الحرب تحرق قطن وغزل سورية

11 يناير 2015
سوريات في مرزعة للقطن وسط الحرب (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

تعرض إنتاج القطن والغزول في سورية لضربات قاسمة على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، بفعل استمرار الحرب المشتعلة في البلاد وسياسات حكومة بشار الأسد، التي أضرت بصناعة مزدهرة قبل عدة أعوام.

وقدرت إحصائية رسمية في سورية، كمية إنتاج مادة الغزل والنسيج بنهاية العام 2014، بنحو 15 ألف طن، مقابل 200 ألف طن سنوياً، كما تراجع إنتاج القطن لنحو 150 ألف طن، في حين كان قد تجاوز عتبة المليون طن في 2010.

وقال المدير السابق للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية، سمير رمان، في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، إن قتل وتهجير المزارعين، بسبب الحرب التي يشنها نظام الأسد، إضافة إلى قلة المياه وغلاء مستلزمات الإنتاج قضى على أهم ثروات سورية الزراعية .

وأضاف رمان "من الطبيعي، نظراً لنتائج الحرب، أن تتلاشى كميات القطن وبالتالي الغزول في سورية، لأن محالج القطن متركزة في المناطق المنتجة للقطن للخام، ومنها الحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) وحلب (شمال)".

 وأشار إلى أن سورية كانت تستحوذ على المرتبة الثانية عالميا في إنتاج القطن من حيث وحدة المساحة، حيث كانت إنتاجية الهكتار الواحد (يعادل 2.38 فدان) قبل عام 2011 بحدود 3953 كيلو جراماً من القطن.

وقال رئيس مكتب نقابة الغزل والنسيج في دمشق، صالح منصور، إنه "بعد أن تم اتهام سورية بإغراق السوق المصرية عام 2003 بالغزول، كما طلبت دول الاتحاد الأوروبي تخفيض الصادرات السورية لأسواقها، ها هي الشركات السورية اليوم تعلن التوقف بسبب شح المادة الأولية".

وأكد منصور خلال تصريحات صحافية، مؤخرا، أن المؤسسة العامة للصناعة النسيجية تدرس حالياً طلباً يتضمن استيراد القطن من مصر وباكستان والهند، وهي حالياً تدرس الكميات التي تحتاج إليها شركات القطاع الحكومي، إضافة إلى تمويل شركات القطاع الخاص، متوقعا استيراد ما يقارب 200 طن من القطن.

وأشار إلى أن معظم شركات القطاع العام توقفت عن العمل، ولا سيما في محافظة حلب، حيث إن عدد شركات القطاع العام في المحافظة بلغ سبع شركات جميعها لا تعمل كما أن شركتي الغزل والنسيج في محافظة إدلب أيضاً متوقفتان عن الإنتاج.

لكن مدير مؤسسة النسيج السابق، سمير رمان، أكد أن "الاستيراد بمثابة التفاف، لعدم إمكانية حلج القطن بالمحالج السورية".

المساهمون