عباس يتدخل لدى السيسي لعقد اجتماع مصالحة فلسطيني بالقاهرة

20 سبتمبر 2014
خلال توقيع المصالحة بغزة في أغسطس (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

تضاربت الأنباء بشأن اعتذار القاهرة عن استضافة لقاء للمصالحة الفلسطينية مقرر عقده في الأيام المقبلة بين حركتي "حماس" و"فتح"، بعد نفي كل من القاهرة ومسؤول ملف المصالحة في "فتح" عزام الأحمد وجود رفض أو اعتذار عن اللقاء.

غيرّ أن مسؤولاً فتحاوياً أبلغ "العربي الجديد" في غزة، أن جهاز المخابرات المصري اعتذر عن عقد اللقاء على الأراضي المصرية، ثم عاد وأكدّ أن الرئيس محمود عباس تدخل في الأمر وطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقد اللقاء في القاهرة، وأنهم ينتظرون القرار النهائي.

وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، محمد نزال لصحيفة "الرسالة" التي تصدر في غزة، إن القاهرة اعتذرت بشكل رسمي عن استضافة لقاءات الحوار بين الحركتين، بحسب ما تم إبلاغ الحركة به عن طريق عزام الأحمد.

من جهته، قال الأحمد رداً على نزال إنهم لا يزالون في انتظار "رد الأخوة المصريين على استضافة لقاءات الحوار مع حركة حماس"، مؤكداً في بيان أن "موقفنا ثابت بأن تبقى مصر الراعية للمصالحة الفلسطينية بغض النظر عن موقفها من حركة "حماس"، وذلك لما فيه مصلحة لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وبأننا حرصاء على تطوير وتعميق علاقات الأخوة المصرية الفلسطينية".

وكان مسؤول فتحاوي، طلب عدم ذكر اسمه، قال لـ"العربي الجديد" إن الأحمد، طلب من الاستخبارات المصرية السماح بعقد اجتماع حركته مع "حماس" في القاهرة، ليظهر وكأن اللقاء تحت رعاية مصرية، لكنّ الاستخبارات رفضت ذلك الطلب فوراً.

وأوضح المصدر نفسه، أنّ اللقاء الذي كان مقرراً عقده في لبنان أو مصر أو غزّة، تقرر عقده رسمياً في غزّة، بعد فشل جهود عقده في مصر واستبعاد بيروت لأسباب غير معروفة. وسيناقش اللقاء ملفات المصالحة والخلافات التي طفت على السطح عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي.

وأشار المصدر إلى أنّ السلطات المصرية لا تزال ترفض أيّ تعامل أو تواصل مع حركة "حماس"، وأن آمال خفض حدّة التوتر التي ظهرت أخيراً بين الجانبين تبدو غير صحيحة، مؤكداً أنّ السلطات المصرية وجهاز الاستخبارات تحديداً نفضوا يدهم نهائياً من ملف المصالحة الفلسطينية.

لقاء في غزّة خلال يومين!

في ظل هذا التضارب، أكّد عضو اللجنة المركزية ومفوض التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" محمود العالول لـ"العربي الجديد" وجود "إشكالية ما بين "حماس" والقاهرة"، مرجّحاً أن يلتقي الوفد الخماسي الفتحاوي مع حركة "حماس" في قطاع غزة خلال اليومين المقبلين.

ورد العالول على سؤال لـ"العربي الجديد" عما إذا كان هناك اعتراض من القاهرة على استضافة بعض قيادات "حماس" بالقول "نعم توجد إشكالية ما بين حماس والقاهرة، ونسعى لتطبيع هذه العلاقة، ونبذل جهداً مع المصريين للسماح لقيادة "حماس" بالحضور الى القاهرة من أجل الحوار".

ولفت العالول الى إن "المكان مسألة هامة، ومن المرجّح أن يكون اللقاء في قطاع غزة، وبما أن قيادة "حماس" منتشرة في أكثر من موقع ونريد الحوار مع أكثر من طرف من "حماس" لأجل الإجماع، فنسعى لأن يكون اللقاء في القاهرة أو بيروت، لكن من المرجح أن يكون المكان في قطاع غزة"، مشدداً على أن "الموعد أو المكان لم يُحدَدا حتى الآن بشكل نهائي".

وأكد العالول "أن "فتح" وضعت أجندة حول القضايا التي لا بد من بحثها، وقبل بدء الحوار قامت بإرسال أسئلة هامة لـ"حماس" للحصول على إجابات واضحة بشأنها"، لافتاً "إلى أنه لن يكون هناك حوارات طويلة الأمد مع "حماس" مثل السابق".



أجندة اللقاء

وعن الأجندة التي ستُطرح خلال اللقاء بين الحركتين، قال العالول: "أولاً قرار الحرب والسلم الذي يجب أن يكون عليه توافق وطني وليس مرهوناً بيد فصيل بعينه، ثانياً علاقة "حماس" بالتنظيم الدولي لـ"الإخوان المسلمين" أو بأطراف إقليمية، فلا بد من حسم الموضوع، فنحن لا نريد أن نقطع أحد بأحد ولكن لا بد من الجميع أن يدرك أولويته أين هي، وثالثاً موضوع إعمار قطاع غزة، ورابعاً البحث ببعض التصرفات غير المقبولة من "حماس" ضد أبناء "فتح" مثل الإقامات الجبرية والإعدامات خارج القانون وإطلاق النار، فضلاً عن التصرفات التي لها علاقة بمصادرة مواد الإغاثة وعدم الوصول إلى مستحقيها".

وحول إمكانية طرح سلاح المقاومة كموضوع للنقاش من باب وجود رجل أمن واحد في قطاع غزة، ردّ العالول أنّ "سلاح المقاومة لا يمكن أن يكون مدار بحث الآن إلى أن ننتهي من الاحتلال وننال حريتنا واستقلالنا ويكون لنا دولتنا الفلسطينية، فسيكون سلاح هذه الدولة فقط".

اجتماع قريب حول اتفاق الهدنة

أما عن مفاوضات تثبيت إطلاق النار بين الوفد الفلسطيني الموحّد والاحتلال بوساطة مصرية، أوضح عضو اللجنة المركزية في "فتح" أن "اتصالات تجري بين المصريين والأطراف المعنية بما فيها إسرائيل بشأن المفاوضات لاستكمال الملفات التي لم تبحث بهذا الشأن، لكن حتى الآن لم يتم توجيه دعوة رسمية بهذا الخصوص".

وبحسب العالول، فإن الوفد الفلسطيني الموحّد ينتظر نتائج الاتصالات بين المصريين والإسرائيليين، مؤكداً "أن اللقاء بين الوفدين سيتم قريباً قبل الموعد النهائي في 26 سبتمبر/أيلول الحالي".

وعلى الصعيد السياسي ومشروع قرار إنهاء الاحتلال بسقف زمني محدد يتم تقديمه أمام مجلس الأمن، لفت العالول الى أن "هناك تسويفاً أميركياً منذ عقدين، وحالياً تقوم الولايات المتحدة بالتأثير سلباً على مشروع القرار حتى لا يتم تأييدنا، إضافة لعقد تحالفات ضد "داعش" ووضعها كأولوية على حساب تجميد القضية الفلسطينية والتهرب من إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة".

وأكد "اننا سنذهب إلى مجلس الأمن وفي حال تم إعطاؤنا شيئاً سيكون الأمر جيداً، وإذا لم يحصل فسنقود الأمور إلى حافة الهاوية، ونحن جاهزون لإنهاء كل شيء في المعادلة القائمة، وسنقطع كل العلاقة مع الاحتلال وسننهي التزاماتنا تماماً". وأعلن أنّ "الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد تحركاً فعلياً في هذا الاتجاه، وتحديداً على صعيد المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف العالول "سنتوجه إلى كل منظمات الأمم المتحدة وإلى المحكمة الجنائية الدولية، وسنمارس سيادتنا بكل ما نستطيع من جهد على أرضنا، وسنقاوم ميدانياً انتهاكات الاحتلال، وبذات الوقت ندرك أن إسرائيل لن تسكت، ولكن لم يعد لدينا صبر على هذا الاحتلال، فلا يوجد ما نخشاه ولا يوجد أسوأ مما يعيشه الشعب الفلسطيني على الإطلاق".

المساهمون