جيش الاحتلال يطالب حكومته بحسم قرار العدوان

29 يوليو 2014
كلما طال العدوان تكبّد الاحتلال خسائر (جاك غيوز/فرانس برس/getty)
+ الخط -
ساهمت الخسائر التي يتكبدها الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة، رغم المجازر التي يرتكبها بحق أهالي القطاع، في إحداث خلافات بين المستويين العسكري والسياسي داخل دولة الاحتلال؛ وفيما أكد محللون إسرائيليون وجنرالات سابقون أن الجيش قد استنفد في مرحلة العدوان البري، العمليات والأهداف المطلوبة منه، نقل موقع "يديعوت أحرونوت" اليوم، عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله إنه لم يعد أمام الجيش، في ظل الأهداف الحالية، الكثير ليفعله، وإنه آن الأوان كي يتخذ المستوى السياسي قراراً واضحاً، سواء لجهة مواصلة العدوان وتوسيع الحرب وسلم الأهداف، أو لجهة وقف الحرب والذهاب إلى اتفاق وقف إطلاق نار. 

وقال الموقع إن هذه التصريحات جاءت بعدما أقرّ جيش الاحتلال بمقتل 10 جنود خلال اشتباكات مع المقاومة أمس، فيما كانت المقاومة ذكرت أنها قتلت 16 جندياً إسرائيلياً. 

وأعلن المصدر العسكري أنه ليس مهماً الاسم الذي تطلقه الحكومة على ما يحدث، فهو بالنسبة إلى الجنود أنفسهم حرب بكل معنى الكلمة، وإن تغيرت المسميات، وأن المسؤولية التي تقع على عاتق الجيش والقيادة هي إدارة المعركة بالشكل الصحيح والمطلوب، وليس وفق أهواء الجمهور العام "فلسنا أمام برنامج تلفزيوني يبحث عن الشهرة والمتابعة"، بحسب المصدر نفسه. 

وأضاف المصدر العسكري، الذي لم تكشف عن هويته الصحيفة، أنه على الرغم من التصريحات المختلفة، غير أن الواضح أنه "حتى بعد انتهاء الحرب، لن نتمكن من العثور على كافة الأنفاق التي حفرتها المقاومة، لكننا نقوم بالقضاء على قدرة الفلسطينيين، في استخدام هذه الأنفاق".

في المقابل، قال المحلل العسكري في "هآرتس"، أمير أورن، إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بات في وضع لا يقدر فيه على اتخاذ القرار اللازم لوقف الحرب، مشيراً إلى  أن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها المستوى العسكري والجيش من تنفيذ كافة المهام المطلوبة منه، وما يقوم به الجيش هو عملياً مناورات لتوفير الوقت اللازم على المستوى السياسي، فيما يتزايد عدد القتلى الذين يسقطون في القتال.

وأضاف أورن أن رئيس الأركان، الجنرال بني غانتس، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش، يوسي ترجمان، أوضحا أن مسألة الأنفاق يمكن إنهاؤها بسرعة وخلال وقت قصير، ويمكن معالجتها على مهل وفقاً لقرار المستوى السياسي، وأنه لمدة تصل إلى سبعة أيام، يستطيع الجيش توفير غطاء عسكري عملياتي للوقت السياسي المطلوب. 

واعتبر المحلل العسكري أنه على الرغم من أن ذلك يبدو على الورق وفي المخططات العسكرية أمراً مفهوماً، غير أنه يعني على أرض الواقع المزيد من دماء الجنود الذين يسقطون في ميادين القتال. وأشار إلى خشية نتنياهو من اليمين الإسرائيلي. واستدل على ذلك بعدم حضور نتنياهو، أمس، جلسة كتلة "الليكود" في الكنيست، بسبب الانتقادات التي يوجهها وزارء وأعضاء في الكنيست من "الليكود"، مطالبين إياه بعدم الموافقة في المرحلة الحالية على وقف إطلاق النار، وتصعيد العمليات العسكرية في القطاع.