عشرات الآلاف عبروا الحدود السورية هرباً من العدوان الإسرائيلي على لبنان

26 سبتمبر 2024
عند نقطة المصنع على الحدود مع سورية، شرق لبنان، 25 سبتمبر 2024 (حسن جرّاح/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تزايد أعداد النازحين: شهد لبنان تزايداً كبيراً في أعداد النازحين نتيجة العدوان الإسرائيلي، حيث عبر أكثر من 31 ألف شخص الحدود إلى سوريا خلال يومين، نصفهم لبنانيون.
- إجراءات الحكومة اللبنانية والسورية: أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث اللبنانية عن عبور 15,600 سوري و16,130 لبناني إلى سوريا، وأعدت سوريا مراكز إيواء بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوري.
- التحديات على الحدود: يواجه السوريون العائدون تحديات على الحدود، مثل تصريف مبلغ 100 دولار أمريكي للعبور، مما أدى إلى بقاء العشرات عالقين.

لا ينفكّ عدد النازحين في لبنان، الذين تهجّرهم آلة الحرب الإسرائيلية من الجنوب وكذلك من البقاع (شرق) ومن الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزايد منذ مطلع هذا الأسبوع. ولأنّ لبنان يستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، فإنّ من بين النازحين أعداداً من هؤلاء. وهرباً من العدوان الإسرائيلي المتمادي، راح مواطنون سوريون يعبرون الحدود في اتجاه بلادهم، إلى جانب مواطنين لبنانيين. أمّا أعداد هؤلاء فتختلف تقديراتها بحسب المصادر المعنية، وسط الفوضى المسيطرة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان لليوم الرابع على التوالي.

وبحسب آخر الأرقام، أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، مساء اليوم الخميس، أنّها أحصت عبور أكثر من 31 ألف شخص إلى سورية، أكثر من نصفهم لبنانيون، في خلال يومَين، وذلك هرباً من الغارات الإسرائيلية. وأوضحت، في بيان، أنّه "خلال اليومَين الأخيرَين، سجّل الأمن العام (اللبناني) عبور 15 ألفاً و600 مواطن سوري و16 ألفاً و130 مواطناً لبنانياً إلى الأراضي السورية".

وكان مصدران أمنيان سوريان قد أفادا وكالة فرانس برس، في وقت سابق من اليوم الخميس، بأنّ أكثر من 22 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان في اتجاه الأراضي السورية، منذ يوم الاثنين الماضي الموافق 23 سبتمبر/ أيلول 2024، على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة. وأوضح أحد المصدرَين أنّ "أكثر من ستة آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري اجتازوا معبر جديدة يابوس (من الجانب السوري) بصورة طارئة منذ ثلاثة أيام، حتى صباح اليوم الخميس"، وذلك من معبر المصنع في الجانب اللبناني. وبالتزامن، أعلن مصدر أمني آخر أنّ "نحو ألف لبناني ونحو 500 سوري دخلوا من خلال معبر جوسيه" منذ الاثنين. يُذكر أنّ معبر جوسيه الحدودي يربط بين قرية جوسيه السورية الواقعة بمنطقة القصير في ريف حمص الجنوبي الغربي وبين قرى القاع في شرق لبنان.

الصورة
لبنانيون وسوريون عند معبر جديدة يابوس - جنوب غرب سورية - 25 سبتمبر 2024 (لؤي بشارة/ فرانس برس)
لبنانيون وسوريون عند معبر جديدة يابوس، جنوب غرب سورية، 25 سبتمبر 2024 (لؤي بشارة/ فرانس برس)

وصباح اليوم الخميس، كان وزير الداخلية والبلديات اللبناني في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، قد أفاد بتسجيل "مغادرة نحو 27 ألف شخص، نصفهم لبنانيون والنصف الآخر من السوريين، عبر مراكز الأمن العام اللبناني". وأوضح المولوي أنّ نحو 13 ألفاً و500 مواطن سوري عادوا إلى بلادهم عبر "المراكز الحدودية الشرعية طوعاً"، مشيراً إلى أنّ انطلاقاً من ذلك "نقول إنّ السوري قادر على العودة إلى بلده".

في الإطار نفسه، كان موقع "غلوبال" السوري قد نقل عن مصدر رسمي في إدارة الجمارك السورية أنّ عدد الوافدين من لبنان، من خلال معبر جديدة يابوس الحدودي، بلغ نحو 18 ألفاً حتى مساء يوم أمس الأربعاء. وأوضح المصدر أنّ من بين هؤلاء 13 ألفاً و841 وافداً سورياً، معظمهم من السوريين الهاربين من الجنوب اللبناني، في حين وصل عدد الوافدين اللبنانيين إلى 3851 وافداً لبنانياً.

ومع استمرار توافد السوريين واللبنانيين إلى سورية، منذ بداية الأسبوع الجاري، على خلفية العدوان الإسرائيلي المتصاعد على جنوب لبنان، ذكر مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أنّ "الأعداد تتزايد بين ساعة وأخرى، وذلك في معبر جديدة يابوس الحدودي، وهو المعبر الإلزامي لمعظم السوريين". أضاف أنّ "ثمّة أعداداً كبيرة من اللبنانيين دخلت عبر معابر ريف حمص النظامية وغير النظامية إلى منطقة القصير".

وقد راحت محافظتا طرطوس واللاذقية، غربي سورية، تستقبلان عائلات عديدة منذ اليوم الأوّل للنزوح الناجم عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، في حين أعلنت محافظات حمص ودمشق وريف دمشق أنّها تهيّئ عدداً من مراكز الإيواء لاستقبال آلاف النازحين. وفي هذا السياق، أفادت عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة ريف دمشق آلاء محمد، وسائل إعلام محلية، بأنّ عدداً من مراكز الايواء في الحرجلة والدوير ويبرود في المحافظة صارت جاهزة لاستقبال النازحين، بالإضافة إلى ثلاثة فنادق في بلدة السيدة زينب، موضحةً أنّها كلّها مجهّزة بالمياه والكهرباء وبمستلزمات الإقامة والنوم والطعام، وذلك إلى جانب استنفار دائم في كلّ المراكز الصحية والمستشفيات والإسعاف، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوري.

وما زال السوريون الوافدون من لبنان يُعامَلون بصفتهم زائرين، ويُفرَض على كلّ واحد منهم تصريف مبلغ مائة دولار أميركي في مقابل العبور، علماً أنّ العشرات منهم ما زالوا عالقين على الحدود لعدم توفّر هذا المبلغ لديهم. وقد أخبر مواطن سوري من بين العائدين من لبنان "العربي الجديد" أنّ "أيّاً من السوريين المطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية لا يغامر بالعودة من خلال معبر نظامي"، مشيراً إلى أنّ "السوريين العائدين جميعاً يملكون تصاريح إقامة نظامية في لبنان، ويعدّون عودتهم إلى سورية آنيّة ريثما ينتهي العدوان (الإسرائيلي) على لبنان".

أضاف المواطن السوري الذي تحفّظ عن ذكر هويّته أنّ "الوافدين السوريين بمعظمهم كانوا قد طلبوا من أقاربهم التحقّق من سجلاتهم الأمنية قبل العودة، أنّهم بمعظهم يملكون منازل أو قصدوا أقارب لهم في انتظار ما تؤول إليه الأحداث". وتابع أنّ "ثمّة وافدين يقصدون السفر عبر سورية إلى الأردن أو العراق أو مصر، وهذا أمر يتسبّب في ضغط على وسائل النقل السورية في لبنان". بدوره، قال مواطن سوري آخر فضل كذلك عدم الكشف عن هويّته، لـ"العربي الجديد" عند الحدود اللبنانية-السورية صباح اليوم الخميس، إنّ "حدّة الازدحام عند الحدود تراجعت اليوم، بعد توقّعات بإقرار هدنة".

المساهمون