يرتكب الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم في قطاع غزّة، وهذا ما تُؤكده المقابر الجماعية التي تُكتشف تباعًا، وأخرها تلك المكتشفة في محيط مستشفى ناصر في خانيونس.
في الحرب الطاحنة التي يشنها العدو الإسرائيلي اليوم ضدّ غزّة، من ينجو من الموت اللحظي يموت موتاً بطيئاً بسبب فقدانه أحد أطرافه، العلوية أو السفلية أو جميعها.
ما تعرّض له مستشفى الشفاء على يد الاحتلال، وما ظهر عليه في آخر صوره القاتلة والصادمة، محا كلّ ذكرياتنا، وكلّ ما تخيّلناه وما وَقَرَ في أذهاننا عن الشفاء.
علينا أن نتخلّى عن الظلم والقبح معاً، حين نقرّر أن نمنح الأمهات في زمن الحرب يوما للاحتفال. فما بالك حين يتعلّق الأمر بأمهات غزّة، الصامدات، الصابرات..
كان الأوْلى من تصدير صورة الرضا عن طريق إظهار فوانيس رمضان في الخيام وأحبال الزينة فضح المتآمرين على ساكني الخيام وإغاثة هؤلاء النازحين ونصرتهم وإنقاذهم
هذه المرأة المنسلّة من بحر غزّة وترابها لا تعرف النهايات المكتوبة في كتب التاريخ الكاذبة، فهي صخرة وكف صيّاد يناطح مِخرزا مصابا بالعمى متمثلا بأبشع احتلال.