جاووش أوغلو: أنقرة لم تتخلَ عن المعارضة المصرية وطلبت عدم التشدد

جاووش أوغلو: أنقرة لم تتخلَ عن المعارضة المصرية وطلبت عدم التشدد في خطابها

21 ابريل 2021
جاووش أوغلو: يجب التصرف ببراغماتية مع متغيرات العالم (الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، أن أنقرة لم تتخلَ عن المعارضة المصرية في الفترة التي تشهد تطبيع العلاقات مع القاهرة، كاشفاً أنه جرى الطلب من المعارضة المصرية بعدم التشدد بخطابها من قبل بدء خطوات التطبيع، مؤكداً أن وفداً تركياً يزور مصر الأسبوع الأول من مايو/أيار المقبل.

جاء ذلك في مشاركة لجاووش أوغلو بحوار مباشر على قناة "خبر تورك" التركية، أفاد فيه أن "الرئيس رجب طيب أردوغان أعطى تعليماته بعد فترة من انقطاع العلاقات مع مصر بأن يتم التواصل على مستوى وزارات الخارجية، وكانت هناك لقاءات مع الوزير المصري سامح شكري في مؤتمرات دولية، وكان هناك اتفاقات مبدئية بعدم عمل الدولتين ضد بعضهما البعض في المحافل الدولية".

وأضاف أن العلاقات بين البلدين سادتها أجواء إيجابية، وكانت هناك دعوة لوفد تركي إلى القاهرة الشهر المقبل، وفي وقت لاحق يمكن الجلوس والحوار مع شكري والحديث عن تعيين السفراء.

الوزير التركي تطرق لوضع المعارضة المصرية في تركيا، رافضاً القول إن أنقرة تخلت عنها، مبيناً أن "تركيا منذ البداية تصرفت حيال الانقلاب بشكل مبدئي، وفي تركيا تتواجد بعض قوى المعارضة، وقبل خطوات التطبيع الحالية مع مصر كانت هناك مطالب تركية من المعارضة بالابتعاد عن التشدد، وهو أمر يشمل مصر وبقية الدول".

وتابع القول متحدثاً عن المعارضة المصرية والعلاقة مع الإخوان المسلمين في مصر، مبيناً أن "تركيا تنطلق من مبدأ عدم التشدد في حديثها مع الإخوان المسلمين وغيرهم، وتركيا تبني علاقاتها مع الدول بالشكل الأمثل وفق الحكم القائم في هذه الدول، وأنقرة كانت ضد الانقلاب، ليس لأنها تدعم الإخوان المسلمين، ولو كان آنذاك الرئيس عبد الفتاح السيسي في السلطة وحصل انقلاب عليه لكانت تركيا ستقف ضد الانقلاب أيضاً، فالعلاقات مع النظام السابق كانت جيدة".

ورفض جاووش أوغلو أن يكون "محدد العلاقة التركية مع الدول العربية هو الإخوان المسلمون، وهو ما وضح في العلاقات مع الدول العربية في المغرب وتونس وغيرها، حيث أن العلاقات هي مع الدولة وليس مع الإخوان المسلمين، ولكن في الوقت نفسه ترفض تركيا تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، بل هي حركة سياسية تسعى للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات".

وحول سبب لجوء تركيا إلى سياسة خارجية براغماتية مؤخراً حيال دول المنطقة وأوروبا واليونان؛ قال جاووش أوغلو: "اليوم يتغير العالم وهناك تغيرات في المنطقة، وهو ما يؤدي إلى تغيرات في السياسة الخارجية، ويجب أن تكون تركيا مبادرة من أجل حل النزاعات والتوسط لإنهاء الخلافات، وبالوقت نفسه تعمل تركيا على أن تكون قوية في الميدان وتمارس سياسة إنسانية خارجية حيال اللاجئين".

وتابع: "يجب التصرف ببراغماتية مع متغيرات العالم، ولكن وفق تحرك مبدئي يؤدي إلى تحقيق الصداقة في العلاقات الدولية، تركيا لم تكن وحيدة أبداً، وليس هذا ما يدفعها لتغيير سياستها الخارجية، بل سبب هذه المتغيرات البراغماتية هي المتغيرات الدولية".

وأكد أن "الحوار مع مصر ليس عبر الإعلام بل بشكل مباشر، في حال اتفقنا مع مصر شرقي المتوسط هذا سيكسبها 40 ألف متر مربع، واحترمت مصر الحدود البحرية التركية، وفي حال حصل توافق مع الجانب المصري يمكن توقيع الاتفاق مع مصر بما يحقق مصالح لها".

وفي وقت سابق من اليوم، قدّم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مشروع قانون للبرلمان التركي من أجل تشكيل لجنة للصداقة البرلمانية مع مصر.

وكانت أزمة إغلاق سفينة "إيفر غرين" قناة السويس، الشهر الماضي، قد تركت أثراً في تحسن العلاقات، بعد أن عرض وزير الخارجية التركي على نظيره المصري مساعدة تركيا في جهود تعويم السفينة العالقة، وكان الرد المصري لاحقاً بالشكر والمباركة بحلول شهر رمضان المبارك.

لا اعتراف بانتخابات النظام السوري
وردا على سؤال حول موقف أنقرة من إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، قال الوزير التركي "الانتخابات التي يجريها النظام بالتأكيد هي انتخابات غير عادلة وغير نزيهة وغير شرعية، بل يتوجب أن تكون الانتخابات بمشاركة جميع السوريين خارج البلاد وداخلها وبمشاركة الحكومة والمعارضة، وهذا الطريق يمر عبر الدستور".
وأضاف "النظام يحاول مجددا التهرب من التزاماته والمبادئ التي تم الاتفاق عليها مع المعارضة، وهذه الانتخابات من المؤكد أنه لن يعترف بها أي أحد باستثناء دول قليلة جدا، فالمجتمع الدولي دعم الحل السياسي في البلاد، وعلى النظام أن يدرك أنه لا حل عسكري، بل الاهتمام بالحل السياسي، وبعد ذلك تكون الانتخابات مشروعة، ويتم تسجيل الناخبين فيها بشكل جيد".
وشدد الوزير التركي بالقول "السوريون إخوتنا وجيراننا ولا يمكن قول الكلام نفسه للنظام الحالي، المطلوب دستور جديد وقوانين انتخابات جديدة، وبعد تأسيس التوافق الوطني يمكن عندها لأنقرة أن تؤسس العلاقات مع سورية، وحاليا لا يوجد أي اعتراف دولي مشروع بالانتخابات".
ويعتبر كلام جاووش أوغلو التعليق الرسمي التركي الأول على إعلان النظام قبل أيام إجراء الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، ودعوة المرشحين تقديم طلباتهم، كما طلب من السوريين في الخارج تسجيل أسمائهم للمشاركة بالانتخابات.

المساهمون