البرجوازية

على مستوى الظاهر، تتألف الدولة في سورية من الحكومة والجيش والتعليم والمؤسسات العامة ومجلس الشعب والمحاكم… فيما تتكون الدولة الباطنة من "الأسرة الأسدية"، ومن الأجهزة الاستخباراتية والتشكيلات العسكرية ذات الوظيفة الأمنية، إضافة إلى أثرياء السلطة الكبار

أصبحت المجتمعات العربية اليوم مقسّمة إلى أكثرية مفقرة ومغيبة وأقلية تملك كل شيء ولا تريد أن تعرف ما يحدث حولها. والطبقتان تجهلان تفاصيل حياة كل منهما تماما. كانت الطبقة الوسطى صلة الوصل الوحيدة بينهما، لكن اضمحلالها جعل الفرز حادّا، والإنكار قاسيا.

استمرّت الطبقة العاملة التي يحكم باسمها حزب البعث في سورية، تطالب بمعالجة أوضاع القطاع العام أربعين سنة، لكن قيادتها السياسية لم تهتد إلى حل. ويبدو أن تدمير سورية جاء غطاءً مناسباً، لصفقةٍ تفرضها ضرورة سداد ديون حرب النظام على الوطن والشعب.

أغلبنا يتمنى أن تعود صورة الزمن الجميل، على أن تكون العدالة الاجتماعية والمساواة وإلغاء الفروق الطبقية في الخلفية. وعندما نريد تحميل الإسلام مسؤولية ما وصلنا إليه علينا أن ندين الأنظمة التي غيّبت الشعوب وجهلتها، ولم تترك أمامها سوى التدين منجى وحيدا.