الزهار: حكومة الوفاق فشلت ونفكّر في البدائل

18 سبتمبر 2014
الزهار: يجب انتزاع الحق الفلسطيني(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، محمود الزهّار، أن حركته ستفكر في البدائل عن حكومة الوفاق الوطني، بعد انتهاء مدّتها القانونية، التي اتفق على أن تكون ستة أشهر، في مفاوضات المصالحة مع حركة "فتح".

وأشار الزهار، في لقاء مع الصحافيين نظّمه منتدى الإعلاميين بغزة، اليوم الخميس، إلى أنّ حكومة الوفاق الوطني، فشلت في تحقيق ما يجب عليها تنفيذه، ووصفها بـ"حكومة الفشل"، لأنّها لم تحقق شيئاً واحداً مما يجب أن تقوم به.

وقال الزهار "إننا لا نستطيع ترك الشعب الفلسطيني رهناً لمن لا يستطيع أن يحقّق لهم أي إنجاز.. نريد توفير بديل لهذه الحكومة تقوم بعملها لخدمة الناس"، مؤكداً وجود لقاء مع حركة "فتح" في وقت قريب، يتطرّق إلى قضيّة الحصار على غزة والقضايا غير السياسية.

وفي سياق آخر، ردّ الزهار على سؤال لمراسل "العربي الجديد" حول الدمار الكبير في غزة، والتعنّت الإسرائيلي في إدخال مواد بناء إعمار القطاع بالقول: "كلّ ما هُدم في غزة سيتم بناؤه مجدداً، رغم كل الدمار شعبنا قوي وقادر على الاستمرار في مقاومته ولن يخضع لأيّ ابتزاز".

وأضاف أنّ "الاحتلال يحاول الإبطاء في إدخال مواد البناء، من أجل الترويج لهزيمة المقاومة الفلسطينيّة"، لافتاً إلى أنّ "هناك قراراً إسرائيلياً بإدخال مواد البناء، لكنّ دولة الاحتلال تحاول جاهدة استرداد جزء من كرامتها التي أهدرت، بعد هزيمتها العسكرية وعدم تحقيق أهدافها".

وأوضح أنه "من حقّ الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه في أيّ لحظة، لكنّ المراقب للشأن الإسرائيلي في جميع المستويات، يدرك أن القريب القادم غير مقبل على حرب"، لافتاً إلى أن ما حدث ووفق المعايير الإسرائيلية يعتبر نصراً للمقاومة الفلسطينية.

وأشار الزهار إلى أن المقاومة الفلسطينية، استطاعت ضرب نظرية الأمن القومي الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، وشلّت حركته على المستويات كافة، مما يُعدّ إنجازاً كبيراً وهاماً، مؤكداً أن إسرائيل لم تحقّق أياً من أهدافها التي وضعتها في العدوان على قطاع غزة.

وأكد أنّ الاحتلال الإسرائيلي اعتاد أن تكون حروبه خاطفة، لساعات أو لأيام، لكنّه لم ينجح في فرض هذه المعادلة على القطاع الذي فرض عليه حرب استنزاف كانت الأطول، والتي قدمت المقاومة خلالها العديد من المفاجآت والعمليات النوعية والجديدة.

وأشار القيادي البارز في "حماس" إلى أنّ "البعض يقول إنّ المقاومة الفلسطينية هُزِمت، ولم تحقّق أيّ إنجازات، وأنها جلبت الدمار للشعب الفلسطيني ومواطني قطاع غزة، لكنّ المعطيات كافة تثبت عكس هذه الافتراءات والادعاءات غير الصحيحة، والمتابع للشأن الإسرائيلي يمكنه أن يدرك حجم الضرر الذي لحق بالكيان الإسرائيلي خلال وبعد الحرب".

وأوضح الزهار أن نتائج الحرب غير مرتبطة بحجم الدمار وأعداد الضحايا والشهداء، وقال: "في الحرب العالمية الثانية لم يبق في لندن بيت واحد، وقامت ألمانيا بتدمير كل مدن أعدائها، ومع ذلك هُزمت ألمانيا، لأن الأمر مرتبط بدرجة التأثير المرحلية والتكتيكية والاستراتيجية".

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم خلال عدوانه نظرية "القوة الباطشة" وقتل خلالها الأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، بهدف إيلام المقاومة الفلسطينية، لكن ذلك الوجع لم يمنع برنامج المقاومة من الاستمرار في ظل أصعب الظروف.

وأكد تآكل المبرر الأخلاقي لقيام دولة الاحتلال لدى فئة كبيرة من الأحرار حول العالم، وقال: "عندما تأتي اللحظة المناسبة للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين واسترداد الحقوق الفلسطينية، سنجد الكثير إلى جانبنا"، مبيناً أن تفوق إسرائيل العسكري في الطائرات والدبابات والراجمات والزوارق لم يحسم المعركة.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية غطت بصواريخها نحو 90 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، موضحاً أنه أصبح لزاماً على المقاومة في الضفّة الغربية، أن تتمثّل بالمشهد الغزي، وقال: "من الجريمة منع الضفّة من المقاومة وتحقيق أهدافها".

وفي ما يتعلق بإنجازات المقاومة الفلسطينية وخسائر الاحتلال، قال: "أتحدّى العدو الإسرائيلي أن يفصح عن عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في المعركة، التي يدّعي أنه قُتل فيها 73 جندياً وجرح 1500"، مبيناً أن النسبة غير منطقية، وأنّ عدد القتلى الإسرائيليين خلال الأسبوعين الأولين تجاوز 400 قتيل، منهم 120 قتلوا قنصاً".

وشدّد الزهار على ضرورة تكوين علاقات طيبة مع الدول العربيّة والإسلاميّة وكل مكوّنات العالم العربي والإسلامي، خصوصاً أنّ الشعب الفلسطيني بحاجة لدعم الجميع، مشيراً إلى ضرورة أن يتم توجيه كل الرصاصات من أجل تحرير فلسطين، وانتزاع الحق الفلسطيني.

المساهمون