لا يمكن وصف ما جرى بأنه مشهد انتخابي حقيقي في الانتخابات المصرية، ولكنه مصطنع من الألف إلى الياء من أجهزة الدولة، التي كان همّها إخراج مشهد يُسعد الرئيس.
من المتوقّع أن تأتي نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية منخفضة للغاية، وقد تبدأ بالتوازي معها دعوات سياسية إلى مقاطعة التصويت، والتي من الممكن أن يواجهها النظام بتسيير حملات موازية بإجبار العاملين في أجهزة الدولة على الذهاب للتصويت.
يظهر موقف جامعة الدول العربية مما يحصل في غزّة أنّ لدى بعض دول الإقليم المسيطرة، بسبب مواردها النفطية، مشاريع خاصة، وتسوّق توجهاتها على حساب أي توجّه عربي مشترك ينطلق من الأدبيات التاريخية السابقة، ولا سيما في ما يتعلّق بالعلاقة مع إسرائيل.
تجاهلت أغلب البلدان الغربية ما يحدث من جرائم حرب يومية يقوم بها الاحتلال، منحازة إلى روايته الكاذبة، وتتبنّى أميركا ودول أوروبية، مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، معايير مزدوجة، بمساندة كاملة للعدوان الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة.
باتت سيناريوهات العملية الانتخابية المتبقية معروفة للجميع، وستمر في التصور المرسوم نفسه، وستفتقد، في الغالب، حالة التشويق والجدل السياسي التي تميّزت بها المرحلة الأولى، وستكون محسومة للرئيس الحالي الذي تجنّدت كل أجهزة الدولة لدعمه بمختلف السبل.
بعد أن كانت قوى سياسية ومجتمعية مصرية قد علقت آمالها عليه، ليكون بداية إحداث تحوّل ما في الحالة السياسية المصرية المحاصرة بالتشريعات المقيّدة للحريات العامة، قرّرت السلطة في مصر تعليق جلسات الحوار الوطني دون أن يحقّق أي شيء يذكر.
تزايدت الخلافات الداخلية، أخيرا، داخل صفوف الحركة المدنية المصرية بعد انتقاد بعضهم مشاركة الحركة في "الحوار الوطني" من دون تنفيذ شروطها. لكن الخلافات لم تصل إلى التقدّم بشكاوى للأجهزة الأمنية أو تحريك دعاوى قضائية كما يحصل اليوم.