العراق يفتح أبوابه للعائلات اللبنانية النازحة: دعم إنساني يتحدى العدوان الإسرائيلي

26 سبتمبر 2024
نازحون لبنانيون داخل مدرسة رسمية في بيروت/25 سبتمبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزارة الهجرة العراقية تعلن جاهزيتها لاستقبال العوائل اللبنانية النازحة جراء القصف الإسرائيلي، وتوفير المستلزمات الضرورية بالتنسيق مع محافظ كربلاء والعتبتين الحسينية والعباسية.
- الحكومة العراقية تمنح تأشيرات دخول مجانية للبنانيين وتسهيلات إضافية، وزعيم التيار الصدري يدعو لجمع التبرعات واستقبال النازحين.
- الأمم المتحدة تحذر من أزمة نزوح جديدة مع نزوح أكثر من 90 ألف شخص، ولبنان يعلن اقتراب عدد النازحين من نصف مليون، والعراق يؤكد استعداده لاستقبالهم.

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يوم الأربعاء، عن جاهزيتها لاستقبال العوائل اللبنانية النازحة من جرّاء "القصف الصهيوني الغاشم" المستمر على لبنان. وأكدت تضامن العراق حكومةً وشعباً مع الشعب اللبناني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

وفي بيان لها، أشارت وزيرة الهجرة، إيفان جابرو، إلى استعداد الوزارة وتهيئة كوادرها لاستقبال النازحين من لبنان، مؤكدة جاهزيتها لتوفير المستلزمات الضرورية والمساعدات الإنسانية والإغاثية لهم بشكل عاجل. كما أوضحت الوزارة أنها تنسق مع محافظ كربلاء، نصيف جاسم الخطابي، لتهيئة الأماكن المناسبة لإقامتهم، إضافة إلى التعاون مع العتبتين الحسينية والعباسية.

يأتي هذا البيان في سياق توجيهات الحكومة العراقية بشأن منح تأشيرات دخول مجانية للمواطنين اللبنانيين وتسهيل دخولهم إلى العراق عقب العدوان الإسرائيلي. وفي ظل هذه التطورات، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أصحاب مواكب الضيافة على طريق كربلاء إلى استقبال النازحين اللبنانيين.

جاءت توجيهات الحكومة العراقية في أعقاب تصاعد العدوان الإسرائيلي الدموي الذي يدخل يومه الرابع على لبنان، والذي أسفر عن استشهاد 558 شخصاً وإصابة 1835 مع تسجيل موجة نزوح كثيفة من بلدات وقرى الجنوب بفعل القصف غير المسبوق منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وذكر بيان رسمي للحكومة العراقية أنه "بالنظر للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق، الذي يتعرض منذ أيام لعدوان صهيوني مجرم، وتضامناً وإسناداً من العراق، حكومةً وشعباً، مع الأشقاء في لبنان، وجّه رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني، بتمديد سمة (تأشيرة) دخول المواطنين اللبنانيين الموجودين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوماً، وتمدد مرة أخرى، استناداً الى أحكام قانون إقامة الأجانب رقم (76 لسنة 2017)، بسبب ما يمر به لبنان من ظروف حرب قاهرة".

كما قررت الحكومة إعفاء المواطنين اللبنانيين الموجودين في العراق من العقوبات المرتبطة بتجاوز مدة الإقامة المنصوص عليها في القانون. إضافةً إلى ذلك، تم منح تأشيرات الدخول مجاناً للبنانيين القادمين عبر المنافذ الحدودية العراقية.

في منشور على حسابه بمنصة إكس، دعا مقتدى الصدر إخوتَه أصحاب المواكب على طريق كربلاء لفتح مواكبهم أمام النازحين من لبنان حسب الحاجة. وأضاف: "كما أدعو الجميع، ولا سيما ذوي رؤوس الأموال من غير الفاسدين، إلى جمع التبرعات المالية حصراً لفتح مواكب في لبنان وسورية لمساعدة الجرحى والنازحين".

من جهتها، أفادت منظمة الأمم المتحدة بأن أكثر من 90 ألف شخص قد نزحوا نتيجة الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان، في خضم التصعيد المتواصل مع حزب الله. وحذر مسؤول أممي من أن المنطقة لا تتحمل أزمة نزوح جديدة، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية للهجرة أكدت نزوح نحو 90,530 شخصاً في لبنان خلال اليومين الماضيين، بينهم 40,000 في 283 مأوى.

وفي السياق ذاته، أعلن وزير خارجية لبنان، عبد الله بوحبيب، أمس الثلاثاء، أن عدد النازحين اللبنانيين بسبب التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله يقترب من نصف مليون. وصرح بوحبيب في فعالية نظمتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن عدد النازحين في لبنان قبل الغارات الإسرائيلية الأخيرة كان نحو 110,000 نازح، مضيفاً: "الآن ربما يقترب عددهم من نصف مليون".

من جهته، أشار عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عامر الفايز، إلى أن "الجهود الحكومية جاهزة لاستقبال ورعاية أهلنا من جنوب لبنان وغيرهم ممن تأثروا بأزمة النزوح نتيجة مواقفهم البطولية في مواجهة الكيان الإسرائيلي خلال الغارات الوحشية". وذكر في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "جميع محافظات العراق مستعدة لاستقبال اللبنانيين، وهذا يُعد أقل واجب يمكن تقديمه من قبل الحكومة والشعب العراقيين".

وتعد موجة النزوح من مناطق جنوب لبنان الأكبر من نوعها منذ بدء المواجهات في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولم تقتصر عمليات النزوح على المناطق القريبة من خطوط المواجهة الحدودية، بل شملت أيضاً مناطق أوسع جغرافياً في جنوب لبنان، التي أصبحت غير آمنة نتيجة الضربات الدموية الإسرائيلية.

المساهمون