"مهرجان الصورة".. كاميرا على فلسطين والعراق

"مهرجان الصورة".. كاميرا على فلسطين والعراق

05 مايو 2024
من معرض "غزة، الحرب المستمرة" لسمر أبو العوف
+ الخط -
اظهر الملخص
- "مهرجان الصورة عمّان" في دورته التاسعة عام 2021، ركز على فلسطين، مسلطًا الضوء على جدار الفصل العنصري، الحياة تحت الحصار في غزة، والتحديات اليومية بالضفة الغربية.
- الدورة الثانية عشرة تحت عنوان "وجود"، تضم 36 معرضًا في 11 موقعًا بعمّان، تشمل ورشات، لقاءات، ومسابقات، مع تركيز على توثيق الحرب على غزة.
- ليندا الخوري، منظمة المهرجان، تناولت أهمية الاستقلالية ورفض التمويل الأجنبي المشروط، مؤكدة على دعم الفنون البصرية والثقافة الجادة في الأردن.

في عام 2021، أضاء "مهرجان الصورة عمّان"، في دورته التاسعة التي تمحورت حول فلسطين، على قضايا أساسية، مثل جدار الفصل العنصري، وقطاع غزّة الذي تعرّض إلى التدمير خلال أكثر من عدوان صهيوني خلال السنوات الأخيرة، والحياة اليومية تحت الحصار الذي فُرض منذ سبعة عشر عاماً، وحواجز الاحتلال التي تنتشر في مدن الضفة الغربية.

تقدّم الدورة الثانية عشرة من التظاهرة، التي انطلقت فعالياتها مساء الأربعاء الماضي وتتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ستّة وثلاثين معرضاً تتوزّع بين أحد عشر موقعاً في العاصمة الأردنية تحت عنوان "وجود"، بتنظيم من "دارة التصوير".

المهرجان االذي يتضمّن عدداً من ورشات العمل المتقدمة، ولقاءات، وإقامات فنية، ومسابقات متخصّصة، وقراءات في الأعمال المشاركة، خصّص مساحة واسعة لعرض أعمال عدد من المصورين التي التقطت خلال الحرب الإبادية القائمة على غزة. 

الصورة
من معرض "فلسطين غير المحكية"، أحد المعارض المشاركة
من معرض "فلسطين غير المحكية"، أحد المعارض المشاركة

في حديثها إلى "العربي الجديد"، تشير منظّمة المهرجان، الفنانة الفوتوغرافية ليندا الخوري، إلى أن ثيمة الوجود تحيل إلى ذلك التساؤل الذي يصيب كل الناس حول وجودهم في العالم وتفاعلهم مع الحياة من حولهم، ودورهم فيها، وعلاقة ذلك مع التغيّرات التي تمسّ البيئة بشكل رئيسي، وكذلك الطعام والروحانيات وارتباطها بالحالة الإنسانية. 

وتوضّح أن التساؤل طرح أفكاراً وولّد تساؤلات أخرى، وكفنانة وباحثة بدأت رحلتها في القراءة والبحث ثم وجهت الدعوات للمشاركين الذي تتطابق أعمالهم مع رؤية المهرجان عبر دعوة مفتوحة للمشاركة من أي مكان، حيث تمّ اختيار أربع عشر عملاً من أصل مئة تقدّمت للمشاركة، بينما نُظّمت بقية المعارض بتنسيق خاص لاستضافة اسم معين، ومنها معرض "أشباح الماضي" الذي انطلق يوم الافتتاح، للمصور الوثائقي مويسس سمان، ويضيء على الاحتلال الأميركي للعراق والتهجير وأزمة انتهاكات حقوق الإنسان وظهور "داعش" وغيرها من الأحداث خلال حوالي عشرين سنة الماضية.

الصورة
من معرض "أشباح الماضي" لمويسس سمان، أحد المعارض المشاركة
من معرض "أشباح الماضي" لمويسس سمان، أحد المعارض المشاركة

كما وُجهت الدعوة للمصورة الفلسطينية سمر أبو العوف التي تشارك بمعرضها "غزة، الحرب المستمرة"، بالإضافة إلى مشروعها التدريبي الذي ضمّ مجموعة من المصورين في غزة وأقيم قبل العدوان الأسرائيلي، حيث يوثقون في معرض جماعي اللحياة اليومية في القطاع قبل الحرب.

وتلفت الخوري إلى أن موقف الدول الغربية المنحاز للاحتلال الإسرائيلي، دفعها إلى رفض قبول أي تمويل من جهة أجنبية لم تدعُ إلى وقف فوري للحرب على غزّة وإنهاء الإبادة الجماعية، لذلك توجّهت إلى الداعمين المحليين، خلافات للدورات السابقة التي قامت أساساً على الشراكة والتعاون مع جهات دولية، من أجل الحفاظ على مستوى التظاهرة، وتصدير رسالة وموقف لكل الشركاء السابقين الذين لم يتبنوا موقفاً منحازاً للشعب الفلسطيني.

وتعبّر ليندا الخوري في ختام حديثها إلى "العربي الجديد" عن تمنياتها بتغيير سياسة العمل الثقافي في الأردن، خاصة لدى مؤسسات القطاع الخاص لتقديم دعمٍ للثقافة الجادة والفنون البصرية الحديثة، والذي لن يتأتى إلا بتوحيد الفاعلين الثقافيين والضغط من أجل الحصول على الدعم، وتأسيس توجه جديد قائم على استدامة العمل وتطويره.

يُذكر أن "مهرجان الصورة عمّان" انطلقت دورته الأولى عام 2011، وأقيمت دورته الثانية عام 2012 تحت عنوان "الثورة/ التغير"، وتتالت دوراته اللاحقة حول ثيمات "أنا والكبير"، و"معاً"، و"المستقبل"، و"الهوية"، و"مسكن"، و"ترحال"، ليتوقف عام 2020 بسبب جائحة كوورنا، ويُعاد تنظيمه منذ عام 2021 تحت ثيمات ""فلسطين"، و"امتنان"، وجذور".

المساهمون