"أكاديمية التحرير" اسم يدل على محتواه، يمكن وصفه بالمدرسة الإلكترونية. موقع غني بمحتواه، يقوم على التفاعل بين الطلاب والمدرسين بشكل حيوي بعيد عن الملل، يكسر قوالب التعليم التقليدي ويبتعد عن التلقين. يطرح العناوين الجذابة، التي تحفز الطلاب على سماع ومشاهدة المواضيع التي تهمهم على أنواعها عبر فيديوهات قصيرة مكثفة بأسلوب سهل ومشوّق.
انطلق نشاط الأكاديمية في فبراير/شباط 2012، تحت شعار"ثورتنا على المعرفة التقليدية". أسس المشروع الرائد على المستوى العربي الناشط المصري وائل غنيم، الذي استقطب حتى الآن أكثر من 600 ألف متابع على صفحة الأكاديمية على الفيسبوك، كما استطاع أن ينال ثقة الأوساط العلمية بدليل الشهادات التي يقدمها العالمان المصريان فاروق الباز وعصام الحجي وسلمان خان مؤسس أكاديمية خان التي تحاكي في تجربتها نمط أكاديمية التحرير.
أصدرت الأكاديمية حتى الآن ما يفوق المئة فيديو التي تتضمن شروحات متعلقة بالكيمياء والفيزياء والطب والاقتصاد والفلك والعلوم الإنسانية المختلفة، لتتناسب مع مستويات وقدرات لطلبة في التعليم الاعدادي والثانوي من عمر 13 وحتى 18 عاماً. كما حصلت على جائزة أفضل منصة تعليمية في الدول النامية من جامعة بنسلفانيا العام 2014، وجائزة أفضل قناة تعليمية على اليوتيوب في العام 2013.
تتميز الأكاديمية بمحتواها العربي، وهي مؤسسة غير ربحية تطرح على نفسها مهمة تقديم طريقة مختلفة للتعليم، وهو "التعليم المدمج". أي أنها تعلّم المنهج الدراسي المصري، بطريقتين متوازيتين، الأولى عن بعد عبر الإنترنت والثانية عبر الدروس المباشرة من أساتذة يلتقيهم الطلاب وجهاً لوجه.
الدروس التي تقدمها الأكاديمية مجانية "عالية الجودة" عبر موقعها الإلكتروني، معتمدة في ذلك أساليب الألعاب لزيادة تفاعل الطالب مع الدروس. ومن المهمات التي تضعها الأكاديمية نصب عينيها بناء جيل يبحث عن المعرفة ويفكر بشكل نقدي ليكون مؤهلاً ليقود المستقبل. ويظهر أسلوب التعليم غير التقليدي لدى الأكاديمية من خلال العنوان الكبير الذي تطرحه وهو "جيل فاهم مش حافظ" للدلالة على رفض أسلوب التلقين والحفظ الببغائي التي تعتمده المناهج التعليمية في التدريس.
وتؤكد الأكاديمية أن الطالب هو مركز العملية التعليمية، وإن التعلم والمعرفة وسيلة المتعلم لتحقيق احتياجاته وأهدافه، وبأن المعرفة ليست محددة المصادر، وبأن العلم للجميع ولا شروط للتعلم، وأبرز القيم هي التفكير النقدي الذي ينتج إنساناً يعرف ويفكر ويختار ويقرر.
شعار "إنزل علّم"
هو مشروع بدأته أكاديمية التحرير وتستقطب فيه المعلمين الذين لديهم القدرة على إيصال المعرفة بطريقة مفهومة وسلسة وتفاعلية ويستطيعون متابعة الطلاب للتأكد من فهمهم للدروس بالوسائل التقنية المتاحة.
وتعتبر الأكاديمية أن اعتماد الإنترنت وحدها كوسيلة للتعليم يجعلها قاصرة على من يملك تلك الخدمة الإلكترونية. لذلك شعار "إنزل علم" تؤكد على نية الأكاديمية في الوصول إلى كل من لديه الرغبة في التعلم وكسب المعرفة، فهكذا يصل المدرس إليهم.
يمكن للمشاركين في العملية التعليمية وفق منهج الأكاديمية أن يكون إما مقدماً للدروس، أي يسجل الفيديوهات عن الكورسات التعليمية التي تنتجها الأكاديمية. أو يكون خبيراً مراجعاً للمحتوى التعليمي يدقق بالمواد التعليمية للتأكد من خلوها من أي خطأ علمي. أو حتى مستشاراً تعليمياً يساهم في تصميم محتوى الدروس التي تتوجه للطلاب ما بين عمر 13 إلى 18 سنة. ويمكن أن يكون مدرساً متطوعاً ضمن برنامج إنزل وعلم، وكذلك مدرباً مهمته تطوير مهارات الفريق العامل في التدريس.
مواقع التواصل الاجتماعي
المعلومات على أنواعها تصل للمتلقي بشكل تفاعلي على صفحات أكاديمية التحرير على فيسبوك ويوتيوب وموقعها الالكتروني.
الدروس يتم شرحها عبر فيديوهات بلغة محكية، مبسطة، تحاكي ذهن المتلقي دون أن ترهقه. كما تمكنه من تكرار وإعادة الدرس مرات ومرات حتى يشعر بأنه فهم المحتوى المطروح. أما في حال كان لدى المتلقي أية أسئلة أو مزيد من الاستفسارات فيمكنه الكتابة إلى جانب الفيديو المعروض ليتلقى الإجابة بعد ذلك.
وبات بالإمكان مشاهدة ومتابعة فيديوهات الأكاديمية عبر تلفزيون المعرفة الذي يتضمن العديد من البرامج والمعلومات في شتى الميادين.