سأنامُ مُبكِّراً في ليلتي الأخيرة

سأنامُ مُبكِّراً في ليلتي الأخيرة

21 يوليو 2021
شاكر حسن آل سعيد/ العراق
+ الخط -

دُخّانيّة

وحيدينَ
نركلُ القنابلَ
المُسيّلةَ للدُّموعِ
هذهِ كرةُ القَدَمِ الّتي نعرفُها
مِنّا مَنْ يركلُها بالقَدَم
ومِنّا بالرّأس
هذهِ كرةُ القدمِ الّتي
تقتلُنا
لمْ تكُن مدوّرة.
نلعبُها بأعدادٍ هائِلَة
وبفريقٍ كبير
ولساعاتٍ طويلةٍ
دونَ مللٍ أو نتيجة
لم نجدْ سِواها مُتعةً.
...
الموتُ لعبةٌ لا تنتهي.


■ ■ ■


عائلة

في هذهِ العتمة
حلمتُ بعائلةٍ صغيرة
كلبٍ صغير
وغرابٍ
وأنا
نلعبُ الغمّيضة كلَّ ليلةٍ
في أزقّة حيّنا.
نتناولُ الذُّرة السّاخنة
ونشاهدُ الرّسومَ المتحرّكةَ
عائلةٌ فقيرةٌ فحسب
خاليةٌ مِن صُداعِ الزّوجات
طالما الزّوجات تتبدّدُ عقولهنّ
ويصبحنَ آلاتِ إزعاجٍ 
بعدَ أوّلِ قطرةِ دمّ.
ينتهي موسمُ الحبِّ الطازج
الحبُّ يُسلَقُ بقطراتِ الدّم
الحبُّ كائنٌ قصيرُ العُمر
يمرضُ سريعاً
ثمّ يموت.


■ ■ ■


أوجاعُ الشّتاءِ

أستمعُ لكريم منصور وليلتهِ الأخيرة 
وأضحكُ ببلاهةٍ ربّما لأنّها ليستْ الأخيرة لي
الضَّحكُ سِمةُ الحزانى
ربّما في ليلتي الأخيرة سأنامُ مُبكراً
وأنيقاً
وأغطّي أوجاعي وأعدّ لهنّ الفطور
لأنّي عوّدتهن على صباحاتٍ كلاسيكيّة
عندما أرحلُ سيكملنَ المسيرَ
ويحضرنَ جنازَتي
ويبكينَ عليَّ
لا أريدُ بُكاءهنّ
أخافُ عليهنّ من النّفاد
أوجاعي عجائزُ جنوبيّات
في كلّ صباحٍ يُشعلنَ تنّورَ الخيباتِ
ويعدَّنَ أرغفةَ البؤسِ
ويرافِقْنَني.
...
لقد أصبحتُ جَداً
فأوجاعي أنجبَتْ
لديهنّ أوجاعٌ صِغار
يلعبنَ في باحةِ قلبي
ويشربنَ حسراتٍ طازَجة
كلَّ صباحٍ أوصلهنَّ إلى المدرسة
ليتعلّمنَ البقاء على قيدِ قلبٍ
أوجاعي خالدةٌ
سيكملنَ المسيرة.


■ ■ ■


مشيئةُ العائلة

ما الذي يقنعُهم بموتي؟
وهُم يُحضّرونَ لي الطّعام
وأكوابَ الشّاي
ويوقِظونَني كلَّ صباحٍ
ربّما لأنّني لم أرتدِ الأبيضَ
أو لمْ أكُن على هيئةِ زجاجةِ حليبٍ
ولم تُنخَرْ عينايَ
ولم يصبِح وجهيَ سندويشاتٍ للنّملِ
لم يقتنِعوا بموتي
ما دمتُ أتحرّكُ أمامَهم 
أو ربَّما لأنّهم مثلي
كلّنا نعيشُ داخلَ هذا القبرِ المُضيء.
...
لا فرقَ
لا فرقَ بينَنا وبين روّادِ فضاءِ وادي السَّلام
إلّا بياضُ الملابس.


* شاعر من العراق

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون