تونس.. العاطلون عن العمل يهددون بثورة ثانية

18 يناير 2016
شبان تونسيون (فرانس برس)
+ الخط -
عادت تونس إلى مربع الصراع الأول الذي فجر الثورة في يناير/كانون الثاني 2011، حيث يقارع أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل من جديد جور الدولة وحيفها.

وتشهد محافظة القصرين (وسط غرب البلاد)، منذ أمس الأول، حالة من الاحتقان وأعمال العنف بين الشباب العاطل عن العمل وقوات الأمن، إثر إقدام الشاب "رضا اليحياوي" على الانتحار، بعد أن حذفت السلطة المحلية اسمه من قائمة المقبولين للعمل، في إطار ما يعرف بحل "إشكال المفروزين أمنياً"، كما تشهد العاصمة وقفات احتجاجية عدة للتنديد بتعاطي السلطات مع الملف.

وواجهت الحكومة الجديدة ملف "المفروزين أمنيا" الذي سعت الحكومات المتعاقبة إلى تجنبه أو إرجائه، وهم أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل والمرفوضين في المناظرات الوطنية لانتماءاتهم السياسية وأنشطتهم الحقوقية، قبل الثورة، حيث حددت الصيف الماضي قائمة بأسماء المفروزين الذين ثبت لدى وزارة الداخلية رسميا إقصاؤهم من الانتداب في الوظيفة العمومية بسبب انتمائهم لأحزاب سياسية قبل ثورة 2011، إثر اعتصامات وتحركات احتجاجية خاضها "المفروزون".

وتم انتداب ما يفوق المائة منهم، لكن 700 ملف أخرى قدمت إثر ذلك لرئاسة الحكومة، وفق ما صرح به رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، في جلسة منح الثقة لوزرائه الجدد مطلع الأسبوع الماضي، ردا على أسئلة النواب حول الموضوع.

وتتالت الاعتصامات، ليكون آخرها إضراب الجوع الذي انطلق منتصف ديسمبر/كانون الأول، ويتواصل إلى اليوم، والذي خاضه المفروزون أمنيا بقيادة كل من الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل.

وكانت رئاسة الحكومة تلقت قوائم المفروزين المضربين عن الطعام مرفقة بما يثبت إقصاءهم من العمل بسبب نشاطهم السياسي، وردت إثر ذلك بقوائم المقبولين الذين تمت تسوية وضعياتهم.


ووفق ما رواه رمزي اليحياوي، شقيق الشاب "رضا"، لـ"العربي الجديد"، فإن أخاه كان من ضمن 79 شابا من المضربين عن الطعام والمطالبين بحل الأزمة وانتدابهم، وقد تم قبوله في قائمة أولية، لكن قائمة وجهتها الوزارة المعنية تقضي بقبول 90 اسما، لم يرد فيها اسم رضا اليحياوي.

وأكد رمزي أن شقيقه، تحت وقع صدمة حذف اسمه من القائمة، ووجود أسماء أخرى أضافها المعتمد الأول في الجهة (ممثل المحافظ)، تسلق عمودا كهربائيا للتهديد برمي نفسه إن لم تتم مراجعة الأسماء المقبولة، والتنديد بممارسات السلطات المحلية، لكن الكهرباء أصابته بصعقة قوية أردته قتيلا على الفور.

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن اتصالات من إدارة الأمن الوطني ومن الولاية وردت لتقديم التعازي حول وفاة أخيه، وأن تحقيقا سيفتح في الموضوع، لتعتبر وفاة الشاب رضا منعرجا حاسما في قضية المفروزين أمنيا، حيث أقدمت رئاسة الحكومة صبيحة اليوم على إعفاء المعتمد الأول من مهامه، وفتح تحقيق حول تعاطيه مع القضية.
واعتبر المجتمع المدني أن إعفاء المعتمد وفتح تحقيق يعتبر إجراء يستجيب لجزء من مطالب الشباب. وذكر الناشط المدني وليد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أن أبناء المحافظة خرجوا للتظاهر ضد التهميش والفقر وتجاهل مطالب الشباب الحائزين على شهادات جامعية في التشغيل. موضحا أن الشعارات التي رفعت خلال الوقفة الاحتجاجية كانت مطالبة بذات مطالب الثورة، وهي "شغل حرية كرامة وطنية".

ورفعت صور رضا اليحياوي اليوم في أكثر من مسيرة احتجاجية. في نفس الوقت الذي يلتقي فيه رئيس الحكومة وفدا عن المفروزين أمنيا، بينما جابت مسيرة أولى للاتحاد العام لطلبة تونس، واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، ساحة الاتحاد العام التونسي للشغل نحو شارع الحبيب بورقيبة، وتظاهر آخرون أمام مقر مجلس نواب الشعب، رافعين شعارات التشغيل، ومهددين بإطلاق ثورة أخرى.

دلالات
المساهمون