاني على مستوى المبادلات التجارية، بعد إسبانيا. ويوضح الكردودي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تعبير الوزير الفرنسي فرانك رايستر عن الاستعداد لمواكبة استثمارات المملكة في الصحراء المغربية، يستحضر الإمكانات التي تتوفر عليها الأقاليم الجنوبية في مجالات الصيد البحري والمعادن والطاقات المتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر.

ويشير إلى أن الفرنسيين يمكنهم المساهمة في التوجه المغربي الرامي إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، حيث يمكن إنجاز مشاريع مشتركة بين المغرب وفرنسا في دول منطقة الساحل الأفريقي. ويضيف أن المغرب يتطلع إلى إنجاز استثمارات مهمة في العديد من القطاعات مرتبطة بالطاقة والبنيات التحتية، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بتنظيم كأس العالم في عام 2023 بمعية البرتغال وإسبانيا.

ويحيل الكردودي على أهمية المنتدى الاقتصادي، الذي ستشهده الرباط يوم السادس والعشرين من إبريل/ نيسان الجاري، حيث سينظمه رجال الأعمال في البلدين، بحضور وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية نادية فتاح ووزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعي والرقمنة بفرنسا برونو لومير.

وسيشهد المنتدى الذي ينظم تحت شعار "جميعاً من أجل انطلاقة متجددة للفرص الاقتصادية والاجتماعية" مشاركة 300 من رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين الفاعلين في مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث يراد لهذا المنتدى إعطاء دفعة جديدة للشراكة الاقتصادية بين البلدين.

المساهمون