الأوضاع الأمنيّة تعقد الوضع الاقتصادي الليبي.. وأزمة وقود بالبلاد

20 يوليو 2014
أعمال العنف في طرابلس الغرب(وكالة الاناضول/getty)
+ الخط -

تتفاقم أزمة الوقود وأسطوانات الغاز داخل العاصمة الليبية طرابلس، بعد إقفال محطات الوقود في مختلف أنحاء المدينة، لعدم تمكن ناقلات الوقود من الوصول إلى مستودعات شركة البريقة للنفط، الواقعة على طريق المطار، والذي شهد واحدة من أسوء أعمال العنف التي تضرب العاصمة الليبية بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي.

وأدى توقف الإمدادات إلى التلاعب بالأسعار وانتشار السوق السوداء. وقال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط، محمد الحراري، لمراسل "العربي الجديد"، إن الاوضاع الأمنية ساهمت في حصول نقص في الوقود داخل الأسواق، فيما لم يتأثر الإنتاج النفطي، مشيراً إلى أن الأزمة الحاصلة لا تتعلق بنقص في الإنتاج، إذ إن مصفاة الزاوية تعمل بشكلها الطبيعي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى خزانات البريقة التي لا تزال ممتلئة.


السوق السوداء

وحسب مواطنين " يستغل بعض الموزعين الأزمة عبر مضاعفة أسعار الأسطوانات في السوق السوداء، حيث وصلت الأسعار إلى ما يقارب الـ60 ديناراً للأسطوانة الواحدة" ، كما أن عدداً من سيارات نقل الوقود والغاز تعرضت لعمليات سطو خلال اليومين الماضيين، وفقاً لمصادر رسمية.

وأقفل مستودع الهاني لأسطوانات الغاز، الذي يغذي منطقة طرابلس، ما ساهم في تفاقم المشكلة، نظراً لعدم وجود ناقلات لغاز الطهي قادمة من شركة البريقة لتسويق النفط منذ ما يقارب ثلاثة أيام.

كما تعاني مدينة الكفرة، على حدود ليبيا مع السودان، من نقص حاد في الوقود مند ثلاثة أيام، ويتكرر الأمر في مناطق الجنوب الليبي.

وفي السياق ذاته، يقوم الموطنون بتخزين الوقود في منازلهم خشية تطور الأحداث في طرابلس، كما يقوم تجار السوق السوداء بالاستحواذ يومياً على كميات كبيرة من البنزين لبيعه، وارتفعت الأسعار إلى الضعف في السوق الموازية، حيث وصل سعر الليتر الواحد من البنزين إلى 50 قرشاً بينما يباع بعشرين قرشاً في محطات الوقود.

إرباك المواطنين

من جهتها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، عبر بيان لها تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، أن الظروف الحالية التي تمر بها مدينة طرابلس من إقفال معظم محطات الوقود في طرابلس، تسبَّبت في حصول إرباك في تنقل المواطنين، وتعطل العمل في مختلف المرافق العامة والخاصة.

وحسب البيان " نتج عن ذلك العديد من المشاكل، ومنها تعطل العمل بالعديد من المستشفيات نتيجة عدم قدرة العناصر الطبية والعناصر الطبية المساعدة على الوصول إليها، وكذلك عدم قدرة الشركات الخدمية العامة على تسيير السيارات الخاصة بها لتقديم الخدمات المختلفة، مثل خدمات الإسعاف وخدمات النظافة، مشيرة إلى أن هذه المشكلة، في حال استمرارها، سوف تتسبب في حصول مشكلة إنسانية لسكان مدينة طرابلس، مطالبة المسؤولين بالتدخُّل لحل الأزمة".

كما أكد المدير العام لشركة الخدمات العامة بطرابلس، علي عياد، أن العمل الميداني متعثّر نتيجة للأوضاع الأمنية، وأن سيارات نقل القمامة تعاني من نقص في الوقود.

أحداث المطار

وتحوّل مطار طرابلس الدولي إلى ساحة معركة في مطلع الأسبوع حينما شنت ميليشيات هجوماً في محاولة لبسط السيطرة عليه ونزعها من جماعة مسلحة منافسة ضمن الاضطرابات في البلاد، بعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بمعمر القذافي.

وأدى القتال، وهو الأسوأ في طرابلس منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى توقف الرحلات الجوية، ما أدى إلى انقطاع السبل بكثير من الليبيين في الخارج والذين كانوا يخططون للعودة إلى بلادهم خلال شهر رمضان، كما عرقل مغادرة أجانب موجودين في ليبيا. ودفع القتال العنيف في طرابلس والاشتباكات في مدينة بنغازي في شرق البلاد، الأمم المتحدة لسحب موظفيها من البلاد.

وتسبب هذا الاقتتال، بحسب مصادر طبية، في مقتل نحو 30 شخصاً وإصابة أكثر من 40، كما تسبب في توقف مطار طرابلس الدولي عن العمل، وتعطل 90 في المئة من الطائرات بعد إصابتها بقذائف صاروخية، إلى جانب تعطل معظم المرافق التشغيلية للمطار وحركة الملاحة الجوية.

المساهمون