سعيد الأسيوطي.. طواف في الغزل والإنشاد

سعيد الأسيوطي.. طواف في الغزل والإنشاد

20 ابريل 2021
(من الحفل)
+ الخط -

تعلّم سعيد شاكر عبد الرحيم المعروف بـ"سعيد الأسيوطي" أصول الإنشاد الديني بداية التسعينيات بعد حفظه القرآن وتعلّمه مبادئ التجويد، وفق المقامات، وأسّس فرقته في مدينة الإسكندرية حيث يقيم فيها، مكوّنة من نجاح محمد، وصلاح كوثر، وحسن أبو رفاعي وغيرهم.

في الحفل الذي نظّمه "مركز الجزويت الثقافي" بالإسكندرية عند الثامنة والنصف من مساء أمس الاثنين، وبثّه افتراضياً على منصّاته الإلكترونية، افتتح الأسيوطي بقصيدة غزل لقيس بن الملوح "مجنون ليلى" التي يقول فيها: "أقول لأصحابي وقد طلبوا الصِلا/ تعالوا اصطلوا إن خفتم البرد من صدرِ/ فقالوا: نريد الماء نسقي ونستقي/ فقلت: تعالوا هاكم الماء من نهرِ/ قالوا وأين النهر، قلت مدامعي/ سيغنيكموا دمع العيون عن الحفرِ".

ثم أنشد قصيدة أخرى من الشعر العربي المعاصر لمانع سعيد العتيبة، ويأتي فيها: "ﻭعجبت من قلبي برق لظالم/ ويطيق رغم إبائه أن يخضعا/ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓالهوى/ قدر وليس بأمرنا أن يُرفعا/ والظلم في شرع الحبيب عدالة/ ﻣﻬﻤﺎ ﺟﻔﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤحبّ المولعا/ ولقد طربت لصوته ودلاله/ واحتلت اللفتات منه الأضلعا/ البدر من وجه الحبيب ضياء/ والعطر من ورد الخلود تضوّعا".

وانتقل بعدها الأسيوطي إلى إحدى أبرز القصائد المنتشرة في الصعيد المصري، التي تعدّ حاضرة في معظم الموالد والطقوس التي تقيمها الحركات الصوفية، وتُنسب إلى عالم اللغة الأزهري أحمد الحملاوي (1856 – 1928)، وتقول كلماتها: "الحب داء والوصال دواء/ والقرب من بعد البعاد شفاء/ والأنس بالأحباب أكبر لذّة". وعلى غرار شعراء المتصوفة، يتوجّه العشق إلى الذات الإلهية، كما في قوله: "يا صاح دع عنك الغرام فإنه/ داء دويّ ما إليه دواء/ واربأ بنفسك أن تميل مع الهوى/ إن الهوى للعاشقين بلاء".

وفي معظم ما يقدّمه من أشعار وابتهالات، القديم منها والحديث، يظهر الاختلاف في العديد من المفردات عبر استخدام مرادفاتها أو في ترتيب الأبيات، وهي مسألة ترتبط بانتقال هذا الموروث شفاهية، ما جعله يُحفظ في الذاكرة الشعبية بنسخ متعددة، وأن تجري الإضافة أو الحذف منه على مرّ الزمن.

كذلك أدى الأسيوطي من أغاني الفراق التي يرد في واحدة منها: "ليه يا حمام بتنوح ليه، فكرت عليا الحبايب، أنا قلبي مكوى ومجروح على فراق الحبايب، هجروني مع المجاريح في هواهم قلبي دايب، سجنوني وأخدوا المفاتيح، قالوا سجانك غايب. رقوا انظروا حالي، جسمي صبح بالي، على فراق الحبايب".

وختم الحفل بأول أناشيد الإسلام الذي لا يزال محفوظاً إلى اليوم، وبكلماته استقبل الأنصار في المدينة المنورة النبي محمد مردّدين: "طلع الـبدر عليـنا، مـن ثنيّـات الوداع/ وجب الشكـر، مـا دعــــا لله داع/ أيّها المبعوث فينا، جئت بالأمر المطـاع/ جئت شرّفت المديـنة، مرحباً يـا خير داع".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون