نساء إدلب يتضامنّ فنياً مع الفلسطينيات في غزة

نساء إدلب يتضامنّ فنياً مع الفلسطينيات في غزة

28 مارس 2024
شارك في المشروع 200 امرأة (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مدينة إدلب السورية، اختتمت دورة تدريبية في مركز "حياتي" شاركت فيها 200 سيدة، تعلمن صناعات يدوية متنوعة كالفخار والخياطة، وبدأت 40 منهن مرحلة الإنتاج.
- المشروع يتميز بتصدير القطع المنتجة إلى أوروبا للتسويق في معارض، بالتعاون مع منظمة فرنسية، مما يوفر دخلاً للمتدربات وعائلاتهن، ويعبرن عن تضامنهن مع القضية الفلسطينية.
- تسلط الضوء على أهمية هذه المشاريع في توفير فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي في منطقة تعاني من بطالة مرتفعة وفقر شديد بعد سنوات من الحرب، مع التأكيد على الطاقات البشرية والإبداعية للمشاركات.

في بيت عربي، بكل طابعه التراثي، في الأحياء القديمة من مدينة إدلب شمال غربي سورية، انتهت، يوم الأربعاء، الفترة التدريبية لمشروع تمكين السيدات في مركز "حياتي"، بمشاركة 200 سيدة من مختلف مناطق المحافظة.

وضم المشروع، الذي بدأ قبل نحو خمسة أشهر، أربعة تخصصات: صناعة الفخار، لوحات الموزاييك والحفر على الخشب، الخياطة، صناعة الشمع والصابون، وتجاوزت 40 سيدة من مجموع المشاركات فترة التدريب، التي استمرت خمسة أشهر، وبدأن مرحلة الإنتاج.

أكثر ما يميز هذا المشروع من بقية مشاريع "التمكين" في شمال غربي سورية أن القطع المنتجة ستشحن إلى دول أوروبية لإقامة معارض وتسويق القطع المنتجة، بالتنسيق مع إحدى المنظمات الفرنسية، وتستمر مرحلة الإنتاج مدة أربعة أشهر إضافية منذ الآن.

اغتنمت المتدربات فرصة وصول قطعهن لأوروبا، فعبّرن من خلال لوحاتهن، سواء الخشبية أو الموزاييك، عن تضامنهن مع القضية الفلسطينية.

تقول مديرة المشروع شذى بركات لـ"العربي الجديد": "جميع القطع المنتجة في المشروع مصنوعة يدوياً وبمنتهى الإتقان، وعند انتهاء الإنتاج ستشحن القطع إلى دول أوروبية عدة لإقامة المعارض وبيعها. المردود المالي سيكون للمتدربات بعد خصم أجور الشحن، مساعدة لهن ولعائلاتهن، خصوصاً أن بعض السيدات طالبات جامعيات، وبعضهن أرامل من سكان المخيمات".

وتضيف "نسبة البطالة في إدلب مرتفعة جداً، ولدينا طاقات بشرية كبيرة وأيد عاملة كثيرة، بعد 13 عاماً من الحرب، من هنا أهمية هذه المشاريع، لكن الأهم هو سوق تصريف المنتجات، فنسبة الفقر تجاوزت 80% في شمال غربي سورية، ما يجعل تصريف مواد يعدّها المستهلك ثانوية أمراً في غاية الصعوبة".

وتقول مدربة الموزاييك في مركز حياتي ناديا الفاتحي لـ"العربي الجديد": "هذا الاختصاص في المركز هو الأكثر إقبالاً من السيدات رغم قساوة الحجر الذي نتعامل معه. لدى المتدربات شغف وحب كبير للعمل، وأكثر ما يميز عملهن هو اختيارهن للرسومات التي تعبّر عن التضامن مع القضية الفلسطينية، نحو رسم العلم الفلسطيني والمسجد الأقصى، وغزة تحت الحرب، وغيرها من مضامين فنية".

المتدربة هلا طه، من قرية المسطومة جنوبي إدلب، تقول لـ"العربي الجديد": "لم أكن أتقن أي مهنة سابقاً ولدي وقت فراغ كبير. دخلت هذا المركز واخترت مهنة صناعة الشمع، كنت أنتظر وقت الدروس بفارغ الصبر، وأستمتع جداً في العمل هنا وكأننا أسرة واحدة، وأنا فخورة بتعلمي شيئاً مفيداً".

أما المتدربة قمر الصدير، المهجّرة من مدينة معرة النعمان وأم لثلاث بنات، فتقول لـ"العربي الجديد": "اخترت مهنة صناعة الشمع وتعلمتها بسرعة واشتريت المواد الأولية، وفتحت مشروعاً خاصاً في منزلي، بدأت ببيع منتجاتي لأقاربي وأصدقائي. الآن أصبحت في السوق، أنا سعيدة جداً".

المساهمون