معركة "الشجاعية" بداية مرحلة جديدة للمقاومة في المواجهة

21 يوليو 2014
كأنه لبنان من جديد (أندرو بارتون/Getty)
+ الخط -
أجمع الاعلام الاسرائيلي على أن "معركة حي الشجاعية التي خاضها مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)، فجر أمس الأحد، تؤسس لمرحلة جديدة في المواجهة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية".
ورأى معلّق الشؤون الاستراتيجية، في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، اليوم الاثنين، أن "معركة الشجاعية دلّت على أن مقاتلي حماس، الذين واجههم الجيش، في هذه المعركة، يختلفون تماماً عن المقاومين، الذين صادفهم في الحملات البرية السابقة".
وجاء في مقال ميلمان، على موقع الصحيفة، أن "التفوق التكنولوجي لجيشنا وقوة النار الهائلة التي في حوزته، لم تردع مقاتلي حركة حماس، ولم يزهدوا في مواجهته، بل قاتلوا بجرأة وتصميم كبيرين". وانضم ميلمان إلى عدد كبير من المعلقين الإسرائيليين الذين اعتبروا معركة الشجاعية  أشرس مواجهة يخوضها الجيش الإسرائيلي، منذ حرب لبنان الثانية 2006. من ناحيتها، رأت صحيفة "هآرتس" أن "معركة الشجاعية تؤكد أن العملية العسكرية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، قد تحوّلت إلى حرب حقيقية".

وذكرت في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، أن "هناك ما يؤشر على أن إسرائيل تتجه إلى التورّط في القطاع، تماماً كما تورطت في لبنان عام 1982، عندما أعلنت في البداية أن الحديث يدور عن حملة عسكرية لأيام محدودة، وانتهت بالتورّط في المستنقع اللبناني لأكثر من عقدين من الزمن".
وحذّرت الصحيفة من أن "رغبة إسرائيل الماسة في إيجاد صورة تعكس نصرها في المعركة، يُمكن أن تُفضي إلى إعادة احتلال القطاع، وسيتحوّل حينها إلى مستنقع يلتهم جنود الجيش الإسرائيلي". ولفتت إلى أن "إسرائيل تدرك أنها شرعت في هذه الحملة، وهي تحظى بتأييد ودعم عربي ودولي"، لكنها استدركت أنه "في ضوء المشاهد التي ينقلها الإعلام العالمي، والتي تشير الى أن الجيش الإسرائيلي يرتكب فظائع ضد المدنيين، فإن التأييد الدولي سيتلاشى".
وخلصت الصحيفة إلى القول إنه "يتوجب على الحكومة الإسرائيلية، مساعدة الوسطاء الذين يتدخلون لإنهاء الحرب، وألا تتردد في منح سكان غزة تسهيلات اقتصادية".
وعزا المعلق العسكري، في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، مقتل العدد الكبير من الجنود الاسرائيليين في الشجاعية، إلى "افتقاد جيش الاحتلال القدرة على مفاجأة مقاتلي القسام". وذكر في مقاله، اليوم الإثنين، أن "العمليات العسكرية استنفدت ذاتها، والجيش الإسرائيلي لا يملك معلومات استخباراتية مناسبة، حول الأنفاق الحربية، التي حفرتها حماس، والتي تشكل تهديداً كبيراً للجيش".
من ناحيته، حذر الصحافي، يوسي فيرتير، من انهيار معنويات المجتمع الإسرائيلي بسبب الخسائر في صفوف الجيش. وأشار إلى أن "هذا المجتمع غير قادر على تحمّل وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش". وأشار، في مقاله، في "هآرتس"، اليوم الاثنين، الى أن "المجتمع الإسرائيلي مجتمع مرفه، يريد حسماً عسكرياً كاسحاً وسريعاً، لكنه في الوقت ذاته غير مستعد لدفع ثمن كبير مقابل تحقيق هذه النتيجة".
وأوضح أن "المعارضة التي أبداها (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، لشنّ حملة برية، في البداية، جاءت لإدراكه حجم الخسائر، التي يمكن أن يتكبّدها الجيش الإسرائيلي في هذه الحملة". وحذّر من "احتمال إعطاء نتنياهو الأوامر بتوسيع وتعميق الحملة البرية في القطاع، حتى لا تظهر القيادة الإسرائيلية كقيادة مترددة، مما يكرّس الانطباع بأن حركة حماس حققت إنجازاً كبيراً".
وأعلن الباحث في قسم دراسات الشرق الأوسط، في جامعتي "تل أبيب" و"بار إيلان"، يهودا بلنغا، أن "حركة حماس لا يمكنها الموافقة على تجريدها من السلاح، وكل من يتحدث بثقة عن هذا الأمر، لا يعرف عما يتحدث".
وأوضح بلنغا، في مقال نشره موقع "أن أر جي"، اليوم الإثنين، أن "إسرائيل سبق أن أعلنت أن هدف كل حملاتها العسكرية، التي شنّتها على قطاع غزة منذ 2004 وحتى الآن، يتمثّل في وقف إطلاق الصواريخ وإلحاق ضربة قوية بحركة حماس". وأضاف "لم تفشل إسرائيل في تحقيق هذا الهدف فقط، بل إن حركة حماس تمكنت من ترميم قدراتها، وأصبح لديها القدرة على إطلاق صورايخ ذات مدى أبعد مما كان في السابق".


وهاجم الكاتب، بن كاسبيت، في مقاله في صحيفة "معاريف"، كلاًّ من نتنياهو ووزير الدفاع، موشيه يعالون، لأنهما "أعطيا الانطباع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه، أمس الأحد، أن نهاية الحرب وشيكة". ودعا كاسبيت نتنياهو، الى مواصلة الحرب، معلناً أن "من لا يستطيع تحقيق نصر في هذه الحرب، ليس له الحق في الوجود في هذه المنطقة".
وتابع: "الكارثة التي ألمّت بنا هو أننا بتنا نظهر ضعفنا وترددنا، وهذا ما تبني عليه حركة حماس"، لافتاً إلى أن "ما يغري حماس على مواصلة القتال، هو إدراكها أن إسرائيل غير معنية بمواصلة الحرب حتى النهاية".
وفي سياق متصل، اعتبرت "معاريف" أن "موقف نظام الجنرالات في القاهرة يمنح إسرائيل هامش مناورة، لمواصلة الحرب على حماس". وأشارت الصحيفة إلى أن "(الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي، معني بانهيار حكم حركة حماس في غزة، لذا فهو يصر على أن تكون مصر في صورة أي اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، وهو معني بأن تفضي أية تهدئة إلى تقليص هامش المناورة أمام الحركة".
وجزمت أن "السيسي، وبخلاف (الرئيس المصري المخلوع حسني) مبارك، شنّ حملة كبيرة على حركة حماس، وحرص على المس بشريان الحياة لجهازها العسكري المتمثل في الأنفاق، التي يتم عبرها تهريب السلاح والتقنيات القتالية". واعتبرت أن "رفض حماس المبادرة المصرية، عمّق التحالف بين إسرائيل ونظام الجنرالات في القاهرة".

المساهمون