Skip to main content
الإغلاق الجزئي يضاعف معاناة سائقي سيارات الأجرة في غزة
يوسف أبو وطفة ــ غزة

يتنقل السائق الفلسطيني محمد السلقاوي (43 عاماً) بين المشاة في منطقة السرايا وسط مدينة غزة، التي تعتبر من أكثر المناطق نشاطاً، أملاً في الظفر بمجموعة من الركاب، بعد أن قضى نحو 4 ساعات دون أن ينقل أي شخص.

وأسهمت حالة الطوارئ التي أعلنتها الجهات الحكومية في غزة الشهر الماضي لمواجهة فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" في تعطيل حركة طلاب المدارس والجامعات، فضلاً عن المؤسسات العامة والخاصة، ما أدى إلى توقف شبه كلي في الحركة اليومية المعتادة.

ويخرج آلاف السائقين يومياً في القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الرابع عشر على التوالي، في محاولات مستميتة منهم للظفر برحلات تمكنهم من توفير دخلهم اليومي بنحو يلبي احتياجات عوائلهم.

ويقول السلقاوي لـ "العربي الجديد" إنه يعمل سائق أجرة منذ 16 عاماً، وهذه المهنة مصدر دخله الوحيد، وهو يعيل من خلالها عائلته المكونة من 9 أفراد، فيما انعكست حالة الطوارئ بنحو صعب للغاية عليه وعلى أسرته.

ويضيف أن أزمة كورونا أثرت كثيراً بشريحة السائقين في ظل تعطل الجامعات والمدارس والمؤسسات العامة، في الوقت الذي لم تتخذ فيه الجهات الحكومية المختصة أية إجراءات لدعمهم وتوفير بدائل.


وانخفضت الحركة اليومية كثيراً، إذ يُجمع السائقون في غزة على أن التراجع يراوح حالياً ما بين 80 إلى 90 في المائة عن الفترة الماضية، فيما تعتبر هذه المهنة من الأعمال المرتبطة بالدخل اليومي، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لآلاف السائقين.


ويوضح السلقاوي أنّ دخل السيارة اليومي لا يتجاوز 40 إلى 50 شيكلاً إسرائيلياً (بين 12 و14 دولاراً) يتقاسمها مع مالك السيارة الذي يعيل هو الآخر أسرته المكونة من 15 فرداً، وما يجري الآن يجب أن يواجه بتدخل حكومي، في ظل تضرر شريحة السائقين.

وبحسب سامي العمصي، رئيس الاتحاد العام لعمال فلسطين في غزة، فإن أكثر من 40 ألف عامل في مختلف القطاعات العمالية تضرروا جراء أزمة فيروس كورونا وخطة الطوارئ، من بينهم قرابة 10 آلاف سائق.

أما السائق ايهاب خليف (36 عاماً) من مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، فلم يكن أفضل حالاً عن غيره من السائقين نتيجة لتراجع الحركة اليومية وتعطل المؤسسات وتوقف المدارس والجامعات، التي تشكل مصدراً أساسياً لدخل السائقين اليومي.

ويقول خليف لـ "العربي الجديد" إن السائقين كانوا يعانون من قبل أزمة انتشار كورونا، لكن الأزمة اشتدت أكثر بعد إعلان حالة الطوارئ، إذ تعيل هذه المهنة آلاف الأسر، وهي اليوم لا تجد سوى مبالغ قليلة للغاية بالكاد تكفي لسداد احتياجاتها.

فيما يقف السائق محمود إبراهيم المصري (48 عاماً) مع مجموعة من السائقين يتحدثون عن تردي الوضع اليومي نتيجة الشلل الاقتصادي الذي سببه الوباء. ويقول المصري لـ"العربي الجديد" إنه بجانب قلة الدخل اليومي، هناك مخاطر يتعرضون لها تتمثل باحتمال التعرض للإصابة، لكن لا بديل لهم .

ويطالب السائق الغزي الذي يعيل أسرة مكونة من 9 أفراد الجهات الحكومية في غزة بالتدخل لتوفير مساعدات إغاثية لهم في ظل تضررهم من حالة الطوارئ التي أوشكت على دخول شهرها الثاني على التوالي دون بوادر لانتهائها في القريب العاجل.