250 يمنياً يصلون جيبوتي هرباً من هول الحرب

17 مايو 2015
اليمنيون الواصلون بحراً إلى جيبوتي (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
تمكن 250 يمنياً قادماً من ميناء مخا، من الوصول إلى جيبوتي اليوم، بعد رحلة استغرقت 12 ساعة بحسب شهادات الواصلين، وأغلبهم من النساء والأطفال ومن بينهم حملة الجنسيات الأميركية من أصول يمنية، وبعضهم الآخر يحمل إقامات بدول الخليج وتركيا.


وقال اليمنيون المغادرون إنهم استفادوا من الهدنة الإنسانية للفرار من الأوضاع في اليمن. فيما قال بعضهم إنهم تحركوا بتوجيه من السفارة الأميركية في جيبوتي وعددهم 80 شخصاً، مشيرين إلى أنهم وصلوا إلى جيبوتي عند الساعة 11 من قبل ظهر أمس السبت، وأن رحلتهم كانت مليئة بالمخاطر نتيجة الأمواج. وقالوا إنهم دفعوا أموالاً طائلة للوصول إلى جيبوتي.

واستطلع "العربي الجديد" أوضاع المجموعة، إذ كانت السفارة الأميركية قد جهزت سيارات مكيفة ومجهزة لنقل رعاياها، وباصات لنقل الباقين. كذلك أرسلت مندوبة من السفارة لتسهل إجراءات الواصلين في مكتب الجوازات. وأشارت المندوبة لموظف الهجرة بأن أغلبية الهاربين من اليمن هم من النساء وتحت سن 25 عاماً.

وتكبد القادمون من مناطق تعز المحاصرة وصنعاء التي تنفست على خلفية الهدنة الإنسانية، العناء خلال سفرهم.


ويقول أنس القاضي، إن الوصول إلى جيبوتي من ميناء مخا كان عملية صعبة ومعقدة وتكاليفها باهظة ومحفوفة بالمخاطر، ولفت إلى خطورة وارتفاع كلفة الوصول إلى الميناء في رحلة عبر السنابك، بسبب البوارج والسفن التي تعج بها الشواطئ اليمنية، لا سيما الحديدة ومخا التي تسيطر عليها قوات الحوثيين.

وأشار إلى الخوف الذي كان قد تملكهم منذ انطلاقتهم من اليمن، خوفاً من أن تستهدفهم البوارج التي ترابط أمام الشواطئ اليمنية لمراقبة السفن الإيرانية. وقال: "كلما أبحرنا يزيد قلقنا من أن تستهدفنا البوارج الموالية للتحالف". ويشير إلى الخوف الذي تملكهم عندما أبلغهم صاحب السنبك بأنهم مراقبون من سفن تابعة للقوات الموالية للحوثيين والرئيس علي عبد الله صالح، ما دفعه إلى إطفاء الإنارة، لكنه "عمد بعدها إلى طمأنتنا بأن حركة هذه القوات تخف ليلاً". 

وتابع "اتجهنا إلى جيبوتي بقارب صغير، وكانت حمولته كبيرة والبحر مائجاً. كانت مخاطرة ولكن بحمد لله كتبت لنا حياة جديدة". ووصف أنس الوضع في اليمن بالمأساوي، وقال: "الناس في حالة هلع لنقص مواد التموين والكهرباء والماء"، معرباً عن تمنياته بوقف الحرب حتى يرتاح المواطن الذي يدفع فاتورة الحرب.


أما غمدان عبادي فقال إن "الرحلة من صنعاء إلى مخا أخذت الوقت والمال والأعصاب"، مؤكداً أن الوضع سيئ من كل النواحي.

وعن الأحوال في صنعاء قال: "حرب وحصار، وكأن الحياة قد توقفت، لا تموين ولا كهرباء ولا ماء ولا أدوية والشوارع مليئة بالنفايات والأمراض منتشرة". وبدا الانزعاج والغضب على غمدان وحال التعب والأرق، وقال: "لماذا تسألوننا، الشعب كله يموت والعالم يتفرج أليس هؤلاء بشراً؟".

من جهتها، أشارت سماح صالح التي وصلت إلى جيبوتي قادمة من مدينة "أبين" إلى أنها برفقة أهلها وبحاجة لإجراء عملية القلب المفتوح، وأن وضعها صعب للغاية وتشكو من عدم حصولها على العلاج منذ فترة بسبب توقف المستشفى في أبين بعد انعدام الدواء والكهرباء والماء. وتابعت "قرر أهلي أن ينقلوني إلى جيبوتي عسى أن يكتب لي الله عمراً جديداً وأجد العلاج".

وناشدت سماح وعمرها 26 عاماً المحسنين أن يساعدوها لإجراء عملية القلب المفتوح، مشيرة إلى أن أهلها دفعوا كل ما يملكون للوصول إلى جيبوتي.

بدورها وصفت هويدا عبد الحق صالح من تعز الرحلة الطويلة إلى جيبوتي بأنها رحلة معاناة، مؤكدة أن المعارك والمواجهات في تعز خلقت واقعاً جديداً حيث انتشر الدمار والخراب في كل مكان والكل يحمل السلاح للدفاع عن النفس. وتابعت "الحياة توقفت في تعز والمدينة محاصرة". وناشدت اليمنيين الجنوح إلى السلام وقالت: "الحرب وقودها الأطفال والنساء".

أما جلال عبد الطيب عبد المولى القادم من مدينة ذمار فقد أكد أن الطريق إلى مخا كان مليئاً بالمخاطر، وكان الطريق إلى جيبوتي أطول من المتوقع.

وأكد جميع من استطلعهم "العربي الجديد" أن الوضع في اليمن يتجه نحو كارثة إنسانية، وأن المجتمع الدولي لم يتحرك بعد أن توغلت المليشيات وانتشرت عمليات النهب والسطو على المحلات والمنازل. وأبدى المتحدثون قلقهم الشديد من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن واتجاهه نحو الأسوأ. إلا أن بعضاً منهم رفض التحدث إلى الصحافيين وقالوا عليكم أن تذهبوا إلى اليمن وتنقلوا المعاناة وتتحملوا الصعاب وكذلك رفضوا التقاط الصور لهم.

اقرأ أيضاً: اليمن: فساد الحوثيين يقلل فرص وصول المساعدات إلى المحتاجين