Skip to main content
متطوعون يرفعون الأضرار ويقدمون المساعدات بعد انفجار بيروت
ريتا الجمّال ــ بيروت

المشهدُ اختلفَ كلياً في العاصمة اللبنانية، حيث إنّ بيروت التي دمّرها الانفجار القويّ وحوّلها إلى مدينة منكوبة صحياً واقتصادياً واجتماعياً ومسرحاً لجريمةٍ راح ضحيتها أكثر من 100 شهيدٍ و4000 جريح في محصلة غير نهائية قابلة للتجدّد عند العثور على المفقودين، أصبحت شوارعها المطفأة بفعل انقطاع التيار الكهربائي شبه خالية من آثار الأضرار من زجاج وحطام وغيره، وذلك بفضل مبادرات فردية بدأت مع عددٍ قليلٍ من الشبان والشابات قبل أن ينضمَّ إليهم عشرات الأشخاص.

وعمد المتطوّعون بداية إلى تقسيم الفريق إلى ثلاثة، الأول مخصص للمواد الغذائية، والثاني للمعدات الصحية والطبية، والثالث للتنظيفات. على صعيد المواد الغذائية كان الهدف الأساسي توزيع الخبز والمياه وغيرها من السلع الأساسية التي يحتاجها المواطنون، ولا سيما الذين غادروا منازلهم المدمّرة وبقوا في الشارع بانتظار انتهاء أعمال المسح ورفع الأضرار.

ونصب المتطوعون الخيم لتلقي المساعدات وتلبية نداءات المواطنين الذين يتوجهون إليهم طلباً للمساعدة وذلك قدر المستطاع، وفق ما يؤكد شاب من الموجودين على قسم المواد الغذائية.

وفي الخيمة الثانية، يجلس شبان وشابات بينهم أطباء وممرضون وصيادلة ومسعفون، لتأمين مساعدات للجرحى وقد شملت بحسب شابة من الطاقم الطبي تقديم المواد الوقائية والماسكات وضمادات الجروح ومواد أخرى، كما عملوا على إتمام إسعافات ميدانية لحالات الإغماء والجروح الطفيفة.

أما في الخيمة الثالثة، والتي بذلت جهداً كبيراً، فهي تضمّ متطوعين يعملون على تنظيف الطرقات ومساعدة الناس في رفع الأضرار من منازلهم وتنظيف الشوارع ومحيط المباني في منطقة الأشرفية بيروت.

ونصب الناشطون خيماً في الساحة الغارقة في العتمة والصمت الحزين الذي يكسره صوت سيارات الإسعاف لمساعدة الناس المحتاجين، ولن يغادروا المكان قبل العثور على كل المفقودين ورفع الأضرار كلها.

وفي ساحة الشهداء، تجمّع عدد من الناشطين للتعبير عن غضبهم من الانفجار الذي هو "بمثابة جريمة مروعة سقط ضحيتها شعبٌ ومسؤول عنها طبقة سياسية فاسدة لا تزال تتعاطى بالمنطق نفسه ولا تزال تقوم بإجراءات ليست على قدر هول الحادث الذي مرّ عليه يوم كامل من دون توقيف أي مسؤول" وفق قولهم.

وتستمرّ فرق الإسعاف في نقل الجرحى الذين يعثر عليهم والمفقودين الذين قد ينتشلون من تحت الركام أو من البحر بعد أن قذفتهم قوة الانفجار في مرفأ بيروت إلى المياه.