ليست مجرد تنورة، يرتديها الشاب، تحدياً للسائد. وليس زياً يغالب فيه الأزمنة وتبدّلها السريع. بل تعبير عن هوية اسكتلندية أصيلة. هوية يتوارثها الاسكتلنديون، منذ فجر التاريخ. يرقص الشبّان في الخلفية، حماسة لاستقلال، قد يأتي اليوم عبر استفتاء تاريخي.
وتغلب الألوان الكحلية للعلم الاسكتلندي، ما عداها. التنورة - أو الكلت تحديداً - ومشروبات "الويسكي"، وناديا مدينة غلاسكو، السلتيك بأخضره، والرينجرز بأزرقه، كلها تميّز الاسكتلنديين.
كما تميّز القوميين من بينهم، نزعةُ الاستقلال. لكن لا بدّ من المرور، في استفتاء يحدّد مصير البلاد، خصوصاً أنّ هنالك الكثير من معارضي الانفصال عن المملكة المتحدة، التي ولدت العام 1707، من اتحاد مملكتي انجلترا واسكتلندا. تسري الهوية المميزة في دماء الاسكتلنديين، كما تسري موسيقى مزامير القرب، يعزفها الشاب في اللقطة، وتنقلك إلى قمم "الهايلاندز".
تلك القمم وأراضيها المترامية تحتها، التي شهدت حروب الاستقلال العتيقة، عن بريطانيا، في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. حروب جسّدها المخرج والممثل ميل غيبسون، في فيلمه "برايف هارت"، وصنع منها أسطورة حيّة في ذاكرة الأجيال. فمن لا يذكر الشخصية الرئيسة وليام والاس، وهو يصرخ ملء روحه، قبل إعدامه، في قلب لندن: "حرية"!؟ اليوم يحدّد الاسكتلنديون مستقبلهم. ومهما كانت نتيجة الاستفتاء، فإنّه يعبّر عن أرقى الطرق الحضارية في تقرير الشعوب لمصيرها.