قمة محتملة بشأن إدلب...والأمم المتحدة تحذر من "حمام دم"

مساع لعقد قمة رباعية بشأن إدلب... والأمم المتحدة تحذر من "حمام دم"

21 فبراير 2020
تفاقُم الأزمة الإنسانية في إدلب (Getty)
+ الخط -
كرّرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، مناشدتها وقف الأعمال القتالية في شمال غرب سورية، قائلة إنها تخشى أن "تنتهي بحمام دم"، في وقت أعلن الكرملين أنّ روسيا تناقش احتمال عقد قمة بشأن سورية مع زعماء تركيا وفرنسا وألمانيا.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، خلال إفادة صحافية، إن الأطفال يشكلون نحو 60 في المئة من 900 ألف شخص نزحوا وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل.

وأضاف أن "العنف الضاري" لا بد أن يتوقف قبل أن يتحول إلى "ما نخشى أن ينتهي بحمام دم".

من جهته، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الجمعة، إن روسيا تناقش احتمال عقد قمة بشأن سورية مع زعماء تركيا وفرنسا وألمانيا.

وأعلن الكرملين ذلك بعدما اتصل الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، للتعبير عن قلقهما من الوضع الإنساني في منطقة إدلب السورية، وللحث على إنهاء الصراع هناك.


وقال بيسكوف للصحافيين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "نناقش احتمال عقد قمة. لا توجد أي قرارات مؤكدة حتى الآن. (لكن) إذا رأى الزعماء الأربعة أن ذلك ضروري فلا نستبعد احتمال عقد مثل هذا الاجتماع".

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة التركية، اليوم الجمعة، أن الرئيس رجب طيب أردوغان طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقديم دعم "ملموس" لإنهاء الأزمة الإنسانية في إدلب، وذلك في ظل تصاعد التوتر في المنطقة.

وقال أردوغان، خلال مكالمة هاتفية، إنه ينبغي أن تتوقف الهجمات في إدلب، حيث تسببت عملية للنظام السوري، مدعومة من روسيا، في نزوح مئات الآلاف ووضع أنقرة وموسكو ودمشق على شفا مواجهة.

إدعاءات روسيّة

في غضون ذلك، ادعت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أنّ نزوح مئات آلاف المدنيين من محافظة إدلب نحو الحدود التركية نتيجة العمليات العسكرية للنظام السوري المدعومة من روسيا "غير صحيح".

وقال رئيس مركز التنسيق الروسي التابع لوزارة الدفاع الروسية اللواء، أوليغ غورافليوف، إن الأنباء التي تحدثت عن نزوح مئات آلاف المدنيين غير صحيحة. وعلى الرغم من وجود عشرات المشاهد التي التقطها ناشطون ووكالات أنباء عالمية لعمليات النزوح اليومية، قال المسؤول الروسي إنه "لا توجد مواد مصورة أو أشرطة فيديو يمكن التحقق منها، ولا وجود لأي أدلة أخرى تدعم أنباء نزوح حوالي مليون شخص من منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى الحدود السورية التركية". ودعا الجانب التركي إلى تأمين خروج المدنيين من مدينة إدلب.

وأضاف: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت جميع طرق النقل الرئيسة شمالي المحافظة تعمل بشكل طبيعي، مما أتاح نقل معدات عسكرية وسيارات شحن، إضافة إلى ذخائر تابعة للجمهورية التركية، إلى أراضي منطقة خفض التصعيد".

وقصفت الطائرات الحربية الروسية مجدداً، صباح اليوم الجمعة، مناطق في ريفي حلب وإدلب شمال غربي سورية، فيما عززت القوات التركية وجودها غرب بلدة النيرب الواقعة شرق إدلب، والتي حاولت فصائل المعارضة، بدعم تركي، السيطرة عليها، أمس الخميس.


وقال مراسل "العربي الجديد"، إنّ الطائرات الحربية الروسية قصفت محيط مناطق قميناس وجبل الأربعين وأريحا في إدلب، والأتارب ودارة عزة بريف حلب الغربي، فيما تشهد محاور التماس، بريف إدلب الجنوبي، قصفاً صاروخياً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل.

كما قصفت القوات التركية والفصائل مواقع النظام على محاور النيرب وداديخ وآفس، بينما قصفت قوات النظام مناطق في الأتارب ودارة عزة غرب حلب، وسرمين وقميناس وكفرنبل وحاس بريف إدلب.

وفي الأثناء، عززت القوات التركية وجودها في المنطقة الواقعة غرب بلدة النيرب، عقب انسحاب المقاتلين منها بشكل كامل بعد الهجوم العنيف والسيطرة على أجزاء من النيرب، أمس الخميس، قبل أن تتمكن قوات النظام السوري من استعادة السيطرة عليها، لكنها تكبدت خسائر كبيرة، وفق إعلانات صادرة عن الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني"، شملت مقتل وجرح عدد من عناصر النظام، وتدمير أربع دبابات وقاعدة صواريخ مضادة للدروع، إضافة إلى إعطاب دبابة.