محفلان ماسونيان سرّيان يضمان سياسيين وصحافيين داخل البرلمان البريطاني

05 فبراير 2018
يضم أحد المحفلين أعضاء حاليين وسابقين في البرلمان البريطاني(Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، في تقرير لها اليوم الإثنين، عن وجود محفلين ماسونيين نشطين في البرلمان البريطاني يضمان عدداً من السياسيين والصحافيين وأعضاء البرلمان.

وتحدثت الصحيفة عن وجود محفل يدعى "الترحيب بالجدد"، أو "نيو ويلكوم"، والذي يضم أعضاء في مجلسي العموم واللوردات، إضافة إلى الموظفين في ويستمنستر. كما يوجد محفل آخر يدعى محفل "الصالة" أو "غاليري"، ويشمل أفراداً من الطواقم الصحافية والسياسية.

كما يوجد أيضاً محفل ثالث يعمل خارج البرلمان، ومخصص للصحافيين، يدعى محفل "ألفريد روبنز" في لندن.

ويضم محفل "الصالة" 45 عضواً، بينما يضم محفل "ألفريد روبنز" 18. ووفقاً لمتحدث باسم المحفل الماسوني الكبير في إنكلترا، فإنه لم ينضم إلى هذين المحفلين منذ عام 2000 أي شخص عرّف عن نفسه على أنه صحافي. ورغم ذلك، فقد حصلت "ذي غارديان" على معلومات تفيد بأن صحافيين سابقين من صحف أخرى، مثل "ذي تايمز" و"ديلي إكسبريس"، كانوا من بين أعضاء محفل "الصالة".

أما محفل "الترحيب بالجدد"، فيضم ما بين 30 إلى 40 عضواً، منهم أربعة فقط من أعضاء مجلس العموم الحالي، ولا يوجد أي من أعضاء مجلس اللوردات، بينما أغلب الأعضاء هم من البرلمانيين السابقين. لكن الصحيفة تستدرك بالإشارة إلى أن بعض البرلمانيين الحاليين أعضاء في محافل أخرى.

ولا تزال هوية أعضاء هذه المحافل مجهولة للجمهور، بينما أنشطتها سرية جداً، لدرجة أن عدداً قليلاً من الصحافيين يعلم بوجود محفل "الصالة".

وقال أحد أعضاء محفل "الترحيب بالجدد" للصحيفة البريطانية، إن أعضاء محفله يحافظون على مسافة مع الصحافيين من أعضاء محفل "الصالة"؛ فعلى الرغم من عضويتهم في التنظيم ذاته، فإنهم صحافيون في نهاية المطاف، و"لا يريدون أن ينصت الصحافيون لمحادثاتهم".


وكان ديفيد ستابلز، المدير التنفيذي للمحفل الكبير الموحد في إنكلترا، والذي يدير شؤون "الماسونيين الأحرار" في إنكلترا وويلز، قد نفى وجود تناقض بين ممارسة الصحافة والعضوية في التنظيم الماسوني.

وقال إنه "على عكس الاعتقاد الشائع، فإن العضوية في الماسونية تساعد الأعضاء الذين يعملون في خدمة المجتمع على المستوى الأوسع، بمن فيهم الصحافيون والسياسيون والشرطيون والمحامون، ليكونوا أفضل في وظائفهم، من خلال تشجيعهم على أن يكونوا أشخاصاً أفضل. إن عضويتهم إيجابية لهم كأفراد وللمجتمع على نطاق أوسع"، على حد زعمه.

وأضاف أنه يمكن لـ"الماسونيين الأحرار" الإعلان عن عضويتهم إن لم يخشوا التمييز ضدهم: "يجب ألا يكون هناك أي تناقض بين رغبة الفرد في إعلان عضويته من عدمها، مع قدرة ذلك الشخص على القيام بعمله بصورة جيدة".

ويأتي الكشف عن انتماء صحافيين وسياسيين إلى الماسونية بعد أن وجه رئيس اتحاد الشرطة اتهاماً للماسونيين بعرقلة الإصلاحات الشرطية في بريطانيا، ومنع ترقية النساء والأقليات في السلك الشرطي. فقد قال ستيف وايت، والذي قضى ثلاثة أعوام في رئاسة الشرطة: "وجدت أفراداً معادين كلياً لأي تغيير وأي نوع من التقدم، وكانوا دائماً من الماسونيين الأحرار".

إلا أن المحفل الكبير نفى الأمر بشدة، حيث قال ستابلز: "نفتخر بأننا وعبر التاريخ، وعندما عانى الناس من التمييز في الحياة العامة والاجتماعية، رحبت بهم الماسونية في محافلها".

وكان أول محفل ماسوني كبير قد تأسس في إنكلترا وويلز عام 1717، إلا أن محفلاً في إدنبره الإسكتلندية لا يزال يعمل منذ عام 1599، ويعد الأقدم في بريطانيا.

وكان محفل "الترحيب بالجدد" قد تأسس بعد الإضراب الكبير عام 1926 للسماح للسياسيين من حزب العمال بالانضمام إلى الماسونية، إلا أنه خال حالياً من أي من نواب الحزب ذاته.


ويعتقد بأن نواب حزب العمال في ويستمنستر قد تركوا المحفل الماسوني خلال الثمانينيات من القرن الماضي، خوفاً من فقدانهم القدرة على الترشح على قوائم الحزب.

وتبني الماسونية هيكلها وفقاً للأخُوّات التي جمعت البنائين في العصور الوسطى، والذين استخدموا حينها عدداً من الكلمات والرموز السرية للتعرف على زملائهم. كما أن "الماسونيين الأحرار" قد تعرضوا للملاحقة في عدد من المراحل التاريخية، ما اضطرهم إلى التخفي للنجاة.

ويسود اعتقاد بأن استمرار سرية التنظيم تهدف لإخفاء الطرق التي يتعاون من خلالها أعضاؤه. إلا أن مثل هذه الادعاءات غير مدعومة بأدلة.

المساهمون