رحيل شخصيات بارزة بسبب كورونا يدفع العراقيين إلى الحذر

رحيل شخصيات بارزة بسبب كورونا يدفع العراقيين إلى تشديد إجراءات الوقاية

29 يونيو 2020
سجّل العراق قرابة خمسين ألف إصابة (Getty)
+ الخط -

تتناقل وسائل الإعلام المحلية العراقية، يومياً، الإعلانات عن إصابات أو وفيات شخصيات بارزة بالوسط المحلي بفيروس كورونا، بينهم فنانون ولاعبو كرة قدم وناشطون مدنيون وأساتذة جامعات وأطباء.

ويؤكد مراقبون أنه رغم الحزن الشعبي على رحيل عدد منهم، إلا أنّ ذلك شكل حالة صدمة واسعة دفعت الناس إلى مزيد من التزام إجراءات السلامة والوقاية، خاصة الذين كانوا يعتبرون الوباء بعيداً عنهم أو غير حقيقي.

وسجّل العراق قرابة خمسين ألف إصابة، منذ ظهور الوباء منتصف فبراير/ شباط الماضي في مدينة النجف جنوبيّ البلاد، مع ارتفاع عُدّ مقلقاً في عدد الضحايا، تجاوز عتبة 1700 مصاب بمعدل وفيات يقترب من 3.5 بالمائة، وهو الأعلى بين دول المنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم، تسجيل 1749 إصابة جديدة، ليصل إجمالي الإصابات إلى 47,151 إصابة.

ويعزو مراقبون ذلك إلى الانهيار الحاصل في أغلب المنشآت الصحية في البلاد، بفعل استشراء الفساد المالي والمحاصصة السياسية في توزيع المناصب الحكومية بين الأحزاب الحاكمة في البلاد.

ومن بين أبرز الذين فقدهم العراق خلال الأسبوعين الماضيين، لاعبا المنتخب الوطني السابقان أحمد راضي، وعلي هادي، والممثل العراقي الشهير مناف طالب، وعضو الجمعية الوطنية الانتقالية، السياسي العراقي توفيق الياسري، فضلاً عن ثلاثة من القادة الأمنيين والعسكريين البارزين، وأُعلنَت وفاة ستة أساتذة جامعات بارزين، بينهم أستاذ كلية الطب، الجراح العراقي البارز، الدكتور وائل الصفار، المعروف بحملاته في مساعدة الفقراء والمحتاجين بالسنوات الماضية، وعدة ناشطين مدنيين، بينهم ناشط إغاثي برز خلال سنوات نزوح العراقيين بفعل المعارك ضد تنظيم "داعش".

بالمقابل، سُجل ارتفاع جديد في أعداد الأطباء الذين توفوا نتيجة فيروس كورونا إلى 13 طبيباً في عموم مدن العراق، وأكثر من 750 مصاباً آخرين.

وأمس الأحد، دعا نقيب الأطباء في العراق، عبد الأمير الشمري، إلى فرض حظر وحجر صحي شامل في عموم البلاد، محذراً من انهيار النظام الصحي وحدوث خسائر كبيرة في الأرواح.

وقال الشمري في بيان له إنه "بسبب زيادة الإصابات بفيروس كورونا وشحّ المستلزمات الطبية ونقص الأوكسجين، أصبح من الضروري جداً فرض حظر وحجر صحي شامل". وشدد الشمري على ضرورة "تطبيق إجراءات صحية حازمة لمدة لا تقلّ عن ثلاثة أسابيع متواصلة لتقليل عدد الإصابات وإمكانية استيعابها"، وحذر الشمري من أنه "بعكس ذلك، علينا تقبل حصول خسائر كبيرة بالأرواح واحتمال انهيار في الخدمات الصحية وما قد يتبعه من فوضى".

ويقول عراقيون إن وفاة أو إصابة إحدى الشخصيات الاجتماعية المهمة أو البارزة في المجتمع رفعت مستوى الحذر والخوف عند غير المبالين أو المستهترين بالوباء. لذلك، ومنذ أيام، رُفعَت درجة التأهب الشعبي والحذر والتباعد الاجتماعي أعلى بكثير، وفقاً لعلي عباس، الذي يؤكد أن "رحيلهم كان محزناً، وضجت مواقع التواصل بأخبارهم، وكل واحد منهم خسارة بحد ذاتها، وشكل مراجعة لكل عراقي يستهين بالوباء". ويضيف: "مؤسف أن يرحل عنا العشرات من العراقيين بسبب الوباء، هذه الأعداد كنا نسمع بها أيام الإرهاب والعنف الأعمى للمليشيات الطائفية".

 

بالمقابل، يقول أحمد حسن، وهو يسكن في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن الدولة - بحسب كشف البرلمان - أنفقت 53 مليار دولار في 10 سنوات على قطاع الصحة، لكن المضحك المبكي أننا لا نزال نعيش على مستشفيات ما قبل الاحتلال المشيدة في السبعينيات والثمانينيات.

ويتابع: "الفساد المالي بات يقتلنا أيضاً، المستشفيات خربة منهارة، هذا الفيروس كشف كذبهم وزيف مشاريعهم طوال السنوات الماضية"، معتبراً أن رحيل كل عراقي بهذا الشكل يمثل جريمة قتل مكتملة الأركان تتحملها الأحزاب الحاكمة طوال السبع عشرة سنة الماضية".

المساهمون