وعود جديدة من بغداد بخطة لتأمين المناطق الحدودية بين أربيل ونينوى

وعود جديدة من بغداد بخطة لتأمين المناطق الحدودية بين محافظتي أربيل ونينوى

25 فبراير 2021
ينشط عدد من الفصائل العراقية المسلحة في مناطق حدودية مع أربيل (Getty)
+ الخط -

حصلت حكومة إقليم كردستان العراق على وعود جديدة من بغداد، بشأن ملف المناطق الحدودية بين نينوى ومحافظة أربيل ووضع خطة تأمين كاملة لها بالاشتراك مع قوات البيشمركة، وذلك مع استمرار الترقب لصدور نتائج التحقيق الذي يجريه التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالهجوم الصاروخي الذي تعرضت له قاعدة "حرير"، في أربيل في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وأسفر عن قتلى وجرحى بينهم أميركيون.

وينشط عدد من الفصائل العراقية المسلحة في مناطق مخمور وزمار وسنجار وبلدات أخرى حدودية مع أربيل، وتقول سلطات الإقليم إن الهجوم الصاروخي تم الإعداد له من تلك الفصائل.

ودفع الهجوم الصاروخي الأخير على أربيل في منتصف الشهر الماضي، والذي قُتل فيه متعاقد مدني أجنبي وجُرح 9 آخرون بينهم عسكريون أميركيون، باتجاه إعادة فتح ملف المناطق المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل، والتي تنشط فيها جماعات مسلحة مختلفة تنضوي ضمن "الحشد الشعبي"، الذي وُجهت اتهامات لعدد من فصائله بالوقوف وراء الهجوم.

ووفقاً لمسؤول في حكومة بغداد، فإن "مسؤولين في قيادة العمليات المشتركة ببغداد، وآخرين من قوات البيشمركة يواصلون بحث تأمين المناطق الحدودية وتنظيم عملية إعادة الانتشار ورفع مستوى التنسيق مع قوات البيشمركة في هذا الإطار".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الجانبين يبحثان حاليا إمكانية تشكيل مناطق آمنة في محيط محافظة أربيل تنتشر بها قوات الجيش العراقي مع سحب الفصائل المسلحة من مناطق أخرى وهو ما تُصرّ عليه أربيل بالوقت الراهن".

وكشف عن "وعود شفوية"، من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمسؤولين في الإقليم عقب وقوع الهجوم الصاروخي بشأن تأمين تلك المناطق وحصر ملفها بيد القوات العراقية النظامية.

 وكان رئيس أركان قوات البيشمركة، الفريق جمال إيمنكي، قد اعتبر في تصريح لوكالة أنباء كردية محلية في وقت سابق من نهار أمس، أن "تأمين محافظة أربيل من القصف الصاروخي يكمن بإيجاد مناطق أمنية مشتركة بين الطرفين"، في إشارة إلى بغداد.

وأوضح أن "التنسيق والتعاون بين البيشمركة والجيش العراقي يحتاجان إلى استمرار الاجتماعات وعدم توقفها"، مشيراً إلى أن "القرار يتعلق بجانب بغداد، كون تلك المناطق خاضعة لسيطرتها"، محذراً من "خطورة تلك المناطق والفراغ الأمني فيها، والذي يستغل بتنفيذ أعمال العنف".

 وتجري القيادات الكردية، لقاءات واتصالات مع مسؤولين أميركيين، لأجل الضغط على بغداد، بغية التوصل لتفاهمات مشتركة لمنع استهداف أمن إقليم كردستان، وأجرى رئيس حكومة الإقليم، مسرور البارزاني، أمس الأربعاء، لقاء مع السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر، بحث خلاله القصف الأخير على أربيل ومجريات التحقيق لكشف الجهات المسؤولة.

وقال البارزاني، في تغريدة له: "أجريت محادثات مثمرة مع تولر، ناقشنا التحقيق في الهجوم الإرهابي الذي استهدف أربيل الأسبوع الماضي، وضرورة تقديم الجناة إلى العدالة".

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، أبدى عدم ثقته بوعود حكومة بغداد لأربيل، في ظل وجود فصائل "الحشد"، والتي ترفض تطبيق أي تفاهمات لا تصب بمصلحتها، وقال شنكالي لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تقارباً كبيراً وزيارات متبادلة بين وزارتي الدفاع العراقية والبيشمركة ولقاءات مشتركة بشأن تشكيل مناطق مشتركة، لكن اليوم على الأرض فصائل الحشد هي صاحبة النفوذ في تلك المناطق وهي صاحبة القرار".

وأكد أن "تلك الفصائل ترفض  تشكيل أي قوات مشتركة، وحتى لوجود البيشمركة بأي منطقة من المناطق المتنازع عليها"، مؤكداً أن "الفصائل ستقف بوجه أي تقارب، وأن ما يحصل في سنجار يثبت وقوف تلك الفصائل بوجه أي تقارب بين بغداد وأربيل، ومنع أي اتفاق لا يصب في مصلحة تلك الفصائل".

 

المساهمون