كشفت مصادر قبلية ومحلية عراقية في محافظتي نينوى والأنبار شمال وغرب العراق الجمعة، عن إطلاق تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أكبر عملية تجنيد في صفوفه منذ عام 2012، تركزت على الأطفال في المرحلة العمرية ما بين 13 إلى 17 عاما.
وقال نائب رئيس مجلس عشائر محافظة نينوى، إبراهيم الحسن في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن الحملة التي أطلقها داعش الجمعة، وأسماها "عزة وجهاد" استقطبت المئات من المراهقين وممن يصنفون على أنهم أطفال وتتراوح أعمارهم بين 13 إلى 17 عاما.
وأكد الحسن أن الأطفال سيتم تدريبهم في البداية على ما يرى تنظيم الدولة أنه "العقيدة الإسلامية الصحيحة" وتهذيب أفكارهم، قبل أن يقوم بتدريبهم عسكريا في معسكرات تابعة له، مضيفا أن التنظيم وزع ملابس وهدايا على الأطفال بهدف ترغيبهم، بينما لم يجرؤ أحد من ذوي الأطفال على الاعتراض أو منع ذهاب ابنه. واصفا العملية بالخطرة والتي ستستقطب الآلاف من الأطفال في مدن عراقية مختلفة "قد يتم استخدامهم بعد غسل أدمغتهم في عمليات انتحارية أو تركهم ينضجون لمرحلة مستقبلية، وزرعهم كخلايا نائمة" على حد تعبيره.
وأوضح رئيس مجلس عشائر نينوى أن التنظيم "يحاول اليوم أن يستخدم كل أوراقه، ويُمنّي أتباعه أن العام 2015 في حال الصمود أمام الهجوم الشامل عليه سيكون بداية اعتراف عالمي بدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام.
من جانبه أرجع الخبير بالشؤون الأمنية العراقية، أحمد غازي، لجوء داعش إلى تجنيد عناصر جديدة إلى ما اعتبره "انخفاض نسبة التجنيد في صفوفه إلى النصف، وارتفاع عدد خسائره البشرية مؤخرا بفعل ضربات التحالف الدولي في العراق".
وأوضح غازي لـ"العربي الجديد" أن نسبة التجنيد انخفضت بسبب تراجع شعبية التنظيم مؤخرا، خاصة بين الشباب أصحاب التوجه الديني لتهجمه أكثر من مرة على زعيم تنظيم القاعدة الجديد، أيمن الظواهري، وقتاله جبهة النصرة وفصائل سنية سلفية أخرى، كما أن الحدود الدولية المحيطة به باتت أكثر ضيقا من قبل.
وبين أن الخطورة في تلك الخطوة أن التنظيم يجند أطفالا بعقول لم تتشكل بعد، يمكن له أن يحشو بها ما يشاء، محذرا من خطورة "ظهور جيل داعشي جديد أبشع كثيرا من الجيل الحالي".