يتناول كتاب نادين باخص "الدّوائر المتّحدة المركز، دراسة نقدية في شعر نزيه أبو عفش" (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2014) الرؤيا الفلسفية (الوجودية والمسيحية) للشاعر وطرائق تعبيره عنها.
في الفصل الأوّل الذي يحمل عنوان "الفكر الوجوديّ في شعر نزيه أبو عفش"، تعرض الكاتبة لمحةً عن الوجوديّة لتستل منها أفكاراً مرتبطة بالأدب كالازدواجيّة والذّاتيّة واكتشاف الوجود؛ قبل أن تتناول الفكر الوجوديّ لدى أبو عفش (1946)، والموضوعات الوجوديّة في شعره.
في الفصل الثاني الذي يبحث في "مميّزات تجربة نزيه أبو عفش الشعريّة في ظلّ أثر الفكر الوجوديّ"، تقارب الباحثة بُعد الخطاب متعدّد المستويات واللّغة البسيطة في تجربته؛ ثمّ تتوقّف عند تراوح شكل قصيدة أبو عفش بين الشّعر والنّثر، كاشفةً مجموعةً من الظواهر الحاضرة في تجربته، كالأسلوب، والمعجم اللغويّ.
"لا إنسانيّة الإنسان في شعر نزيه أبو عفش"، عنوان الفصل الثالث، ويتضمن تحليلاً لشواهد تعرض لمقولة "الذاتيّة"، وأخرى تعرض لمقولة "الوجود لأجل الآخر". ويتبع هذا التحليل صورة الإنسان لدى صاحب "بين هلاكين"، في ضوء مفارقة ما هو عليه وما يجب أن يكون.
ونقع في الفصل الرّابع الذي يحمل عنوان "عصر الخواء في شعر نزيه أبو عفش" على محاور تتناول باخص فيها نصوصاً إشكاليّة من شعره وتأويلاته المختلفة، فتدرس أوّلاً السوداويّة في شعره، والعدميّة والعبثيّة ثانياً، ثم تتوقّف عند اليأس الوجوديّ الحاضر بكثافة في تجربته الممتدّة على ما يزيد عن أربعين سنة. وأخيراً، تقارب جدليّة الإيمانيّ والعدميّ.
وأفردت الباحثة فصلاً عن حضور الموت الذي يميزّ تجربة أبو عفش بقوة، تتبع فيه أشكاله المختلفة وترصد تطوّر هاجس الموت عند الشاعر، متوقفةً عند خشيته من الموت وتمنّيه في ذات الوقت. كما تتوقف عند علاقة الموت بالتمرّد.
يذكر أن نادين باخص من مواليد حمص (1984)، وصدرت لها رواية "وانتهت بنقطة"(2009) ومجموعة شعرية بعنوان "أخفي الأنوثة" (2012).
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
