العراق: تجدد الاحتجاجات في الناصرية رغم إقالة المحافظ
العراق: تجدد الاحتجاجات في الناصرية رغم إقالة المحافظ
تجددت الاحتجاجات في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) جنوبي العراق، اليوم السبت، بعد أقل من 24 ساعة على استقالة محافظها ناظم الوائلي على وقع التظاهرات، وتعيين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، محافظاً جديداً.
وقالت مصادر محلية في الناصرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ متظاهرين تجمّعوا مجدداً قرب مبنى الحكومة المحلية، موضحة أنّ المحتجين رفضوا قرار الكاظمي بتكليف الأسدي محافظاً لذي قار، مشددين على ضرورة أن يكون المحافظ من أبناء المدينة.
وأصرّ المتظاهرون على مطلب الكشف عن جميع الجهات والأشخاص المتورطين بقتل المتظاهرين، مؤكدين أنّ الاحتجاجات ستستمر وتتمدد إلى كل أنحاء ذي قار إذا استمرت السلطات بتسويف المطالب.
وبيّنت المصادر ذاتها أنّ قوات مكافحة الشغب أطلقت النار وقنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين حاولوا الوصول إلى مبنى المحافظة، ما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين، مشيرة إلى قطع متظاهرين جسر النصر وسط الناصرية.
وأعلن الوائلي، مساء الجمعة، استقالته من منصبه، بعد 5 أيام من الاحتجاجات الدامية التي سبّبت مقتل وإصابة أكثر من 200 متظاهر بنيران قوات الأمن.
واستمرت ردود الفعل المحلية والدولية الرافضة لاستخدام القوات العراقية العنف المفرط في الناصرية.
وقال رئيس ائتلاف "الوطنية"، إياد علاوي، السبت، إنّ "أكثر من 200 شاب بين شهيد وجريح نزفوا الدماء وقدّموا الأرواح، مطالبين بالإصلاح في الناصرية الكريمة المضحية"، مشيراً، في تغريدة على موقع "تويتر"، إلى أنّ "القمع لم يُجدِ نفعاً منذ انطلاق المسيرات المليونية السلمية عام 2019، المتظاهرون لن يكترثوا لتلك الأساليب، وما على السلطات إلا الاستجابة لمطالبهم الوطنية".
اكثر من ٢٠٠ شاب بين شهيد وجريح نزفوا الدماء وقدموا الارواح مطالبين بالاصلاح في #الناصرية الكريمة المضحية .
— Ayad Allawi (@AyadAllawi) February 27, 2021
سياسات القمع لم تجدِ نفعاً منذ انطلاق المسيرات المليونية السلمية عام ٢٠١٩، المتظاهرون لن يكترثوا لتلك الاساليب وما على السلطات الا الاستجابة لمطالبهم الوطنية .
كذلك عبّر السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، عن قلقه العميق تجاه العنف المتصاعد في الناصرية، مؤكداً أنه يدين قتل المتظاهرين.
وتابع، في تغريدة: "لا مبرر لاستخدام الرصاص الحي بهذه الطريقة"، مرحّباً بإعلان الكاظمي إجراء "تحقيقات وهي جوهرية لتؤدي إلى العدالة بسرعة".
اشعر بقلق عميق تجاه العنف المتصاعد في #الناصرية. ادين قتل المتظاهرين - اذ لا مبرر لاستخدام الرصاص الحي بهذه الطريقة. ارحب باعلان رئيس الوزراءMAKadhimi@ اجراء التحقيقات وهي جوهرية لتؤدي بسرعة الى العدالة.
— Stephen Hickey (@sblhickey) February 27, 2021
وتوقع عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، استمرار التظاهرات في الناصرية، في ظل عدم وجود أي تطور في تقديم المشاريع الخدمية، موضحاً، في إيجاز صحافي، أنّ "السلطات لم تستجب لمطالب المحتجين، والطبقة السياسية لا تزال تتصارع فيما بينها داخل ذي قار"، بحسب قوله.
وأصدر متظاهرو "ساحة الحبوبي" في مدينة الناصرية، مساء أمس الجمعة، بياناً رفضوا فيه تكليف الأسدي منصب المحافظ، وأكدوا أنّ "استقرار المحافظة وهدوءها وإعادة الأمن إليها لا يمكن أن يتحقق إلا بإقالة الفاسدين فيها وتحقيق المطالب جميعها"، مشددين بالقول: "نرفض رفضاً قاطعاً تنصيب عبد الغني الأسدي محافظاً، ولو لساعة واحدة".
ودعوا إلى "إبعاد المحافظة عن المماطلة والتسويف، واختيار محافظ من أبناء المدينة يتمتع بكفاءة ونزاهة ووطنية واستقلالية".
