ويشهد الشارع اليمني منذ أمس الثلاثاء، تصعيداً للاحتجاجات، ضد الحكومة لعدم حلها الأزمات المعيشية المتمثلة في استمرار أزمة نقص الوقود منذ نحو ستة أسابيع، فضلاً عن استمرار تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء من قبل مسلّحين، الأمر الذي أغرق اليمن في الظلام منذ صباح أمس، وكبدها خسائر تقدر بمليارات الدولارات.
وقام مواطنون اليوم، بقطع الشوارع المؤدية إلى مجلس الوزراء اليمني، في حين قام آخرون بحرق إطارات السيارات أمام منزل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وقامت قوات الأمن بتفريقهم مستخدمة الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع.
وقال علي المحيا، أحد المواطنين المحتجين، لـ" العربي الجديد": إنّ خروج المظاهرات اليوم، يأتي بسبب استمرار افتعال الأزمات المعيشية من قبل الحكومة، وتخوفهم من قدوم رمضان في ظل هذا الوضع، وأوضح أنّهم يعيشون في ظلام دامس من يومين وسط تفرج الحكومة.
وأكدّ المواطن، محمد الأبيض، لـ" العربي الجديد" أنّ علاقة الشعب بالحكومة يسودها عدم الثقة، وأشار إلى أنّها عاجزة عن حل الأزمات المعيشية، ومن الضروري تغييرها بحكومة كفاءات تعمل لصالح المواطن.
وأوضح الخبير الاقتصادي، ياسين التميمي، لـ" العربي الجديد" أنّ على الحكومة معالجة الازمات المعيشية وامتصاص غضب الشعب، وعدم السماح للأمر بالتطور أكثر.
وقال : "على وزارة النفط اليمنية أنّ تسرع في تأمين احتياجات السوق من المشتقات النفطية، لتخفيف غليان الشارع".
وكان مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية، قال أمس الأوّل لـ" العربي الجديد" إنّ وزارة المالية دفعت المبالغ المخصصة لدعم المشتقات النفطية لشركة النفط اليمنية الحكومية، ما يعني أنّه بات بمقدرتها شراء كميات كبيرة من الوقود لإنهاء الأزمة.
وتواجه الحكومة اليمنية شبح سحب الثقة، بعد أنّ وجه البرلمان اليمني مذكرة موقعة من رؤساء الكتل البرلمانية، إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، طالبوا فيها بتغيير الحكومة، لفشلها في حل الأزمات المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن وعلى رأسها أزمة نقص المشتقات النفطية.
وإلى جانب الأزمات المعيشية التي يعانيها اليمن، وجدت الحكومة نفسها أمام عجز كبير في الموازنة العامة للبلاد للعام الجاري، كما يعاني اليمن ارتفاع الديْن العام، وتراجع احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي وانخفاض الإيرادات العامة للدولة.
وأعلنت وزارة الكهرباء اليمنية، اليوم الأربعاء، تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية في (مأرب – صنعاء)، لاعتداء جديد هو الرابع منذ مطلع شهر يونيو /حزيران الجاري والثاني في أقل من 24 ساعة.
وحذرت المؤسسة العامة للكهرباء اليمنية من انهيار المنظومة الكهربائية في اليمن، جراء تزايد الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة.
وتصاعدت عمليات تخريب النفط اليمني، عقب نجاح الثورة في إطاحة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبلغت الخسائر في السنوات الثلاث الماضية 4.750 مليارات دولار، حسب الإحصاءات الرسمية.
وتوفر الحكومة اليمنية من صادرات النفط الخام نحو 70% من موارد الموازنة العامة للدولة و30% من الناتج المحلي الإجمالي.
ووفقًا للبنك الدولي، فإنّ اليمن، البالغ عدد سكانه نحو 25 مليون نسمة، هو من الدولة الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بنسبة فقر تبلغ 42.8%، ووصلت مستويات سوء التغذية بين الأطفال إلى حوالي 59% عام2011.