الاتحاد الأوروبي يبحث اليوم وضع نافالني المضرب عن الطعام في السجن

الاتحاد الأوروبي يبحث اليوم وضع نافالني المضرب عن الطعام في السجن

19 ابريل 2021
حذر الأطباء من أن نافالني قد يصاب بسكتة قلبية "في أي لحظة" (Getty)
+ الخط -

يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، عبر الفيديو، اليوم الإثنين، لبحث مصير المعارض الروسي أليكسي نافالني، المريض والمضرب عن الطعام في السجن، بعدما وجهت واشنطن تحذيراً إلى موسكو بأنها ستتحمل "عواقب" في حال وفاته.

وطلب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي أوضح، أمس الأحد، جدول أعمال هذا الاجتماع، لصحيفة "بيلد"، من السلطات الروسية، توفير "علاج طبي مناسب" بشكل "عاجل" لنافالني، نظراً إلى التدهور "المقلق جداً" في وضعه الصحي. كما طالب بتمكينه من "الوصول إلى أطباء يثق بهم".

وصدرت تصريحات مماثلة في اليوم نفسه عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي أبدى "قلقاً بالغاً" حيال وضع المعارض الصحي، محمّلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مسؤولية كبرى". ولوّح بفرض عقوبات أوروبية جديدة على روسيا، داعياً إلى "اتخاذ تدابير لضمان سلامة نافالني الجسدية، وكذلك إطلاق سراحه".

وكان الأميركيون والأوروبيون فرضوا عقوبات على روسيا، بعد تعرّض نافالني لعملية تسميم في أغسطس/آب الماضي.

وأعرب الاتحاد الأوروبي، الأحد، عن "قلقه الشديد" حيال صحة نافالني، ودعا وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، روسيا، إلى تمكينه من الوصول فوراً "إلى أطباء يثق بهم"، مطالباً بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عنه". وشدد على أن "السلطات الروسية مسؤولة عن سلامة نافالني وصحته في السجن".

نافالني مضرب عن الطعام منذ 31 مارس/آذار، احتجاجاً على ظروف اعتقاله السيئة، واتهم إدارة السجن بمنعه من الحصول على عناية طبية وأدوية

وتكثفت الضغوط على موسكو في الأيام الأخيرة، ولا سيما من قبل واشنطن. واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، أن مصير المعارض، البالغ 44 عاماً "غير عادل على الإطلاق".

وحذّر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الأحد، متحدثاً لشبكة "سي أن أن"، من أنه "ستكون هناك عواقب في حال وفاة نافالني".

وضع صحي "حرج"

وطالب أطباء مقربون من نافالني، السبت، بالسماح لهم برؤيته فوراً، محذرين من أنه قد يصاب بسكتة قلبية "في أي لحظة" بسبب وصول نسبة تركيز البوتاسيوم في دمه إلى مستوى "حرج". ودعوا إلى نقله فوراً إلى قسم العناية الفائقة.

ونافالني مضرب عن الطعام منذ 31 مارس/آذار، احتجاجاً على ظروف اعتقاله السيئة، واتهم إدارة السجن بمنعه من الحصول على عناية طبية وأدوية، في حين أنه يعاني من انزلاق غضروفي مزدوج، بحسب محاميه. وأكد أطباؤه، الأحد، أنهم منعوا من زيارته.

وهو محتجز في معسكر بوكروف على مسافة مائة كيلومتر شرق موسكو، الذي يُعتبر من أكثر السجون قسوة في روسيا. وأكدت زوجته يوليا، التي زارته الأسبوع الماضي، أنه خسر تسعة كيلوغرامات منذ بدء إضرابه عن الطعام.

وكتبت المتحدثة باسم المعارض كيرا يارميش على "تويتر": "العالم بأسره يتكلم عن أليكسي. وحده بوتين وأطباء السجن يتصرفون وكأن شيئاً لم يكن".

من جانبه، أعلن السفير الروسي في لندن أندري كيلين أن موسكو لن تترك المعارض "يموت في السجن"، متهماً نافالني بأنه "يريد جذب الانتباه".

ودعا أنصار نافالني، الروس، إلى الخروج إلى الشارع، الأربعاء الساعة 19,00 (16,00 بتوقيت غرينيتش)، في "أكبر تظاهرة في التاريخ الحديث" الروسي.

وستجري التظاهرة بالتزامن مع الخطاب السنوي الذي يلقيه بوتين أمام مجلسي البرلمان، وسيعرض فيه "الأهداف" الواجب تحقيقها لتنمية روسيا، كما سيتناول الانتخابات التشريعية في الخريف المقبل.

وكتب مساعد نافالني المقرّب ليونيد فولكوف على "فيسبوك": "يحظر بوتين صراحة كل نشاطات المعارضة في روسيا. وهذا يعني أن هذا التجمع يمكن أن يكون الأخير في البلاد لسنوات قادمة. لكن في مقدورنا تغيير ذلك".

وحتى يوم الأحد، سجّل حوالى 460 ألف شخص أسماءهم على موقع إلكتروني أنشأته المعارضة قبل بضعة أسابيع للراغبين في المشاركة في التظاهرة.

وجرت عدة تظاهرات معارضة، بين أواخر يناير/كانون الثاني ومطلع فبراير/شباط، في روسيا، شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص، قابلتها السلطات بالقمع مع توقيف أكثر من 11 ألف شخص.

من جهتها، طلبت النيابة العامة الروسية، الجمعة، تصنيف شبكة المكاتب الإقليمية التابعة لنافالني ومؤسسته لمكافحة الفساد، بأنها "منظمات متطرفة"، ما يعرّضها للحظر.

وتم توقيف نافالني فور عودته إلى روسيا في يناير/كانون الثاني، بعد قضائه خمسة أشهر في ألمانيا للتعافي إثر تعرّضه لعملية تسميم، يتهم الكرملين بالوقوف خلفها. وحُكم عليه بالسجن سنتين ونصف السنة، لإدانته بمخالفة شروط إطلاق سراحه في قضية اختلاس سابقة، في محاكمة ندّد بها باعتبارها مسيّسة.

وسيبحث وزراء الخارجية الأوروبيون خلال مؤتمرهم عبر الفيديو، الإثنين، أيضاً ملفي إثيوبيا وأوكرانيا.

(فرانس برس)

المساهمون